لم تتضح بعد الدوافع التي تقف وراء الهجوم الذي نفذه زوجان أميركيان من أصول باكستانية على احتفال كان يجرى في مركز لتقديم الخدمات الإجتماعية للمعوقين في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، وراح ضحيته 14 قتيلاً، في أسوأ مجزرة تشهدها الولايات المتحدة منذ 3 سنوات.

Ad

وعلى الرغم من أن السلطات لم تستبعد شبهة الإرهاب، فإن المحققين لم يتمكنوا من إيجاد أي رابط حقيقي يسمح بالاعتقاد بأن سيد فاروق (28 عاماً) وزوجته تاشفين مالك (27 عاماً) على صلة بجماعات إرهابية.

وأفادت التقارير بأن الزوجين كانا يحضران احتفالاً بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة لموظفي قطاع الصحة العموميين في سان برناردينو، وخرج فاروق غاضباً من الحفل وعاد مع زوجته وهما يرتديان لباساً عسكرياً ويحملان أسلحة رشاشة، ليفتحا النار على المشاركين موقعين 14 قتيلاً و17 جريحاً عدد كبير منهم بحال الخطر.  

وروى أحد زملاء فاروق في العمل، ويدعى باتريك بكاري، أن المشتبه فيه غاب نحو شهر في الربيع الماضي، ويقول البعض إنه ذهب إلى السعودية. ولفت إلى أن فاروق المتحفظ لم تظهر عليه أي علامات على تصرف غير عادي، لكنه أرخى لحيته قبل بضعة أشهر.

وقال والد فاروق لـ «نيويورك دايلي نيوز» إن نجله كان متديناً جداً، موضحاً أنه «كان يذهب إلى العمل ويعود إلى الصلاة، ثم يعود إلى العمل».

ولم يثر الحادث حالة طوارئ في المنطقة المستهدفة فقط، بل قرع جرس إنذار قديم جديد لايزال يقسّم الأميركيين بين مدافع عن اقتناء السلاح وحمله ومعارض له. وهو جدل انعكس ولايزال في خطابات الطبقة السياسية الأميركية، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين.

ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الحزبين إلى التعاون لوضع حد لهذا التهديد الإرهابي الذي يقض مضاجع الأميركيين، قائلاً إنه من غير المقبول بقاء الولايات المتحدة البلد الوحيد الذي تتكرر فيه تلك الاعتداءات، بينما الطبقة السياسية فيه عاجزة عن سن قوانين جديدة لفرض قيود جدية على اقتناء السلاح.

وعلى الفور امتد النقاش إلى حلبة المرشحين للانتخابات الرئاسية، في وقت يشعر الجمهوريون بضغط الشارع المُسْتَنفر إزاء هذا النوع من الأحداث.

وعلى الرغم من أن التقديرات تشير إلى ضآلة ما يمكن تحقيقه في هذا المجال، فإن وسائل الإعلام بدأت تصوب سهامها على المرشحين الذين يواصلون التحريض على قضايا الإرهاب والعداء للأجانب والمهاجرين، كاشفة أن مبيعات الأسلحة الفردية سجلت أرقاماً قياسية في تاريخ ما يعرف بـ»الجمعة السوداء» أو «البلاك فرايدي» الأسبوع الماضي، محملة المسؤولية للمرشحين الذين حرضوا الشعب على اقتناء السلاح بعد هجمات باريس التي وقعت الشهر الماضي.

ونشرت وسائل الإعلام استطلاعات جديدة سبقت هجوم كاليفورنيا، أظهرت تغييراً حثيثاً في ترتيب المتسابقين الجمهوريين، على خلفية الهجمات السياسية التي تعرضت لها الأقليات الكبرى كالسود واللاتين والمسلمين، فضلاً عن «الهفوات» التي سقط فيها بعضهم، أمثال الملياردير دونالد ترامب حين تهجم على المعاقين وعلى دور المرأة.

وذكرت وسائل الإعلام أن ترامب الذي لايزال يحتل موقع الصدارة لدى الجمهوريين، تراجع من 40 إلى 30 إلى 27 في المئة في استطلاعات التفضيل، بينما حل السيناتور ماركو روبيو في المركز الثاني بنسبة 17 في المئة. وتراجع الجراح المتقاعد بن كارسون ليتقاسم المركز الثالت مع السيناتور اليميني تيد كروز بنسبة 16 في المئة، بينما حافظ جيب بوش على تراجعه مسجلاً نسبة 5 في المئة.

وأظهر الاستطلاع أن هيلاري كلينتون تتفوق على أي مرشح جمهوري في حال أجريت الانتخابات اليوم، مع تسجيل ماركو روبيو أفضل نتيجة في مواجهتها، محققاً 42 في المئة مقابل 44 لكلينتون.

كما حافظت كلينتون على موقع الصدارة بين المرشحين الديمقراطيين، مسجلة 60 في المئة مقابل 35 للمرشح اليساري بيرني ساندرز.

ويشير بعض التحليلات إلى أن الفوضى التي يتخبط فيها الحزب الجمهوري قد تستمر طويلاً، في حين حسمت المرشحة الديمقراطية السباق مبكراً داخل حزبها، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة الجمهوريين سباق الرئاسة بسبب افتقادهم شخصية قيادية قادرة على توحيد جمهورهم وإنقاذه من «الفيروس» الذي أصابه بفعل ترشح ترامب.