بث التلفزيون المصري الرسمي، ليلة أمس، أولى حلقات برنامج التوك شو الجديد، "أنا مصر"، على قناتي "الأولى" و"الفضائية المصرية"، تزامنا مع احتفالات رأس السنة الميلادية، ليكون بمنزلة انطلاقة جديدة للتلفزيون خلال الفترة المقبلة.

Ad

ويأتي البرنامج الجديد ليعبر عن رغبة مسؤولي مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) في استعادة المجد الإعلامي الغائب عن المبنى العتيق، على كورنيش النيل وسط القاهرة، منذ تراجعه أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقبل أيام من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت حكمه، والتي شهدت تراجعا هائلا في الأداء الإعلامي الرسمي.

ورغم تزايد ديون "ماسبيرو"، التي تجاوزت -حتى الآن- 20 مليار جنيه (نحو 2.5 مليار دولار)، حرص مسؤولو ماسبيرو على الإنفاق الباذخ على  البرنامج، الذي تقدمه نخبة كبيرة من نجوم الإعلام المصري و"التوك شو"، بينهم الإعلاميون شريف عامر وريهام السهلي وأماني الخياط وإيمان الحصري، بينما يتولى رئاسة تحريره الصحافي حازم منير، مدير تحرير برنامجي "البيت بيتك" و"مصر النهاردة"، قبل ثورة يناير 2011، وأحد المقربين من آخر وزير إعلام في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

من جانبه، انتقد الإعلامي الكبير سيد الغضبان البرنامج الجديد، مشيرا إلى أن العقد الموقع بين "ماسبيرو" والمنتج هو بمنزلة عملية تحايل وفساد كبرى، مضيفا: "المنتج الفعلي للبرنامج هو رجل الأعمال إيهاب طلعت، لكنه تخفى وراء اسم شركة بلاك آند وايت، لأنه مديون لماسبيرو بـ96 مليون جنيه، ونريد أن نعرف من الذي تحمل تكلفة الديكور: المنتج أم ماسبيرو؟ خصوصا أن الشركة المنتجة سيطرت على المساحات الإعلانية، خلال توقيت عرض البرنامج وهذا فساد، لأنه سيجني أرباحا ضخمة".

في المقابل، دافع نائب رئيس قطاع "المتخصصة" أسامة بهنسي عن الخطوة الجديدة، مشددا على أن مثل هذه البرامج ستنعش شاشة ماسبيرو والإعلام الحكومي، و"كل من يعمل في الإعلام المصري يعتبر ابنا للمبنى، لأن ماسبيرو قدم خبرات وكفاءات كثيرة علمت كل من في الوسط الإعلامي، ومن المهم أن يظهر البرنامج بشكل لائق، ويستطيع جذب جمهور كبير، بغض النظر عن الشركة المنتجة والعاملين فيه من القطاع الخاص".

يذكر أن عددا من العاملين في "ماسبيرو" تقدموا قبل أيام بمذكرات قانونية لعدة جهات رقابية ضد إدارة "الرعاية الطبية" بالمبنى، بعدما تسببت إجراءاتها الإدارية المعقدة في وفاة مصور بقطاع "قنوات النيل المتخصصة"، يدعى مصطفى القاسم، كان تعرض لأزمة قلبية حادة أثناء تصويره برنامج "نهارك سعيد"، ولم تسرع الإدارة في تقديم الرعاية له، فلفظ أنفاسه داخلها.