بمشاركة 149 فناناً شاباً، افتتح وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، الدورة السادسة والعشرين لصالون الشباب أخيراً في قصر الفنون بالقاهرة، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد.

Ad

 يعد صالون الشباب أحد المُبادرات الثقافية البارزة في مصر، ومن خلالها يمكن للمهتمين والباحثين الوقوف على توجهات وتطلعات هذه الفئة العمرية وعلاقتها بالمجتمع المحلي والعربي وكذا العالمي.

أكد حلمي النمنم في كلمته الافتتاحية أن الدورة السادسة والعشرين تأتي وقد عظم حجم تحديات العولمة الثقافية، واستعرت هجمات لأفكار راديكالية متطرفة، كادت أن تهدد هويتنا وثقافتنا المصرية، وأن الدور الأهم في مجابهة هذه التحديات، يقع على عاتق الشباب، طاقة الأمل نحو المستقبل، وأثبتوا بالفعل أنهم على قدر المسؤولية، ولاح بفضلهم في الأفق أملاً نحو تنمية إنسانية حقيقية.

من جهته، أكد د. حمدي أبو المعاطي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، أنه منذ انطلاق الصالون عام 1989، وينتظر شباب الفنانين هذه المسابقة لإخراج طاقاتهم الإبداعية ومواهبهم، ويمثل ذلك طاقة أمل دافعة لخوض غمار التجربة الإبداعية الخاصة بثقة، وعرضها في هذا الحدث الحافل بالتنافسية على مستويات الفكر والموهبة والأسلوب والتقنية والتكنيك، ويصقل ما لديهم من موهبة.

 وقال القوميسير خالد زكي إن هذه الدورة لا تحمل تيمة محددة، وتلبي تطلعات شباب الفنانين، بما يضفي أهمية لهذا الحدث الفني، وتقديم المواهب في كل مجالات الفنون التشكيلية، وكذا كونه حدثاً استدلالياً، يمكن من خلاله استقراء مستقبل الحركة التشكيلية، والكشف سنوياً عن تجارب إبداعية واعدة.

يذكر أن إجمالي المتقدمين لدورة صالون الشباب لهذا العام، بلغ 547  فناناً، وقدموا 666 عملاً فنياً، وتكونت لجنة الفرز والاختيار من د. أحمد عبدالكريم {رئيساً} وعضوية

د. السيد قنديل، ود. عمر عبدالظاهر، ود. هاني فيصل، والفنان أشرف رسلان، والفنان خالد السماحي، والناقد د. سامي البلشي.

جوائز الصالون

يشارك في مسابقة هذه الدورة، 149 فنانأ شاباً دون الخامسة والثلاثين، بنحو 166 عملاً فنياً في مجالات «التصوير – التصوير الضوئي – الغرافيك – الخزف – الرسم – النحت – التجهيز في الفراغ – الكمبيوتر غرافيك – البيرفورمانس – الرسوم المتحركة – الفيديو آرت».

ومع انطلاق الفعاليات، أعلنت لجنة التحكيم نتيجة جوائز الدورة، حيث فاز بجائزة الصالون عشرة فنانين، منهم: أحمد القط «تصوير»، ومصطفى محمد «نحت»، وسلمى أبوزيد «رسم»، وهدى أحمد «خزف»، وروضة نورالدين «غرافيك»، ووفاء سمير «تصوير ضوئي»، وقد تم حجب الجائزة الكبرى. كذلك حجبت جوائز التجهيز في الفراغ، والفيديو آرت، والبيرفورمانس، والكمبيوتر غرافيك، ورصدت جائزتان تشجيعيتان للفنانتين دعاء عبدالواحد وسمر حسين، وحصلت الفنانة سمر سيد على جائزة الشهيد زياد بكير، والفنان أحمد خالد على جائزة الشهيد أحمد بسيوني، ونال منحة أسبوع بالأكاديمية المصرية للفنون بروما الفنان محمد زيادة والفنانة هبة صالح.

ومنحت جائزة العرض الخاص لعشرة من أصحاب التجارب الإبداعية المتميزة والواعدة، وهم أميرة ماهر، كريم مجدي، سهى الموصلي، محمد صبري، محمود أشرف، هاجر رجب، جيلان حسين، إسلام الريحاني، هادية محمود، أماني علي.

 وذهبت جائزة الفنانة القديرة الراحلة عايدة عبدالكريم إلى كل من الفنانين: شرين البارودي، وتامر سيد، وعمرو عزالدين، ومي إبراهيم وسارة محمد {عمل مشترك}، وهي الجائزة التي أعلنها القوميسير العام تكريما للفنانة الراحلة وعطائها الفني.

يُشار إلى أن لجنة تحكيم هذه الدورة ضمت

د. أحمد رجب صقر {رئيساً}، وعضوية د. محمد إسحق، ود. خالد سرور، ود. هويدا السباعي، ود. فتحي عبدالوهاب، ود. وئام المصري، والفنان إسلام عبدالله والفنان بسام الزغبي، والناقدة د. هبة عزت الهواري.

في سياق متصل، حصدت الناقدة الشابة آية مؤنس حلمي، الجائزة الأولى لمسابقة الدراسات النقدية، والموازية للدورة السابعة والثلاثين للمعرض العام، ويمنحها قطاع الفنون التشكيلية المصرية منذ منتصف يونيو الماضي، لتفعيل دور الحركة النقدية في الفضاء التشكيلي.

يذكر أنه تقدم للمسابقة ثمانية أبحاث نقدية، حول دورة المعرض العام، وحصلت الناقدة د. أحلام فكري على الجائزة الثانية، وذهبت الجائزة الثالثة مناصفة بين د. رضا عبدالسلام، ود. سامي البلشي. وتكونت لجنة تحكيم من النقاد والفنانين عز الدين نجيب وصلاح بيصار وفاطمة علي.

من جهة أخرى، قام د. حمدي أبو المعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، بجولة تفقدية بمتحف ومركز راتب صديق، ومتحف أحمد شوقي، ومتابعة تنفيذ أجندة النشاط الثقافي والفني المدرجة، وسلامة المنشأت والمرافق، والتوجيه بالتواصل مع طلاب المدارس والجامعات.

لفت د. حمدي أيو المعاطي إلى قرب انتهاء عدد المشاريع المتحفية الجارية، كمتحف الزعيم جمال عبدالناصر، ومتحف المنصورة القومي، ومتحف الزعيم مصطفى كامل، بهدف الحفاظ على البنية التحتية لهذه المواقع الثقافية، باعتبارها جزءاً من الميراث الثقافي والتاريخي للأمة.