تزامن زيارة البابا فرنسيس إلى الولايات المتحدة مع أحداث سياسية مهمة تستحوذ على مجمل تعليقات الإعلام الأميركي وتحليلاته، يرى البعض أنه سيصب حتما في مصلحة الرئيس الأميركي باراك أوباما وحزبه الديمقراطي.

Ad

فالرئيس الذي ضمن تعطيل قدرة مجلسي الشيوخ والنواب على معارضة الاتفاق النووي مع إيران، يسعى الى تكريس المصالحة مع كوبا وتمرير مشروعه لخفض الانبعاثات الحرارية المكلف بالنسبة الى كبار أصحاب رؤوس الأموال والمشاريع الاقتصادية الضخمة.

الحزب الديمقراطي من ناحيته يسعى الى تعطيل الخطاب التحريضي الذي يطلقه عدد من مرشحي الحزب الجمهوري ضد المهاجرين وإلى نيل تأييد الأميركيين على فرض مزيد من الضرائب على أصحاب رؤوس الأموال لردم التفاوت الاجتماعي.

زيارة البابا فرنسيس للولايات المتحدة على مدى 6 أيام، سيتخللها خطاب له أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه في واشنطن، فضلا عن زيارته مدينتي فيلادلفيا ونيويورك، حيث يلقي كلمة في الأمم المتحدة أيضا.

بعض وسائل الإعلام الأميركية وصف البابا بأنه أحد أكثر الضيوف تعكيرا لمزاج الجمهوريين، خصوصا المتشددين تجاه قضايا خلافية كبرى، كقضية المهاجرين والوجود الأميركي اللاتيني عموما والحق في اكتساب الجنسية، فضلا عن قضايا توزيع الثروة وردم الهوة بين الفقراء والأغنياء أو خفض الانبعاثات الحرارية.

علاقة ودية

البعض يتهم أوباما باستغلال علاقته الودية مع البابا المتهم بيساريته للتأثير في الرأي العام الأميركي في شتى الملفات الواردة أعلاه. فالبابا فرنسيس القادم من الأرجنتين شكّل إحراجا معنويا للمطالبين بإقامة ساتر خرساني على الحدود مع  المكسيك، أو لمن يشككون بأميركية البعض، سواء كان هذا البعض الرئيس باراك أوباما أو جيب بوش المتزوج من مكسيكية الأصل ويتحدث الإسبانية بطلاقة. وبينما يعتبر البعض أن خطاب البابا أمام الكونغرس هو خطاب دفاعي عن معظم إنجازات أوباما الخارجية والداخلية، رأى آخرون أنه رد مضاد برمزيته على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس نفسه قبل أشهر تحريضا على الاتفاق النووي مع إيران.

معلقون قالوا إن زيارة البابا ستترك أثرا مباشرا على المعركة الانتخابية بين الجمهوريين أنفسهم ومع الديمقراطيين ايضا.

وقد بدا واضحا أن متزعم السباق الجمهوري دونالد ترامب يواجه تحديات كبيرة، دفعت به أمس الأول الى إعلان مقاطعته محطة "فوكس نيوز" المحسوبة على الجمهوريين، وشكواه من أن الحزب يدير ضده معركة متعددة الجوانب من أجل إقصائه.

ترامب الذي لم يدل بتعليق مباشر على زيارة البابا، صنفته آخر استطلاعات الرأي بأنه أكثر المرشحين الجمهوريين غير المؤهلين ليكون رئيسا لأميركا بنسبة قبول لم تتجاوز 29 في المئة مقابل رفض 71 في المئة، تلاه تباعا السيناتور ماركو روبيو ورئيسة هيوليت باكارد السابقة كارلي فيورينا وجراح الأعصاب السابق بن كارسون، وصولا الى جيب بوش الذي اعتُبِر الأكثر جدارة بأن يكون رئيسا للبلاد بنسبة قبول تجاوزت 48 في المئة مقابل رفض 52 في المئة.

الاستطلاع الذي أعلنته محطة "إس إن بي سي" استند إلى سؤال طرح على عينة واسعة من الجمهوريين عمن هو المرشح الجمهوري الذي ترى أنه سيكون رئيسا للبلاد في نهاية المطاف، بمعزل عن النتائج التي يحققها في استطلاعات الرأي الحالية.