رحب خبراء اقتصاد في مصر بالاتجاه المصري الروسي نحو اعتماد الروبل، العملة الرسمية لروسيا الاتحادية، بدلاً من الدولار الأميركي، في المعاملات الاقتصادية والتجارية بين القاهرة وموسكو، معتبرين أن هذه الخطوة ستشكل، حال تطبيقها بداية للتكامل الاقتصادي بين البلدين، كما تشكل خطوة نحو الانسلاخ من قبضة العم سام، وبداية للتعاون المصري مع «الدب الروسي» في مجالات عدة.

Ad

ينسحب الاتجاه المشترك لدى مصر وروسيا إلى إحلال المعاملات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بالعملتين الوطنية لكلا البلدين، ويعزّز نجاح التجربة، التقارب المصري الروسي الذي ترجمته اتفاقيات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في المجالين العسكري والاقتصادي، التي عكستها الزيارة الأخيرة للسيسي إلى موسكو الأسبوع الماضي.

ومن المتوقع أيضاً أن تستفيد مصر من تطبيق الخطوة في ظل إقبال السياحة الروسية بنسب مرتفعة في مناطق مصرية بعينها أشهرها مدينة الغردقة، ما يعني القضاء على ظاهرة السوق السوداء المتعلقة بالروبل، والتي راجت في المدينة من فترة، لمصلحة الجنيه المصري، الذي سيتم التعامل به حال البدء في تطبيق الخطوة.

الخبير الاقتصادي رائد سلامة، اعتبر أن التعامل بالروبل بين البلدين بداية حقيقية للخروج من قبضة الدولار الذي ألحق بالاقتصاد المصري أزمات عدة خلال الفترات السابقة.

وأضاف سلامة لـ»الجريدة»: «العلاقات المصرية الأميركية يمكن أن تعوق هذا المقترح، مشدداً على «ضرورة وجود إرادة سياسية حقيقية لتفعيله».

في السياق، ثمَّن الخطوة أستاذ إدارة الأعمال في جامعة أكتوبر للعلوم والآداب محمد فؤاد، ووصفها بـ»الإيجابية»، في ظل وجود مشكلات في الاحتياطي النقدي المصري، وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، وقال لـ»الجريدة» إن توجه الدولة حالياً إلى التكامل الاقتصادي والعسكري مع روسيا، يعد بداية لتخفيف الهيمنة الأميركية.

أستاذ الاقتصاد في أكاديمية السادات، شريف قاسم، يرى أن التعامل بالروبل، في التجارة بين البلدين مبادرة طيبة، وقال: ليس صحيحاً أن تؤثر تلك التعاملات على الدولار الأميركي، لافتاً إلى أن حجم مساهمة التجارة المصرية بالنسبة لدول العالم ضئيل، كما أن حجم التبادل التجاري مع روسيا لا يتجاوز ثلاثة مليارات دولار.

على النقيض، قالت أستاذة الاقتصاد في جامعة القاهرة، عالية المهدي لـ»الجريدة» إن التعامل بالروبل بين البلدين لن يفيد مصر، لأن الروبل عملة ضعيفة مقارنة بالدولار، وطالبت المهدي بإجراء دراسات جيدة قبل التفكير في التحول إلى هذا النظام.