المنتج محمد العدل: لولا السبكي لتوقَّفت صناعة السينما

نشر في 19-10-2015
آخر تحديث 19-10-2015 | 00:01
No Image Caption
الدكتور محمد العدل أحد أهم منتجي السينما بمصر في الفترة الأخيرة. نشاطه واسع في الحركة الثقافية والسياسية منذ سنوات. توقف عن الإنتاج السينمائي، لكنه قرَّر العودة أخيراً بفيلم سينمائي جديد.
عن عودته إلى الإنتاج السينمائي، وكثير من القضايا الفنية كان لنا معه هذا الحوار.
منذ سنوات، نتحدَّث عن أزمة السينما. في رأيك، ما هي أسبابها؟

منذ بدايات السينما وحتى الآن ما زال الحديث عن أزمة السينما، والبحث عن حلول لها مستمراً، لأن طبيعة السينما ذاتها وتعدد أنواع ما يُقدم وما يُقبل عليه الجمهور نتيجة لاختلاف الثقافة والذوق جعلت من الأزمة دائمة. وثمة أعمال تسقط وموجات تظهر. أما أزمة الإنتاج السينمائي، فسببها في البداية دخول منتجين لا علاقة لهم بمهنة الإنتاج إلى هذه الصناعة، كذلك تهافتهم على النجم بهدف استقطابه، مما جعل أجر الأخير يزيد بشكل مبالغ فيه، وأصبح النجم هو المسيطر، وصاحب القرار في العمل الفني. ومن أسباب الأزمة أيضاً القرصنة وسرقة الأفلام على شاشات التلفزيون. وبالمناسبة، مصر هي الدولة الوحيدة التي يحدث فيها ذلك في ظل غياب تام للدولة. ولا ننسى دخول {روتانا} و{إيه أر تي} في الإنتاج السينمائي، وتحول كثير من المنتجين إلى سماسرة بيع أفلام، وابتعادهم عن التوزيع. كل هذه العوامل صنعت أزمة الإنتاج السينمائي.

ما رأيك في الهجوم على السبكي، والحديث عن منعه من الإنتاج لما تسببه أعماله من انحدار في المجتمع؟

أولاً، لولا السبكي وأفلامه في السنوات الأخيرة لتوقفت صناعة السينما بالكامل بعد عزوف كثير من المنتجين عن الإنتاج. ثانياً، ثمة أفلام سيئة يقدمها السبكي فعلاً قد نختلف عليها، ولكن في النهاية الفن لا يُواجه إلا بالفن وليس بالمنع. كذلك ثمة أفلام أسوأ مما يُقدمه السبكي، ولا يلتفت إليها أحد بل يُهاجم السبكي بسببها. باختصار، على من ينتقد أفلام السبكي أو غيره أن ينتج أفلاما أخرى، ونترك الحكم في النهاية للجمهور.

لكن مع أزمة انخفاض الإنتاج، فإن أجر النجم في ارتفاع، ما السبب؟

كما قلت، دخول {روتانا} و{إيه أر تي} في الإنتاج السينمائي، أيضاً غير الخبراء دفع الصانعين إلى محاولة استقطاب النجوم، وزيادة الأجور بشكل كبير، مما جعل أجر النجم يوازي أكثر من نصف ميزانية الفيلم، ما نتجت منه أزمات كثيرة، بالإضافة إلى سيطرة النجوم على الصناعة. وبالمناسبة، هذا الأمر بدأ يحدث في الإنتاج الدرامي أيضاً بسبب دخول القنوات الفضائية في الإنتاج، حيث رفعوا أجور النجوم بهدف تحقيق مكاسب أكبر، وأرى أن ما حدث في السينما سيحدث في الإنتاج الدرامي قريباً جداً.

من وقت إلى آخر، يُنادي البعض بضرورة عودة الدولة إلى الإنتاج السينمائي، ما ردك؟

قبل أن تعود الدولة إلى الإنتاج السينمائي عليها أولا أن تحدد موقفها من الفن والثقافة، ما حدث أن الدولة وكبار مسؤوليها دائمو الحديث عن أهمية الفن والثقافة، وأنهم قوة ناعمة في وجة الجهل والإرهاب، ولكن لم يُترجم هذا الاهتمام إلى أفعال، يبدو أن بعض المسؤولين أعتبر أن الفن شيء ثانوي قد نلتفت إليه بعد الانتهاء من حل المشاكل الاقتصادية والأمنية، ويرى أن المثقفين والفنانين مجموعة من {الأراجوزات} لا قيمة لعملهم. بعد ما تُبث الدولة اهتمامها بالفن وقتها يكون الحديث عن دور الدولة، وكيف تحمي الصناعة أو تشارك فيها.

كيف تواجه الدولة القرصنة والاحتكار؟

وقعت الدولة في خطأ كبير عندما وقعت على اتفاقية ليست في صالحها، ولكن لا بد من تعديل ذلك واتخاذ إجراءات أكثر جدية ضد القنوات الفضائية التي تدمر صناعة السينما أمام الجميع من دون تدخل من أحد. أما عن الاحتكار فلا بد من فض الاشتباك بين التوزيع والإنتاج السينمائي وملكية دور العرض، لأن هذا الاشتباك سمح للبعض بالتلاعب بصناعة السينما، وتحقيق مصالح شخصية على حساب الجميع.

إلى أين وصلت أزمة زيادة توزيع الفيلم الأجنبي؟

حتى الآن المشاورات مستمرة بسبب رفض بعض الأعضاء، وأنا منهم والمنتج فاروق صبري وآخرون، زيداة توزيع الفيلم الأجنبي، لأننا نعرف جيداً ما قد تسببه من تدمير لما تبقى من صناعة سينما. يبحث أصحاب دور العرض عن ربحهم من دون النظر إلى ما سيحدث للصناعة بالكامل رغم أنهم جزء في الأزمة بسبب توقفهم عن الإنتاج، ولا بد للدولة من وقف تصريح استيراد الأفلام الأجنبية بعد التوقف عن الإنتاج السينمائي، لكن كما قلت الدولة لا تهتم بما يحدث في هذا المجال. حتى في التشكيل الوزاري تجد آخر وزارة يتم النظر إليها هي وزارة الثقافة على اعتبار أن لا أهمية لها، وأي شخص يتولى هذه الوزارة بغض النظر عن كفاءته وعلاقته بالثقافة والفن.

ما الإجراءات التي تتخدها الدولة تجاه الفن والثقافة؟

يعتقد البعض أن اهتمام الدولة مقصور على الإنتاج السينمائي، ولكن غياب الدولة كان في مجالات الفن والثقافة كافة. في المدارس اختفى المسرح المدرسي، اختفت المكتبات في الأحياء والقرى. قصور الثقافة التي كانت تقدم أروع الأعمال مُغلقة من سنوات. ثمة غياب كامل للدولة في مجالات الثقافة كلها وليس السينما فقط، بالإضافة إلى عدم حماية ما تبقى من صناعة من خلال محاربة القرصنة والاحتكار، وغيرها من مشاكل تواجه الثقافة في مصر. باختصار، الدولة غائبة، ولا بد من عودتها واهتمامها بمجالات الثقافة.

أين أنت من الإنتاج السينمائي؟

توقفت لفترة بسبب ما تمر به البلاد من أحداث سياسية، وأعود من جديد من خلال التحضير لفيلم {مولانا}، عن رواية الكاتب إبراهيم عيسى، ومن إخراج مجدي أحمد علي، وجار اختيار أبطال العمل، كذلك أعود إلى الإنتاج الدرامي من خلال مسلسل {سره باتع}، ونتابع التحضير واختيار فريق العمل.

back to top