نعيمة عاكف... التمر حنة (4): «مدرسة البنات»

نشر في 21-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 21-06-2015 | 00:02
رغم حداثة سن نعيمة، صغرى بنات سيد عاكف، يبدو أنها لم تفكر في أن تكون جزءاً من هذا العالم، بل راحت ترفض كل محاولات والدها باستمالتها إلى هذه الألعاب وكيفية القيام بها، بل لم تستجب حتى بالقوة أو التهديد. وعندما آلت محاولاته كافة إلى فشل ذريع، قرر أن يعتمد معها طريقة أخرى غير مباشرة.
حاول سيد عاكف أن يقنع صغيرته نعيمة بضرورة التدريب وأن السيرك عالم جميل، لا بد من أنها ستفرح في ممارسة ألعابه، ولكنها أبت إلا أن تبقى خارج هذا العالم:

 

= يعني أنت مش عايزة تبقي زي أخواتك؟

* لا مش عايزة... أنا عايزه ألعب.

= طب ماهو أنت لما تعملي زي سيدة ولا نبوية وفاطمة هاتلعبي زيهم.

* لا أنا عايزه عروسة زي بتاعة فريدة بنت حامد أفندي.

= أنت شفتيها فين عروسة فريدة بنت حامد أفندي.

* هنا... بتيجي كل يوم الصبح نلعب بيها سوا.

= اسمعي. أنا مش عايزك تلعبي مع البنت دي تاني... أنت لازم تبقى زي أخواتك.. وتعملي زيهم.  

* لا مش عايزة... يعني مش عايزة.

 

عندما فرغ صبر سيد عاكف في محاولاته تدريب نعيمة، اهتدى إلى فكرة ظن أنها قد تفلح فيما فشل فيه من محاولات سابقة. قرر أن يثير غيرتها ويدفعها إلى التعلم بشكل غير مباشر. كان يحضر كل يوم واحدة من بناته الثلاث، سواء سيدة أو فاطمة أو نبوية، ويتفق معها أنه سيطلب منها القيام بإحدى ألعاب الأكروبات، على أن تحاول من تقف أمامه منهن، وتحاول القيام باللعبة التي يقوم بها أمامها، وتفشل، فيما تتدخل أخرى وتعلن تحديها بأنها تستطيع القيام بذلك بسهولة، فتفشل أيضاً، وتعرض الثالثة، فتنجح. وفي مرة أخرى، يعلن الثلاثة فشلهن، فيقرر سيد أن يعلمهن كيفية أداء الحركة، على أن يتم ذلك على مقربة من الصغيرة نعيمة، فتسمع وترى ما يدور من تحد بين شقيقاتها الثلاث.

 

نبوغ مبكر

 

في بداية الأمر لم تعر نعيمة الأمر اهتماماً، غير أن سيد لم ييأس، بل استمر، حتى بدأت نعيمة في الالتفات إليه، وبدأت تنصت وتنتبه بشكل كبير لما يقوم به من ألعاب يدربهن عليها، ثم كانت تركض وتختبئ بعيداً وتنفذ ما رأت والدها وشقيقاتها يقومون به، فأيقن سيد أن خطته نجحت. ورغم اتقان الفتيات الثلاث لكل ما يقوم به سيد، باعتباره ألعاباً جديدة، فإنه تعمد أن يقدم لهن البدايات في التدريبات، لأن المقصود بها الصغيرة نعيمة.

يوماً بعد يوم، أيقن أن مخططه نجح، من دون أن يعلن لنعيمة ذلك. بدأ مع الشقيقات الثلاث مرحلة جديدة في التعليم حركات جديدة صعبة، كان يقوم بشرحها وأدائها أمامهن ليقمن هن بتنفيذها، غير أنها كانت من الصعوبة عليهن اتقانها بسرعة، ولم يكن هذه المرة يقصد أن تقوم الصغيرة بتعلمها، فقد اكتفى بما استطاعت اتقانه، في هذه المرحلة وفي هذا العمر. 

تراكمت الديون مجدداً، على سيد إسماعيل عاكف، ليس بسبب عدم إقبال الجمهور على السيرك، لكن لأنه لا يبقي على أي إيراد، مهما كبر أو صغر، فلم يبق لعب الورق على أي نقود في جيبه، بل تراكمت عليه الديون، ليواصل اللعب الذي لا يرحم، خصوصاً أن سيد كان دائم الخسارة، ونادراً ما يربح.

بعدما انتهى من فترة التدريب الصباحي مع الشقيقات الثلاث، وبينما كان يجلس بمفرده وحيداً في أحد أركان السيرك، جلس سيد يفكر في ديونه، وكيف سيفي بها، خصوصاً أن الإيراد يكفي بالكاد الأكل والشرب. حتى إن أجور العاملين معه في السيرك، كانت تتأخر ولا يدفعها لهم في مواعيدها. فيما هو كذلك، إذا به ينظر إلى أحد الأركان الخلفية للسيرك، ولم يصدق ما رأه.

وجد الصغيرة نعيمة تؤدي الألعاب الجديدة التي حاول أن يدرب عليها شقيقاتها الثلاث، ولم يستطعن تأديتها بسهولة، وكانت من الصعوبة عليهن بحيث قضى معهن وقتاً طويلاً يدربهن عليها، ورغم ذلك لم ينجحن. رأى الصغيرة نعيمة تؤديها ببراعة كبيرة، ولم تخطئ في حركة منها. ركض إليها، وأخذها بين يديه وراح يقبلها، وعلى وجهه سعادة ممزوجة بالدهشة، فيما هي في حيرة مما يفعله، ثم اصطحبها إلى داخل حلبة السيرك، ووضعها أمامه:

 

* إيه يا بابا... في إيه؟ أنت بتبوسني كدا ليه؟

= هو غلط الواحد يبوس بنته حبيبته.

* لا مش غلط... بس أنا قدامك بقالي كتير عمرك ما بوستني.

= خلاص يا ستي من النهاردة مش هابطل بوس فيكي.

* دها دها... حاسب يا سي بابا بعدين ست جميلة تغير.

= هاهاها. لا متخافيش... دا هي وأخواتك كمان لما يعرفوا مش هايبطلوا بوس فيكي.

* دا إيه العيلة دي اللي عرفت البوس على كبر دي.

= حلوة... وكمان بنت نكتة.

* لا بنت عاكف. 

= هاهاها. طب شوفي بقى يا بنت عاكف. أنا عايزك تعملي قدامي الحركات اللي كنت بتعمليها وأنت واقفة هناك هنا.

* حركات إيه يا بابا أنا لسه صغيرة مش بعرف أعمل حركات.

= عليّ أنا يا بنت الإيه. شوفي بقى لو عملتها هاديلك «برونزة» بحالها

* بس. لا مش هاعرف أعملها.

= طب يا ستي هاديلك «نكلة».

* قلتلك يابابا أنا صغيرة مش باعرفش أعمل حركات.

= أمري لله... اتفضلي يا ست نعناعة. آدي عشرين فضة بوشها... يلا بقى فرجيني.

 

تناولت نعيمة المكافأة مسبقاً، وانطلقت تؤدي حركات تعلمتها من والدها، بل وزادت عليها حركات أخرى من بقية لاعبي ولاعبات السيرك، تعرفت إليها وراقبت من يؤدونها وأتقنتها، كأنها لاعبة محترفة تتدرب عليها منذ سنوات بعيدة. ورغم عمرها الذي لم يتجاوز الأربع سنوات، فإنها كانت تؤديها أمهر من شقيقاتها اللائي يكبرنها، بل ومن كل لاعبات السيرك.

لم يكن سيد عاكف هو جمهور نعيمة الوحيد في هذه اللحظة، بل سرعان ما انضم إليه كل من في السيرك، شقيقاتها ووالدتها وكل العاملين، وقف الجميع مشدوهين لهذه الطفلة «اللهلوبة» وفي رؤوسهم عشرات الأسئلة، كيف تعلمت هذه الألعاب؟ ومتى أتقنتها؟ من الذي دربها على أداء هذه الرياضية الصعبة؟ وما الوقت الذي استغرقته في تعلمها، إذا كان عمرها كله لا يكفي لتعلمها؟

 

خاتم سليمان

 

مثلما لم يجد سيد عاكف إجابة لما في رأسهم من أسئلة، عجزت رؤوس كل من في السيرك عن الإجابة عن أسئلتهم، فأدرك الجميع أنهم أمام موهبة لا دخل للبشر فيها، وأدرك سيد أنه أمام «كنز» حقيقي، أو كما تقول الأساطير، شعر بأنه عثر على «خاتم سليمان» أو فتحت أمامه «مغارة علي بابا» فإنها وحدها قادرة على أن تغنيه عن كل من في السيرك، إذا ما قدمت استعراضاتها هذه أمام الجمهور.

منذ هذا اليوم أعلنت إدارة سيرك «أولاد عاكف» عن مولد نجمة جديدة في سماء ألعاب السيرك، وأصبح لها فقرة يومية ثابته من «برنامج» السيرك، تقدم فيها كل فنون السيرك بمفردها، سواء ألعاب الجمباز أو الأكروبات، كذلك ألعاب «العقلة والترابيز والجونجلير» حتى بات جمهور السيرك ينتظر ظهورها على أحر من الجمر، لدرجة أنه يتعجل إنهاء الفقرات السابقة عليها، وعندما يتأخر ظهورها، يهتف باسمها، مطالباً بظهورها. كانت ما إن تطل عليه حتى يستقبلها بعاصفة من التصفيق.

لم تكتف نعيمة بما تبهر به جمهورها في السيرك كل ليلة، من ألعاب وحركات وأكروبات، بل فاجأت الجميع ذات ليلة، بأن وقفت وسط «الحلبة» بعد أداء فقراتها اليومية، فساد الصمت المكان، وظنت أسرتها قبل الجمهور، بأن ثمة مشكلة ما قد أصابت الصغيرة، فظلوا صامتين مترقبين في انتظار ما سيسفر عنه توقفها، متوقعين أن يعلو صوتها بشكوى ما، فهي في نهاية الأمر «طفلة» رغم ما تقوم به، إلا أنها فاجأت الجمهور مثلما فاجأت أسرتها، بإضافة فقرة غنائية راقصة لأغنية «ده بأف مين» كلمات بديع خيري وألحان سيد درويش. كانت تغنيها إحدى مطربات المولد، فقدمتها نعيمة من دون مصاحبة موسيقى في البداية، لكن لأن الفرقة الموسيقية في السيرك تعرف اللحن لشهرته، انطلقت تصاحبها بعد «المقطع الأول» من الأغنية.

ما إن انتهت نعيمة من أداء فقرتها الاستعراضية الغنائية، حتى قفزت والدتها واحتضنتها وأمطرتها بوابل من القبلات والأحضان، وسط عاصفة من تصفيق الجمهور، فيما وقف والدها فاغرا فاه، غير مصدق ما رأه.

 

ثمن التفوق

 

رغم صغر عمر نعيمة، الذي شارف على السادسة، كانت من الوعي والفهم اللذين لا يقلان عن موهبتها. أدركت حجم موهبتها، ومدى إعجاب الجمهور وتقديره لها، فوجدت الفرصة سانحة أمامها لتؤكد تفوقها ونجوميتها. نظرت بعينيها وجدت والدها يجلس على طاولة في أحد أركان السيرك الداخلية، وأمامه أفراد السيرك، يتقدم كل منهم تجاهه بالدور ليتناول راتبه من حصيلة السيرك، فانتظرت حتى انتهى تماماً، واقتربت منه:

 

= أهلا أهلا بالنجمة الكبيرة

* أنا يا بابا نجمة؟

= أمال. نجمة ونص طبعاً. من النهاردة هايكون لك فقرتين في الشغل معانا.

* فقرتان... بس أنا لسه صغيرة.

= وماله... بكره تكبري وتتعلمي الشغل على أصوله.

* لكن أنا كان نفسي اتعلم حاجة تانية.

= تتعلمي؟! تتعلمي إيه؟

* اتعلم أقرأ وأكتب.

= جبتي منين الكلام دا؟

* من الأغنية بتاعة الست بدرية... علشان ابقى زي بنت مصر.

= ما انت بتتعلمي أهه... أكروبات وكمان غنا واستعراضات. دا أنت بقيتي ما شاء الله لهلوبة.

* يعني عجبتك يا بابا.

= أمال... أوي... وآدي يا ستي بوسة كبيرة أوي.

* بس!!

= أمال عايزه إيه؟

* عايزه الأجرة زي الناس اللي بيشتغلوا في السيرك وبياخدوا كل يوم أجرة.

= أجرة؟ أنت بتجيبي الكلام ده منين... فزي قومي خشي نامي.

* لا ماليش دعوة أنا عايزه فلوس زيهم. الناس بتصقفلي أنا. مش ليهم هم. لكن هم بياخدوا فلوس وأنا لا.

= الله الله. حلو أوي الكلام ده. الناس بتصقفلك أنت وهم لأ... مين فهمك تقولي كدا... أكيد أمك. 

* لا ماما مالهاش دعوة. أنا اللي بقولك.

= وأنا بقى بقولك قومي نامي... أحسن وشرف أمك مايطلع عليك نهار.

 

مع نهاية جملته، هوت يد سيد على وجه نعيمة بصفعة قوية، أبعدتها عدة أمتار عنه، ثم قام واستكمل ضربها ضرباً مبرحاً، ليلقنها درساً لا تنساه، ويكسر بداخلها حالتي الغرور والتعالي على من حولها، ولم ينقذها من يديه سوى والدتها وبقية أفراد السيرك. غير أنه توعدها وقرر حرمانها من العشاء، مهدداً إياها بما يهدد به بعض الآباء في غضبهم، بأنه سيقطع رقبتها إذا ما عاودت ما قالته ثانية.

 

الهروب الصغير

 

لم تتناول نعيمة عشاءها، واكتفت بما نالته من «علقة ساخنة» لأول مرة في عمرها القصير، وأوهمت الجميع بأنها خلدت إلى النوم. أغمضت عينيها، غير أنها بقيت مستيقظة، حتى تأكدت أن جميع من في السيرك قد خلدوا إلى النوم تماماً، ولم يعد هناك مستيقظ سوى والدها، الذي جلس خلف السيرك مع بعض ندمائه، يلعبون الورق. قامت في هدوء اللصوص، وجمعت بعض ملابسها وعقدتها في «بؤجة» وتسللت خارجة من السيرك، وقد عزمت على الهرب.

خرجت نعيمة من السيرك، وقد عزمت على الهرب خشية أن يقطع والدها رقبتها كما توعدها، لكنها لا تعرف إلى أين ستهرب؟ فلم تخرج من السيرك قبل هذا اليوم، إلا بصحبة والديها أو أي من شقيقاتها. أضف إلى ذلك أن كل أهلها ومن تعرفهم ويمكنها اللجوء إلى أي منهم، يعيشون في السيرك، فإلى أين يمكنها أن تذهب؟

عشرات الأسئلة لم يستطع عقل الصغيرة نعيمة أن يصل إلى إجابة لأي منها، لكن عنادها وإصرارها على مغادرة السيرك، جعلاها تواصل السير على غير هدى من دون تردد أو خوف، وقد تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، لا يؤنس وحدتها في رحلتها، سوى «نباح الكلاب» وهمهمات الساهرين في بعض «الحوانيت».

شعرت جميلة والدة نعيمة بالحزن على الصغيرة التي نامت من دون تناول عشائها، وما إن اطمأنت أن الجميع قد نام، حتى قررت أن تأخذ الطعام خلسة لإطعام صغيرتها، غير أنها لم تجدها في سريرها. ألقت الطعام جانباً، وركضت تبحث عنها في كل مكان. ما إن أيقنت أنها غير موجودة في أي مكان بالسيرك، حتى أطلقت لصوتها العنان، وراحت تصرخ بأعلى صوتها وهي تنادي عليها، لتوقظ كل من في السيرك، بل والجيران المحيطين بالسيرك، وجرى والدها ومن يلعبون معه الورق، وراح الجميع يبحثون عنها في كل مكان، يحملون في أيديهم «المشاعل» التي تنير العتمة الموجودة حولهم في كل مكان.

مع ضوء النهار كان البحث قد أعياهم، من دون جدوى، وسيطر الحزن على الجميع، خصوصاً الأم التي راحت تنتحب لفقد صغيرتها، وتكيل الاتهامات لزوجها، الذي أرجع إليها ما حدث، لتهاونها في تربيتها.

فيما احتد الشجار بين سيد وجميلة، إذا بهما وكل من حولهما، يفاجأون بمجموعة من الرجال يهلون عليهم، يتوسطهم رجل يحمل نعيمة على كتفه، فجرت والدتها تناولتها منه، وراحت تحتضنها وتمطرها بالقبلات:

 

= كدا برضه يا نعيمة. تعملي في ماما كدا؟ عاوزه تموتيني.

* بعد الشر عنك يا ماما.

= أمال إيه اللي خلاكي تهربي.

* خفت يا ماما... بابا كان عاوز يقطع رقبتي زي أنا ما قطعت رقبة العروسة بتاعتي.

= لا يا حبيبتي. بابا كان بيهزر معاكِ... بابا بيحبك أوي.

 

شكر سيد عاكف الرجال الذين عثروا على نعيمة ليلا، وتعرفوا إليها، فقد كان من بينهم من شاهدها في السيرك وسمعها تغني وترقص. غير أنهم انتظروا إلى الصباح لإعادتها، فاضطر سيد إلى أن يفهمهم أنها خرجت لشراء بعض حلوى المولد، ولكنها ضلَّت الطريق. لكن ما أشعل غضبه، أن الرجال كشفوا كذبه، ولم يترددوا في أن يؤكدوا له أن نعيمة قصت عليهم قصة هروبها من السيرك، فقرروا إعادتها، وطلبوا منه تعهدا بألا يعود لضربها، ولم ينسوا أن يذكروه أنها «اللهلوبة» الموهوبة التي تمتعهم بشكل كبير، ولا يريدون أن يحرموا منها... تعهد سيد بذلك... فقط حتى غادروا مكان السيرك.

 

البقية في الحلقة المقبلة

أول أغنية

كانت أول أغنية تؤديها نعيمة عاكف أمام الجمهور من ألحان سيد درويش وتقول كلماتها:

 ده بأف مين اللي يألس

على بنت مصر بأنهي وش

والنبي يجري يتليس

ماطلع كلامه طظ فش!

النوه النووه

هي هي هيه 

شغل البكش ده يا أختي

مابقاش ينفعنا دلوقتي

دي المصرية كتّر خيرها

في التربية سبقت غيرها

يا سيدي انت

البنت تفضل محبوسة

قال جوه بيتها يكون أظبط

لحد ما تبقى عروسة 

بدال ما تفضل تتنطط

العفو العفو

يا سلام يا سلام 

يا إخوانا دي العبرة

ماهيش في جوة ولا برّة

عمر الحرة ما تبقى عرّة

وعمر العرّة ما تبقى حرة

يا سيدي انت

باردون يا فندي بالذمة

إيه بس عيب المصرية

الدنيا ضاقت بيك لما 

ماتاخدش غير الإفرنجية

افهم واعقل يا أهبل

يا أهبل ليه غيرنا يفارقنا

 

 

ما تخلي زيتنا في دقيقنا

دي المصرية تبيض وشك

الإفرنجية عينها في قرشك

يا سيدي انت

اللي ماتكتبش وتقرا

الدجالين قالعين عينها

وتو ما تقع البقرة 

مالحق ما تكتر سكاكينها 

إخيه إخيه... إخييييه

اتفوا ع الجهل ميت تفة

يالا نكسر وراه شقفة

من تعليمنا أهلنا خايفة

واقعين ليه من قعر القفة 

يا سيدي انت

خليها دي حلقة في ودنك

من قبل ما تقري الفتحة

أول كلام تقوليه لابنك

وطنك مافيش زيه دحه

م النيل امبوه

حبووووه

حبه يا نونو بالأكتر

من بابا وماما والسكر

منه الـتسة ومنه المما 

اوعك تنسى فرض الأمة

يا جدع أنت

 

back to top