وسط زحام الدراما الرمضانية، سطع نجم مسلسل "تورا بورا" الذي كان عملاً فنياً متكاملاً.

Ad

لعل من أبرز الأعمال الرمضانية الدرامية لهذا العام المسلسل الكويتي "تورا بورا"، الذي يستحق بجدارة كل مفردات الإشادة به، لأنه عمل فني متكامل على جميع المستويات، وهو الوحيد الذي غرد خارج سرب الأعمال ذات المواضيع المكررة التي لا تخرج عن دائرة الحب والخيانة والقصص المتناقضة والسطحية البعيدة عن واقعنا المعاصر.

اللافت في "تورا بورا" تلك القضايا الحساسة التي نعيشها في وقتنا الراهن، في الكويت والعالم العربي، وهي تتعلق بالشباب المغرر بهم بفئات ضالة حادت عن ديننا الإسلامي الحنيف والسمح، فغسلت أدمغة هؤلاء الشباب، وغيبتهم عن التصرفات العقلانية، وزجت بهم في مناطق للقيام بأعمال إرهابية من خلال تفجير أنفسهم بالحزام الناسف.

وإذ تدور أحداث المسلسل، حول رجل كويتي "بوطارق" (سعد الفرج) وزوجته "أم طارق" (أسمهان توفيق) يضطران للسفر إلى أفغانستان من أجل البحث عن ابنهما الشاب الصغير "أحمد" (عبدالله الطراروة)، الذي غرر به أحد التنظيمات الإرهابية فاقتنع بالفكر الجهادي المتطرف، والتحق بتنظيم (طالبان).

ونكتشف خلال رحلة الوالدين الكثير من الزيف والممارسات الكاذبة، وبعد أن يعثر الأب على ابنه، وتتوفى الأم، يعود جميع أفراد الأسرة إلى الكويت، حيث يُلقى القبض عليهم جميعاً الأب وابنيه "طارق" (خالد أمين) الذي ذهب منفرداً للبحث عن والديه في أفغانستان وأحمد، ويتم التحقيق معه، من قبل مركز مكافحة الإرهاب، وتتحرك معه خيوط أخرى في عملية رد فعل العائلة خاصة شقيقه "بدر" (جاسم النبهان) وهو مقدم برنامج "الحقيقة اليوم" حول ما يقال بأنه إرهابي، إلى أن تتضح الحقائق ويفرج عن الأب، بعد أن اكتملت التقارير حول تحويلاته المادية التي كانت سليمة، إضافة إلى أن المعلومات التي أدلى في التحقيق بها جاءت متطابقة مع معلومات مركز المكافحة، ويتبرع  بإشراف المركز بالمال لأسرة "نزيه" الذي قتل. وينتهي المطاف بأن يقول "بوطارق" لشقيقه في برنامجه على الهواء "اكشفوا الحقائق ولا تتستروا عليها"، كما يعتبره كبير العائلة "العم بوناصر" (أحمد الصالح) بطلا.

ومن الناحية الإخراجية، استطاع المخرج وليد العوضي تقديم صورة سينمائية رائعة، ونقلات سريعة بين مشهد وآخر، مما جعل المشاهد في حالة متابعة وترقب للحدث المقبل.

أما على صعيد التمثيل، فقد كان أداء جميع الممثلين والممثلات جيدا، أما الفنان القدير سعد الفرج، فجسد أروع ما قدمه بخبرته وحنكته الفنية، بأداء لافت ورائع، يستحق عليه بكل جدارة جائزة أخرى على إبداعه.

فريق المسلسل

تأليف وإخراج وليد العوضي، وسيناريو وحوار الكاتبة الكويتية د. خلود النجار والكاتب السوري رياض سيف، ويشارك في بطولته: سعد الفرج، وأسمهان توفيق، وأحمد الصالح، وجاسم النبهان، وخالد أمين، والعربي الساسي، وياسين أحجام، ومنى شداد، وفهد العبدالمحسن، وعبدالله الطراروة، وفيصل العميري، ومرام، وعبدالله الباروني، ونور، وسعاد علي، وعبدالمحسن القفاص، وفيصل المسفر، وأسامة المزيعل، وعبدالله الزيد، وفرح الهادي. وهو من إنتاج "سي سكاي بيكتشرز".