أكد رئيس أكاديمية البحث العلمي المصرية محمود صقر أن القوانين واللوائح تعد أبرز المعوقات التي تواجه البحث العلمي في مصر، لافتاً إلى أنه يوجد داخل البلاد أكثر من مئة ألف باحث وعالم.

Ad

واعتبر صقر في حوار مع «الجريدة» أن تخصيص 1 في المئة من الدخل القومي للبحث العلمي يعد مقبولاً، واصفاً غالبية الاكتشافات والابتكارات التي يتم الإعلان عنها بأنها «شو إعلامي»، وفي ما يلي نص الحوار:

• ما أبرز المشاكل التي تواجه البحث العلمي في مصر؟

- بيئة البحث العلمي تتكون من ثلاثة أضلاع رئيسية قاعدتها العلماء، أما الضلعان الآخران فهما، السياسات والقوانين، والتمويل، وليس لدينا في مصر مشكلة في الكوادر البشرية، حيث نمتلك أكثر من مئة ألف باحث وعالم داخل البلاد، وهو عدد كبير جداً، بالإضافة إلى العلماء الموجودين خارج مصر، كما أن مصر فيها أكثر من 50 جامعة بين حكومية وأهلية وخاصة، وكذلك 12 مركز بحث تتبع أكاديمية البحث العلمي، فضلاً عن 120 مركز أبحاث تتبع الوزارات والمؤسسات الحكومية، أما بخصوص التمويل فقد شهد تحسناً ملحوظاً بعد تخصيص نسبة 1 في المئة من الدخل القومي للبحث العلمي بموجب الدستور الجديد، بينما المشكلة الكبرى التي تواجهنا هي القوانين واللوائح التي تعوق بيئة البحث وتشجع على هجرة العقول المصرية المتميزة إلى الخارج، ومن هذه المعوقات معاملة مشروعات البحث العلمي باعتبارها مشروعاً عادياً مثل أي مشروعات أخرى تجارية أو استثمارية، وهذا ليس مطلوباً، لأن أهم عامل يقوم عليه البحث العلمي هو الوقت، الذي تقوم هذه القوانين بتعطيله.

• هل تخصيص نسبة 1 في المئة من الدخل القومي للبحث العلمي كافية؟

- نسبة مقبولة، لكننا نحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير، والتمويل الحالي للبحث العلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج جيدة شريطة أن تتم إدارته بكفاءة.

• برأيك ما أسباب هجرة العلماء المصريين المتميزين إلى الخارج؟

- السبب الرئيسي وراء هجرة العلماء المصريين إلى الخارج اقتصادي، بسبب عدم توافر فرص عمل لأوائل الخريجين، ما يؤدي إلى سعيهم إلى السفر أو الهجرة، أو وجود فرصة عمل لكنها غير ملائمة، وهذه مشكلة كبيرة في مصر، حيث نعد من أسوأ الدول في توظيف الإمكانيات المتاحة.

• ما حقيقة الابتكارات والاكتشافات التي يتم الإعلان عنها ثم تختفي فجأة؟

- ما نسمع عنه كثيراً في وسائل الإعلام هو غالباً عبارة عن أفكار، ونقوم بتشجعيها من باب نشر الثقافة العلمية، لكن للأسف بعض الإعلاميين يضخمون هذه الأفكار، ويتم تقديمها للناس على أنها ابتكارات مذهلة، وهذا كلام فارغ، لأن هناك معايير وأسساً علمية لأي فكرة حتى تكون قابلة للتطبيق، وبالتالي تحصل على براءة اختراع، لكن حتى براءات الاختراع لابد أن تكون ذات جدوى من الناحية الاقتصادية، لتجد من يتبناها مثل فكرة السيارة التي تسير بالماء أو بالطاقة الشمسية، وبخصوص ما يتعلق باكتشاف أدوية جديدة لعلاج بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان والفيروسات الكبدية، فهذا العلاج لابد أن يمر بالكثير من التجارب المعملية، ثم التجارب على الحيوانات وأخيراً التجارب على البشر، وهذه تمر وحدها بأربع مراحل، وكل ذلك يجب أن يكون في معامل دولية وتحت إشراف فريق متخصص من الباحثين يتابع النتائج حتى تحصل على الاعتراف عالمياً.