عام جديد وأحلام قديمة
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
انتشرت بيننا عنصرية بغيضة وطائفية نتنة، وكثرت أحزابنا وتجزأت بلداننا إلى ما يشبه الحارات المتناحرة والقبائل المتنازعة، ولجأ أغلبنا إلى الصمت على أمل إصلاح الأمور من تلقاء ذاتها. كنا نحلم بوحدة بين أقطارنا، فأصبحنا نحلم بتوحد مدننا وقرانا. عجزنا عن الوحدة الاقتصادية والثقافية والدينية التي عملنا من أجلها أعواماً طويلة، ونجحنا بسرعة خيالية في التمزق والتشرذم والعداء دينياً واقتصادياً وثقافياً. كانت أعيننا تتجه إلى عدو واحد فأكثرنا العداء بيننا حتى لم نعد نعرف من هو عدونا.في العام الجديد نتمسك بذات الحلم القديم، أن نتغلب على الخوف وأن ننجح بالعودة إلى المربع الأول، أن نكون أكثر تحضراً وأكثر مساهمة في الفعل الإنساني، أن نتابع طريق التنوير الذي قطعه أصحاب الفكر الظلامي والرجعي وعشاق الماضي، أن نقرأ التاريخ لا أن نعيشه ولا نتمثله إلا بما يليق بنا حضارياً وإنسانياً. أحلامنا البسيطة تستحق منا الأمل، ولكنها لن تأتي بمجرد انتظارنا لها.المستقبل لن يرحمنا ونحن في موقف المتفرج على ما يحدث، ولن يرحمنا العام المقبل، إذا لم نعمل معاً كأمة واحدة لها ثقافتها ودورها الإنساني في الحياة، إذا لم ننظر إلى الإنسان الذي علينا أن نسعى لبنائه. في العام الجديد للأمم أمنياتها بمزيد من الإبداع والتقدم العلمي والتطور وهي تسعى جادة لتحقيقها، ونحن نخجل من أن نتحدث عن التقدم والتطور واللحاق بالحضارة الإنسانية والعالم ينظر لنا كأمة همجية مستهلكة تتقاتل في ما بينها لتعود إلى العصور الوسطى، وتعاني مزيداً من الجهل والتخلف. أيها العام الجديد لا تعدنا بشيء لا نستحقه.