كيف جاءت فكرة فيلم {ولاد رزق}؟

Ad

عرض عليَّ المؤلف صلاح الجهيني فكرة الفيلم أفعجبت بها لأنها ترصد نماذج من المجتمع المصري ظهرت في فترة تاريخية مرتبكة، وظهرت معها جرائم لم تكن موجودة. بدأنا العمل على فكرة الفيلم والتحضير له، وقمت بالتصوير في منطقة عين الصيرة وكثير من الأحياء الشعبية الحقيقية كي يظهر الفيلم أكثر واقعية. هنا لا بد من أن أشيد بمجهود أهالي هذه المناطق الذين تعاونوا معنا بشدة وسهلوا لنا الكثير كي نستطيع التصوير بمنتهى البساطة.

تعرَّض الفيلم للثورة، هل هو تعرض زمني فقط أم لاتهامها بأنها السبب في الفوضى والسرقة؟

لم أتناول أحداث الثورة ولم أقيمها. لا ينكر أحد أن خلال فترة الفراغ الأمني، أثناء الثورة وبعدها، حدثت أعمال كثيرة من السلب والنهب والسرقة لم تكن موجودة، ولو قدمنا الفيلم قبل الثورة ما صدقنا أحد لأننا لم نكن نسمع عن هذه الجرائم سابقاً. وثمة كثير من الفيديوهات على يوتيوب تعرض ما حدث من سرقة ونهب، ومن خلالها جاءت فكرة الفيلم.

هل يمثل الفيلم العودة إلى عالم العشوائيات؟

تدور أحداث الفيلم في أحد الأحياء البسيطة، تحديداً أحياء الطبقة المتوسطة التي ظهرت مع عبد الناصر من خلال المساكن الشعبية التي بناها لهم. ولكن بعد تغير الحال وانهيار القيم اختفت الطبقة المتوسطة وتحوَّلت هذه المساكن إلى أحياء فقيرة وعشوائية. بالتالي، نحن نرصد ما وصل إليه المجتمع المصري عموماً وهذه الطبقة خصوصاً، وكان لا بد من التصوير في مناطق طبيعية.

اعتمد الفيلم على مفاجأة الجمهور في النهاية، كما حدث في {أسوار القمر}. هل تتعمد ذلك؟

يتعلَّق الأمر في النهاية بأحداث الفيلم وتطورها. مثلاً لم تأتِ النهاية مفاجئة في {تيتو} أو {الإمبراطور} وغيرهما من أفلامي، ولكن إن كان ثمة مبرر لوجودها فلا مانع من تشويق الجمهور و{خطفه} خلال الأحداث.

قدمت جميع نجوم الفيلم بصورة جديدة ومختلفة. ألم تخشَ من المخاطرة؟

لدى أحمد عز وجميع أبطال الفيلم إمكانات تمثيلية جيدة ودور المخرج أن يُظهرها. ووضع الممثل في إطار واحد، حتى لو نجح فيه، يعجِّل بنهايته أولاً ثم يعني استسهال المخرج وعدم بحثه عن الجديد. ولكن عندما يظهر الممثل بشكل مختلف لم يعتد عليه الجمهور، يُحسب هذا النجاح للمخرج أولاً الذي اكتشف الجديد لدى الفنان، وهو ما حدث مع جميع أبطال الفيلم.

حصلت خلافات مع الرقابة حول بعض الألفاظ والإيحاءات في الفيلم.

اعترضت الرقابة على بعض الألفاظ والإيحاءات ورأت أنها غير مناسبة للعرض. حاولت إقناع الأعضاء أنها عادية ومتداولة في الشارع بشكل طبيعي، وأن لشخصيات الفيلم طريقة في الحوار، ولكن أصروا على رأيهم. حذفت بعض الأمور ولم أستطع حذف الباقي لأنه يُخل بسياق الفيلم الدرامي، وكان الحل وضع شارة تحت الإشراف العائلي.

كيف ترى تعامل الرقابة مع السينما، خصوصاً أن كثيراً من الأعمال تتعرَّض للأمر نفسه؟   

اختلف المجتمع والشارع بصورة كيبرة جداً، خصوصاً في السنوات الأخيرة، وما كان شاذاً أو غريباً أمس أصبح الآن طبيعياً شئنا أم أبينا. ولا بد من التعامل مع الأمر بصراحة. عليه، لا بد من الرقابة أن تتعامل مع هذا التغير بصورة أكثر مرونة.

بالطبع، لن ننقل كل ما يٌقال ويحدث في الشارع، ولكن أيضاً لا بد للحوار من أن يكون واقعياً. أذكر في فيلم {الإمبراطور} دار حوار بين {زينهم} (أحمد زكي) وصديقه (محمود حميدة)، وكان من المفترض أن يشتم زينهم صديقه. ولما كانت شخصيات مثل هذه من قاع المجتمع تمارس الإجرام بمنتهى الإريحية، وقعت في حيرة حول طبيعة الحوار والسباب بينهما، ولجأت آنذاك إلى كلمة غير مفهومة كي تصل إلى الجمهور من دون خدش حيائه.

بم تفسر تضارب الأرقام حول إيرادات أفلام موسم عيد الفطر؟

جزء من المنافسة والدعاية لأحد الأفلام، لأن المنتج يحاول أن يروج له بأنه الأفضل معتبراً أن الأرقام قد تكون سبباً في جذب الجمهور، وهذا غير صحيح. يقصد الجمهور الفيلم أو النجم الذي يريده من دون النظر إلى حجم الإيرادات. طلب مني الموزعون نشر الأرقام الحقيقية للإيرادات، ولكني رفضت لأني اعتمدت في نجاح {ولاد رزق} على الفيلم نفسه وما قدمته أنا والأبطال من مجهود. ثانياً، نشر الإيرادات ليس من اختصاصي، ولكن ثمة من يتولى هذا الأمر لأنه المنوط بذلك، وحينها لا يستطيع أحد تكذيب الأرقام.

 لكن الإيرادات أحد معايير قياس نجاح الفيلم؟

بالتأكيد، ولكن أي إيرادات؟ ما زال الموسم في بدايته، ولم ننته بعد، وجمهور العيد رغم أهميته، فأنه ليس الأساس. نتعامل مع موسم كامل وليس أيام العيد فقط، وهو ما حدث فعلاً. بدأت إيرادات {ولاد رزق} عادية ثم ارتفعت تدريجياً مع نهاية أيام العيد. وبدأ الفيلم الآخر مرتفعاً، ثم انخفض تدريجاً. أراهن على استمرارية الفيلم، وواثق في أنه سيحقق إيرادات أكبر بكثير في نهاية الموسم، لأني أقدم عملاً فنياً متكاملاً ولا أعتمد على نجومية بطل التي قد تتأثر أو تنخفض وقتها لن أحقق أي نجاح، ولكن ما حققته هونجاح فيلم.

بطولة جماعية... وأصالة منتجة

• ما صعوبة تكرار البطولة الجماعية في السينما؟

يعود الأمر إلى الكتابة. يُكتب كثير من الأفلام لأجل النجم الأوحد ولا مجال لوجود نجم آخر بجواره ينازعه الصدارة. ثانياً، إنتاجياً الأمر صعب إلى حد ما بسبب ارتفاع أجور النجوم غير المبرر. ولكن من يجد فكرة جيدة ونجوماً لا تمانع في المشاركة في عمل واحد، كما حدث في {ولاد رزق}، ينفذها فوراً، علماً أنه أمر نادر.

• كيف جاءت فكرة دخول المطربة أصالة مجال الإنتاج؟

دخول أصالة مجال الإنتاج لم يكن فكرة أو مصادفة ظهرت فجأة. منذ زواجي بها، أسسنا شركة إنتاج فني قدمت أعمالاً كثيرة في مجالات مختلفة، ولكن هذا العمل هو الأول سينمائياً، ولن يكون الأخير.

• أفلام الحركة مضمونة النجاح لدى الجمهور.

أولاً، يتعلق الأمر بجودة العمل، وثمة أعمال اعتمدت على الحركة فقط ولم تحقق أي نجاح، بالإضافة إلى أننا لا نصنع أفلام حركة، بل نقدم فيلماً درامياً يحتوي على مشاهد حركة، بما فيها فيلمي {تيتو} الذي يحتاج إلى تقنيات عالية جداً ومشاهد انفجار قطارات وسيارات، من ثم تلزمه إمكانات فنية عالية وإنتاجية ضخمة. تزيد تكلفة فيلم الحركة على مئة مليون جنيه. لدينا في مصر الإمكانات الفنية والتقنية والبشرية التي تصنع فيلم حركة عالمياً ينافس أفضل أفلام هوليوود، ولكن أين المنتج الذي يستطيع أن ينفق هذه الميزانية الضخمة لأجل فيلم واحد؟ وأين السوق الذي تبيع فيه الفيلم ويحقق إيرادات تغطي تكلفته وتحقق مكسباً للمنتج، وتشجعه بالتالي على تكرار التجربة؟