تعرض تقرير التنمية البشرية للمؤسسات التشريعية في العالم العربي في الأعوام الماضية لمؤشرات حقوق الإنسان في الدول العربية، فقلب الموازين حين انتقد تراجعها، وهو في هذا العام يركز في انتقاده على الفقر وتراجع تمثيل النساء في المجالس الاستشارية بدول غرب آسيا، وتحديدا في العالم العربي.

Ad

"علينا النظر إلى أنفسنا بثقة، وألا نشعر بالخوف على هويتنا من العولمة ومتطلباتها، إذا ما عملنا على إيجاد توازن رشيد بين كوننا عربا ومسلمين". الأمير سعود الفيصل رحمه الله عام 2009 بمنتدى الموارد والتنمية البشرية بعد مناقشة تقرير التنمية البشرية بدولة الإمارات.

واليوم وبعد ستة أعوام تنشر الأمم المتحدة النسخة الحديثة من التقرير الأممي والعالمي للتنمية البشرية والمستدامة  الذي جمعه فريق من الخبراء بمؤشرات قياسية وإحصائية أيضا لمعرفة مدى قدرتنا على تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية.

وإن كان تقرير التنمية البشرية قد قلب الموازين قبل عدة أعوام، وذلك بتعرضه للمؤسسات التشريعية في العالم العربي وانتقاده لتراجع مؤشرات حقوق الإنسان في الدول العربية، فإنه يصدر هذا العام أيضاً منتقدا تراجع تمثيل النساء في المجالس الاستشارية بدول غرب آسيا، وتحديدا بالعالم العربي، ويلفت النظر إلى وجود مؤشرات مؤسفة ومنها معاناة النساء من الأمراض في الدول الفقيرة ومناطق النزاع، وعدم الاستقرار، بالإضافة الى تراجع مؤشر التعليم لدى الإناث أيضا، ولم نر حتى يومنا هذا استراتيجية أممية ناجحة تجاه المرأة.

 ورغم ذلك فإن الأمم المتحدة وللمرة الأولى تنجح في تتويج الجهود الخاصة بمكافحة الفقر وتقليص حدته، الجهود تمت بمساعدة الدول والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، وبفضل تكنولوجيا الاتصال أيضا لتخفيف حدة الفقر بمناطق محددة لتصبح الأكثر نجاحا في التاريخ.

أذكر عام 2000 عندما قطع الأمين العام عهدا على نفسه أمام القادة بمكافحة الفقر، فإنه لم يخطر على بالي آنذاك وخلال متابعتي للجلسة أن المنظمة ستنجح بتحويل الشعار إلى خطوات عملية نحو تحسين الحياة، وأنها ستنجح بإخراج أكثر من مليار من البشر من دائرة الفقر المدقع.

واليوم وبعد انتهاء مؤتمر العنف والإرهاب بحضور الأمين العام، والتحضير لمؤتمر التنمية البشرية بنيويورك نتساءل بعد الاحتفال بتخفيف حدة الفقر: هل ستنجح الأمم المتحدة برسم استراتيجية لحماية النساء والأطفال وإقرارها في مناطق النزاع والكوارث ووضع حد للتدفق البشري الهارب من الفساد والبطالة، والراغب في الاستمتاع بالعيش الكريم والتوازن الرشيد الذي أشار إليه المرحوم الأمير سعود الفيصل؟

كلمة أخيرة:

أبارك لجريدة "الجريدة" صعودها اللامع بهدوء واستمرارية في سلم الصحافة الكويتية والخليجية والعربية.