لم تفض الاجتماعات الماراثونية لوزير الزراعة أكرم شهيب خلال اليومين الماضيين إلى أي حل لمشكلة النقايات في لبنان. فبعد «العقدة الشيعية»، التي حُلت بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه بالتنسيق مع «حزب الله» سيقدم موقعاً لمطمر سيكون في تصرف مجلس الوزراء، وهو مدروس بيئيا، برزت «العقدة المسيحية» نتيجة رفض إنشاء مطامر في مناطق كسروان والمتن.

Ad

وكشف وزير التربية إلياس بوصعب، أمس، أن شهيب طرح عليه أمس الأول أن «يهتم قضاءا المتن وكسروان بنفاياتهما، بعد أن تم التوافق في بقية المناطق، لكنه سرعان ما عاد عن طرحه خلال ساعات المساء».

ونفى بوصعب أن «يكون حل أزمة النفايات قريبا، مرجعاً السبب لمافيا النفايات التي تبدو، كما وصفها، أقوى من قرارات مجلس الوزراء». وأشار إلى أن «من يعرقل التوصل الى حل الأزمة هي الجهات الحامية لشركة سوكلين».

إلى ذلك، نظمت حملة «عكار لعيونك توحدنا» وأهالي القرى والبلدات المحيطة بمكب سرار جنازة رمزية أمس للنواب الذين وافقوا على إنشاء مطمر من «14 و8 آذار»، في بلدة سرار. ووضعت دمية في نعش خشبي وحمل على الأكف وسارت خلفه فاعليات دينية وبلدية واختيارية وهيئات من المجتمع المدني وحشد من الأهالي.

وألقى الشيخ عبدالرزاق الزعبي كلمة قال فيها: «لا يجوز أن نساوم على صحة أولادنا وأجيالنا. عكار لن تسكت عن هذا المطمر الذي لن يتحقق، وكلنا، سنة وعلويية ومسيحيين، موقف واحد ضد إنشائه».

وألقى عضو المجلس الإسلامي العلوي الشيح حسن حامد كلمة أكد فيها «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، ثم سيروا بالمسار الصحيح وإلا فقدتم الثقة التي أخذتموها بطريقة أو أخرى. موضوع مطمر النفايات في عكار مرفوض، ولن يمر إلا على أجساد أبنائنا».

ثم تحدث باسم الحملة خالد الزعبي، وقال: «نحذر الذين سيعقدون أي مؤتمر، إياكم أن تتخاذلوا أو تتآمروا علينا، فستلقون المصير نفسه، الدفن. ولمن يسأل كيف السبيل للحديث معنا؟ نقول إن الحديث معنا في خيمة العزة والكرامة». وبعد ذلك تم دفن المجسم عند مفرق بلدة سرار.

في سياق منفصل، رأت عضوة كتلة «المستقبل» النائبة بهية الحريري أنها «ضد القطيعة مع حزب الله، وأن الحوار معه وإن لم يؤد حتى الآن الى نتائج، إلا أنه نجح في سحب الاحتقان الموجود في الشارع».