يمنح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأثنين في قصر الاليزيه وسام الشرف لثلاثة شبان أميركيين وبريطاني سيطروا على أيوب الخزاني الذي حاول اطلاق النار داخل قطار تاليس الذي كان متجها من امستردام إلى باريس، وفق ما قالت مصادر في الأليزيه لوكالة فرانس برس.

Ad

وأضافت المصادر أن الأميركيين انطوني سادلر واليك سكارلتوس وسبنسر ستون والبريطاني كريس نورمان "سيمنحون وسام جوقة الشرف" من قبل الرئيس الفرنسي في احتفال في الاليزيه.

وأشارت المصادر إلى أن الراكب الفرنسي الأميركي في القطار مارك موغالين "51 عاماً" الذي أصيب برصاصة خلال الهجوم والفرنسي الأميركي وراكب فرنسي "28 عاماً" حاول ايقاف المهاجم سيمنحان أيضاً وسام الشرف لاحقاً.

كما أشادت السلطات الفرنسية أيضاً بدور موظف فرنسي في شركة السكك الحديدية كان في إجازة حين وقوع الهجوم ساعد في السيطرة على المسلح في القطار.

في الأثناء يواصل المحققون الأثنين استجواب مطلق النار.

ونفى المغربي أيوب الخزاني "25 عاماً" الذي يملك ملفاً أمنياً لدى أربع دول أوروبية "فرنسا واسبانيا والمانيا وبلجيكا" باعتباره متطرفاً دينياً، ضلوعه في أي عمل إرهابي، مؤكداً على أن الأمر محاولة سطو الأمر الذي كذبته السلطات والركاب الأميركيون، ويمكن أن يستمر ايقاف الخزاني حتى مساء الثلاثاء.

ووصف محمد الخزاني والد المتهم والذي يقيم في اسبانيا ولم يتحدث مع ابنه "منذ أكثر من عام"، نجله بأنه "شاب جيد"، وقال لصحيفة ذي تلغراف البريطانية وقد اغرورقت عيناه بالدموع "إنه لا يتحدث في السياسة أبداً، يتحدث فقط عن كرة القدم والصيد".

وذكرت المحامية صوفي دافيد التي كلفت القضية عند اعتقال المشتبه به في مدينة اراس شمال فرنسا أنه "صعق" عندما علم باتهامه بالإرهاب، ونفى إطلاقه أي عيار ناري.

وأضافت دافيد التي لم تعد تتولى قضيته، أن المشتبه به "صعق بسبب ربط ما فعله بالإرهاب"، مضيفة أن الخزاني يصف نفسه بأنه مشرد دون مأوى.

وأضافت "يقول أنه عثر بالصدفة على حقيبة بداخلها سلاح وهاتف، في حديقة قريبة من محطة ميدي في بروكسل حيث ينام في غالب الأحيان مع غيره من المشردين".

وبحسب الخزاني المغربي الذي يكمل عامه الـ 26 في الثالث من سبتمبر ولا يتحدث الفرنسية وترجمت تصريحاته، فقد صعد إلى القطار لسرقة الركاب وكان يعتزم كسر نافذة والقفز منها هرباً.

وقالت المحامية إنها عندما أبلغته أن بعض الناس جرحوا "أصيب بالذهول"، وأضافت أن المشتبه به "يقول أن الكلاشنيكوف لم يعمل، وأنه تمت السيطرة عليه فوراً دون أن يطلق أي عيار".

لكن الراكب انتوني سالدر قال في مؤتمر صحافي في السفارة الأميركية بباريس "إنه ليس بحاجة لثمانية خزانات للسطو على قطار".

وعلاوة على بندقية كلاشينكوف، قالت الشرطة أنه عثر لدى المتهم على تسعة خزانات ومسدس آلي وآلة قاطعة.

وبحسب سبينسر الذي كان أول من ارتمى على المعتدي وأصيب بآلة القطع أن بندقية الكلاشينكوف بدا وكأنها لا تعمل" وأيضاً فإن المهاجم يبدو "أنه لم يحصل على أي تدريب على استخدام السلاح"، بحسب اليك سكارلاتوس العائد حديثاً من مهمة بأفغانستان.

وبحسب محقق فرنسي فإن الشاب مارس أعمالاً بسيطة وعاش الانحراف البسيط والتهميش.

وعاش خزاني سبع سنوات في اسبانيا بين 2007 ومارس 2014، وعرف هناك بخطاب يشرع الجهاد، واحتجز مرة بتهمة "الاتجار في المخدرات"، بحسب مصدر في أجهزة مكافحة الإرهاب الأسبانية.

وفسر سبينسر ستون خلال المؤتمر الصحافي دافعه في توقيف المتهم بـ "الرغبة في العيش والابقاء على حياة الآخرين في القطار أيضاً".

أما انتوني سادلر فاعتبر أن "العبرة التي يجب أخذها في مثل هذه الأزمات" هو أنه على الناس أن يدركوا "إنه يجب القيام بأمر ما"، وقال "عند وقوع اعتداء ارهابي كهذا يجب القيام بشيء من فضلكم لا تركنوا إلى السلوك السلبي".

أما الممثل الفرنسي جان-هوغ انغلاد الذي كان موجوداً في عربة المشتبه به، فأصر الأحد على اتهام موظفي القطار بـ "التقاعس" عن حماية الركاب المرعوبين، ووصف كلام إدارة تاليس التي أكدت على أن موظفي القطار قاموا بالتصرف الملائم بأنه "مناف للحقيقة".

وبعد ثمانية أشهر من الهجمات الدامية ضد الصحيفة الأسبوعية الساخرة شارلي ابدو ومتجر للأغذية في باريس، وإثر احباط العديد من مشاريع الهجمات الجهادية منذ يناير، لا يزال التهديد الإرهابي ماثلاً بقوة في فرنسا، وفقاً لوزير الداخلية برنار كازنوف.