سمير سيف: «القومي للسينما» احتفاء بالصناعة الوطنية
{أحلم بعودة التواصل الحميم بين الجمهور وصانعي الأفلام}
{أبحث دوماً عن الاختلاف، وأتمنى أن يظل المهرجان القومي للسينما محتفظاً بموقعه وسط المهرجانات السينمائية الشهيرة}، جاء ذلك في حوار مع المخرج سمير سيف، رئيس المهرجان، الذي شهدت القاهرة فعالياته أخيراً، وذلك حول تقييمه للدورة الـ19 من المهرجان، وكواليس تنظيمها، وهنا تفاصيل الحوار:
{أبحث دوماً عن الاختلاف، وأتمنى أن يظل المهرجان القومي للسينما محتفظاً بموقعه وسط المهرجانات السينمائية الشهيرة}، جاء ذلك في حوار مع المخرج سمير سيف، رئيس المهرجان، الذي شهدت القاهرة فعالياته أخيراً، وذلك حول تقييمه للدورة الـ19 من المهرجان، وكواليس تنظيمها، وهنا تفاصيل الحوار:
ما سر حماستك لرئاسة المهرجان القومي للسينما للدورة الثالثة على التوالي؟
لأني أحد عشاق السينما المصرية، خصوصاً القديمة التي تعلمنا وتربينا عليها، إذ لم أكن يوماً رجلاً يعشق المناصب. وعلى العكس، فإن هذا المنصب نال من عملي كمخرج، وأخذ الكثير من وقتي المخصص لذلك، لكنني لست غاضباً أو حزيناً لأنني أترأس مكاناً أعمل فيه بحب يتيح الفرصة لعرض الأفلام كافة، ولو لم أكن أشعر بذلك، لما وافقت على استمرار رئاستي له، واكتفيت بموقعي كمخرج.كيف وجدت إقبال الجمهور على العروض؟لا أحسبها من منطلق الإقبال، لأن الأفلام التي يعرضها المهرجان عرضت على شاشة التلفزيون مراراً وتكراراً، ويكاد يكون المشاهد حفظها، والأمر متاح لهؤلاء الذين يعشقون الأفلام، ويرغبون في متابعتها داخل أجواء السينما. وثمة نوع آخر من الجمهور يأتي لمتابعة أفلام لم يتم عرضها وهي حالات قليلة مثلما حدث في الدورة السابقة عند عرض «حلاوة روح» الذي كان ممنوعاً من العرض وقتها، ومن شدة الإقبال عليه خصصنا عرضين له. وعموماً، الأفلام القصيرة في هذه الدورة والدورات السابقة الأكثر جذباً للجمهور لأنها غير معروفة، وأصبح لديه رغبة في التعرف إليها.هل كان توقيت إقامة هذه الدورة مناسبًا؟بالطبع، بدرجة أكبر من الدورتين السابقتين اللتين يمكن تسميتهما بأنهما دورات استثنائية، سواء في الشعور بعدم وجود توتر أمني قد يثير القلق أو مواعيد إقامته العروض أو عدد الأفلام، إذ كانت الدورة الواحدة تستغرق عامين حتى إقامتها. أما الدورة الأخيرة فهي نهاية للدورات الاستثنائية، وموعد إقامة المهرجان أصبح ثابتًا، وسيعتاد الجمهور على ذلك ابتداء من يوم 7 وحتى 16 أكتوبر من كل عام سيكون هذا التوقيت خاصاً بالمهرجان القومي للسينما.ما تقييمك لهذه الدورة؟أجدها متميزة، فمن حضر كل فعالياتها ألم بتفاصيل سينمائية كثيرة، بين حضور عروض الأفلام، والمعرض الخاص بمئوية ميلاد المخرج الراحل صلاح أبو سيف، إلى جانب الندوات الست التي تمت إقامتها، خمس منها لنجوم رحلوا عن عالمنا.يعد هذا العام «عام الأحزان»، لذا أقمنا ندوات عن رحيل النجوم فاتن حمامة، عمر الشريف، نور الشريف، المخرج رأفت الميهي، والمخرجة التسجيلية نبيهة لطفي. وكانت ندوات في غاية الأهمية أدارها نقاد على وعي بتاريخ هؤلاء الفنانين في تأكيد على أننا لم ولن ننساهم، بالإضافة إلى ندوة عن إدارة أصول السنيما.ما الذي يهدف إليه «القومي للسينما»؟المهرجان احتفاء بالصناعة الوطنية، قديمها وجديدها، لذا نحاول في دوراته كافة إيقاظ في الجمهور إحساسه بالسينما الوطنية لأن أفلامنا المصرية أحد أهم أسلحة القوى الناعمة في البلد.لماذا اخترت «أفلامنا.. مرآتنا» شعاراً للمهرجان؟في كل دورة من الدورات الثلاث التي ترأستها كنت حريصاً على أن يكون شعارها يقدم فكرة معينة ومختلفة، فمثلا في الدورة الأولى كان الشعار «أفلامنا الحلوة من تاني» في إشارة إلى الحنين للماضي، وفي الدورة الثانية كان «من جيل لجيل متواصل» يفيد بأنه على الأجيال أن تتواصل. أما شعار هذا العام فاخترته بعد شكاوى كثيرين من أن الأفلام التي يتم تقديمها هي مرآة للواقع الذي نعيشه، ولا نرغب في أن تكون مرآة منافقة مثل الملكة الشريرة في الجمال النائم التي تمدح في البطلة بأنها الأفضل، ولا تلك المرآة الخاصة بمدينة الملاهي وتجعلنا نرى أنفسنا مشوهين.ما المرآة التي تطمح فيها في السينما؟مرآة صادقة، فنحن على مرّ السنوات الماضية نقدم أفلاماً متنوعة بين الإجرام والمخدرات وبين الرومانسية والأعمال الأدبية، إذ كانت المرآة متسعة لكل شيء، وليس لوجهة نظر وحيدة، وهذا ما أقصده من الشعار. ماذا عن الملصق؟جاء جزءاً من حنين جمهور كبير إلى الأفلام الرومانسية، واخترنا «حبيبي دائماً» لأنه خير مثال عليها، وبالتزامن مع وفاة النجم الراحل نور الشريف، وعلى الملصق نفسه مرآة مكسورة تكشف عن أمور أخرى في واقعنا.على أي أساس اخترتم الأفلام التي شاركت بالمهرجان؟شارك في المهرجان 92 فيلماً بين روائي طويل وقصير وتسجيلي وكارتون، ولم نخترها، إنما كل من تقدم بعمل تم قبوله، لأن الأصل في المهرجان أن إقامة مسابقة للأفلام سواء في الإنتاج أو في الأفرع الفنية المختلفة، فنتابع الحصاد العام ونكافئ الجيد منه.كيف وجدت حضور النجوم؟لا يهتم المهرجان القومي للسينما بفكرة حضور النجوم، وإنما الصناعة نفسها، بالطبع نرحب بهم لأن هذا احتفالهم، لكننا كصانعيه نحتفي بالسينما وبأعمالها. إلا أنني الحقيقة، لا أعلم سبب عدم حضور عدد كبير منهم، مع أنه يفترض أن يكونوا حريصين على التواجد فيه لأن الجمهور جاء ليحتفي بهم، ونحن من جانبنا وجهنا دعوات لهم.هل لديك أفكار أو خطط تنوي تنفيذها في الدورة المقبلة؟الحقيقة أنه كان ثمة تقليد متميز لم يعد موجوداً وأطمح في إقامته العام المقبل، وهو إقامة ندوات مع صانعي الأفلام بعد عرضها نقيم خلالها مناقشات معهم عن العمل. للأسف، اختفى هذا التقليد لسببين: الأول عزوف النجوم وصانعي الأفلام عن الحضور. ثانياً، جعلت فترة القلق الأمني من الصعب إقامة ندوات في الدورتين الماضيتين، وهذا ما وضعناه في اعتبارنا أثناء التحضير للمهرجان. أحلم بعودة هذه الندوات لإعادة التواصل الحميم بين صانعي الأفلام وبين الجمهور.لماذا لا تفكر في جعل هذا التقليد إجبارياً مع العروض؟من الصعب تطبيق هذه الفكرة عملياً، لأن الذي يشارك في المهرجان عادة ليس النجوم وإنما شركات الإنتاج، لذا فإن النجوم ليسوا مجبرين على الحضور، والأمر يتوقف على مدى إحساس النجم بالمسؤولية ودوره العام، وبالطبع هذا يترجم ثقافته، ومن موقعي لا يمكنني الإجبار لا الإلزام فقط أناشدهم التقرب من جمهورهم وإعطاء المهرجان أهمية.ماذا ترى من أهمية لـ «القومي للسينما»؟هو مهرجان وطني في رأيي لا يقل أهمية عن الأوسكار الذي هو مسابقة محلية بين الأفلام الأميركية، ومع ذلك كل دول العالم تهتم به لأن أفلام هذه السينما يتم عرضها في كل الأنحاء، كذلك الحال بالنسبة إلى سيزار في فرنسا، جميعها مسابقات محلية لأفلام بلدها، بالتالي فإن «القومي للسينما» أشبه باحتفال عائلي وبهذه المهرجانات.ما مشروعاتك الجديدة؟أعد فيلماً اجتماعياً بعيداً عن السياسة، أفضل عدم التصريح به حتى بدء التنفيذ.