تتوالى تحركات المؤسسة الدينية في مصر لمواجهة الفكر التكفيري وموجات الإرهاب التي تنامت في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، وبات واضحاً أن ملف "تجديد الخطاب الديني" هو الأبرز بعد دعوة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الاتجاه قبل أشهر، بينما استجاب الأزهر أخيراً بإعلانه تعيين 500 واعظة للعمل في مجال الدعوة والإفتاء بهدف تجديد الخطاب.

Ad

وأعلن وكيل مشيخة الأزهر عباس شومان، أمس الأول، تعيين 500 سيدة قريباً في العمل الدعوي والإفتاء، بعدما تحدث شيخ الأزهر أحمد الطيب، عن حاجة المؤسسة إلى باحثات وأستاذات جامعيات في الشريعة الإسلامية، للعمل في المجال التوعوي والدعوي.

تتمحور طبيعة عمل "الواعظات الإسلاميات" في الأزهر في إلقاء الدروس الدينية في المساجد، إلى جانب العمل التطوعي لمحو الأمية، حيث تعد الواعظات الدرجة الثانية في عمل النساء في الأزهر يسبقهن مرتبة المرشدات الدينيات اللواتي يتم تعيينهن من "الأوقاف".

في موازاة ذلك، أشار وكيل الأزهر إلى أنه جار عمل مركز "الفتاوى المباشرة"، الذي سيضم حوالي 300 من علماء الأزهر بينهم نساء، يقمن بالرد على أسئلة المواطنين عبر وسائل اتصال حديثة.

إلى ذلك، تقول أستاذة العقيدة في جامعة الأزهر آمنة نصير: "لم يحدث من قبل تعيين واعظات رسمياً، بل كان الأمر مقتصراً على المجتهدات اللواتي يرين في أنفسهن القدرة على الوعظ، فكن يتوجهن إلى المساجد لمباشرة الدعوة"، مشيرة إلى أن خطوة التعيين وحدها تعد نهوضاً بالمرأة.

في حين اعتبرت مديرة مؤسسة "المرأة الجديدة" الحقوقية منى عزت، أن الخطوة تكسر الصورة الذهنية التي اعتاد عليها المجتمع المصري بأن يكون العمل الدعوي مقتصراً على الرجال، مضيفة لـ"الجريدة": "هي خطوة أولية لمواجهة النظرة الدونية للمرأة أكثر من أنها خطوة تجديد للخطاب الديني الذي يحتاج إلى مجهودات كبيرة من الأزهر".

على النقيض، عارض الفكرة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر أحمد كريمة، وقال إن "دار الإفتاء هي المنوط بها تعيين واعظات، لا الأزهر"، مضيفاً "الأولى أن يهتم الأزهر بالتعليم الجامعي وتجديده لكي يتسنى تخريج دفعات من طلبة الأزهر لديها رؤية حديثة للخطابة والوعظ والإفتاء".