التنمية المستدامة تُعنى بتلبية حاجات المستهلكين ورغباتهم، دون الإضرار بحق الأجيال القادمة في الاستفادة من هذه الثروات، وهذا ما ترجمه سمو أمير البلاد في إبراز ما تقدمه الكويت أمام القمة العالمية في 2015 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وسيكتب التاريخ للكويت من جديد بأنها قدمت في عهد سمو الأمير ما يعادل 2.1% من إنتاجها القومي خدمة للإنسانية.

Ad

قبل أن أبدأ في كتابة المقال لا بد من التعرف على مفهوم التنمية المستدامة التي وإن تعددت لكنها ركزت على دور الإنسان كمحور أساسي فيها؛ لما له من أثر على بقية العوامل الأخرى المرتبطة بالحياة (التطور الذي يلتقي مع الحاجات دون أن يؤثر على احتياجات الأجيال القادمة)، وذلك لمحاكاته للمفهوم الواقعي للتنمية المستدامة.  

لقد بدأ اهتمام المجتمع الدولي بالتنمية المستدامة وبرعاية الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها منذ عام 1972 في مؤتمر استوكهولم؛ لما لهذا المفهوم من أهمية في مواجهة التحديات والضغوط التي يتعرض لها الإنسان والبيئة في صون الطبيعة من الدمار، والتي تتطلب تحرك المجتمع الدولي وتضافر جهوده وفي مقدمتها:

- المحور الاجتماعي (الفقر، التعليم، الجريمة والحروب، العدالة، الكفاءة الوظيفة، الأمراض، الحصول على المياه النظيفة، المجاعة، السكن، التفرقة العنصرية، وفيات الأطفال، التضخم السكاني).

- المحور البيئي (اتساع رقعة الأوزون، الأمطار الحمضية، تغير المناخ، التلوث الهوائي والمائي وتلوث التربة، الصيد الجائر بكل أنواعه، الكوارث الطبيعية، نقص المياه، تغيير النظم الطبيعية، القضاء على الغابات).

- المحور الاقتصادي (التجارة الحرة، القروض، الضرائب، تبادل التكنولوجيا، السياحة، الطاقة، توزيع الثروات، الدخل القومي، التوظيف).

ما دعاني لكتابة هذا المقال هو بيان دولة الكويت والدور الكبير الذي يقوم فيه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، في إبراز ما تقدمه الكويت أمام القمة العالمية في 2015 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، والذي يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر بأبعادها الثلاثة (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية).

هذا البيان لم يعد يخص الكويت بل هو وثيقة دولية ورصيد إنساني يضاف إلى إنجازات سموه الدولية، فبعد أن توج سموه بلقب سمو الإنسانية سيكتب التاريخ للكويت من جديد بأنها قدمت في عهده ما يعادل 2.1% من إنتاجها القومي، وهو تقريبا ضعف ما تم الاتفاق عليه، لتشكل هذه أعلى نسبة بين دول العالم، وهي دلالة على اهتمامها في حل الكثير من المشاكل التي تواجه البشرية.

ما أرجوه فعلاً من الإخوة القائمين على الديوان الأميري، وأخص بالذكر الأخ معالي وزير الديوان أن يشرف بنفسه على توثيق هذا البيان وترجمته ونشره، والمؤتمرات التي رعتها وتبنتها الكويت في هذا الشأن، وترجمتها إلى عدة لغات لما تحمله من معانٍ ومفاهيم في غاية الأهمية ستكون مرجعاً ووثيقة للإنسانية يحق لنا أن نفتخر بها.

مناقشة دور الكويت الرائد ستكون مع طلبتي في مقرر التنمية المستدامة تحت عنوان «إنجازات دولة الكويت وبيان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وأثرها على المجتمع الدولي».

ودمتم سالمين.