"الزبيدي" أصلح ما أفسده الساسة والمتكسبون من زرع الفتن بين فئات المجتمع!

Ad

هكذا بكل سهولة، ساهم السمك عموماً، و"الزبيدي" خصوصاً أو "ملك المائدة الكويتية" كما يطلق عليه، في تغيير بوصلة اتجاهات اهتمامات الكويتيين خلال اليومين الماضيين، إذ استحوذ الارتفاع الجنوني وغير المسبوق لأسعار السمك بشكل عام والزبيدي بشكل خاص على حديث الشارع الكويتي بمختلف شرائحه، الأمر الذي دفع متابعي وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق حملة شعبية على "تويتر" حملت هاشتاغ (#خلوها_تخيس)، تدعو إلى مقاطعة الأسماك بدءا من أمس السبت.

وبغضّ النظر عن الأسلوب والأهداف وراء هذه الحملة، فإنها كشفت عن وعي لدى المستهلك، وإن كان البعض سيخالف ويقوم بالشراء، إلا أن النسبة الأكبر لن تقبل بارتفاع الأسعار بهذا الشكل الغريب.

اللافت في هذه الحملة أنها أعادت تسليط الأضواء مجددا على جانب مهم وحيوي، ألا وهو المقاطعة، فقد تفاعل بشكل كبير عدد من المغردين على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية والاجتماعية، مع هذه الحملة، فبعدما كانت أحاديث السياسة والأحداث المتسارعة محليا وإقليميا بابا للاختلافات بين جموع المغرديين الكويتيين، بدا أن حب السمك جمعهم وأعاد توحيد صفوفهم.

ولعل الأحداث الأخيرة التي عاشتها الكويت، بداية بتفجير مسجد الإمام الصادق، وانتهاء بالكشف عن أسلحة مخبأة، وغيرها من أحداث متوالية، خير دليل على أن التوجهات السياسية والطائفية هي التي تكسب في غالب الأحيان، ولاسيما مع الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمها تويتر.

فمع ظهور أي حدث جديد يلجأ البعض إلى زيادة الشحن الطائفي وتبادل الشتائم وتخوين الطرف الآخر، وهو ما أصبح من الأمور المسلم بها والأسهل في ظل وجود "تويتر" الذي يستغله البعض لبث سمومهم، غير مبالين بنتائج هذا السلوك السيئ، لكن ارتفاع أسعار السمك في اليومين الماضيين كان له أثر إيجابي انعكس على الجو العام في "تويتر" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اختفت نوعا ما التغريدات ذات الطابع الطائفي والطبقي والسياسي، وإن كان هذا الاختفاء محدودا ومقصورا على أيام معينة، حتى تعود أسعار السمك إلى طبيعتها، إلا أنه في النهاية أمر يدعو إلى التفاؤل بأن هناك فئة تبحث عن التحرك بإيجابية نحو قضايا اجتماعية وشعبية أكثر أهمية من التخوين والشتائم التي تملأ "تويتر"!

ميزة جديدة

في كل الأحوال، لا يمكن أن يغفل الجميع ما قام به السمك في الأيام الفائتة، فقد وحد الكويتيين عبر مشاركة فاعلة في حملة شعبية توعوية طرحت بشفافية قضية تمس المواطن بالدرجة الأولى، وربما يكون الأهم من ذلك أن الكثير من المغردين أخذوا وقتا مستقطعا أو راحة إجبارية من النقاشات السياسية والطائفية العقيمة التي تكون نتيجتها في الغالب رفع قضايا في المحاكم، فلا عجب في أن يزداد عشق "الزبيدي"، فإضافة إلى أن طعمه لا يقاوم، اكتشف الناس أن جهوده في توعيتهم لا يمكن نكرانها، فكل التحية لـ"ملك المائدة الكويتية" الذي أراحنا من إزعاج "تويتر" ولو لفترة محدودة فقط!