في مقال سابق تطرقت لموضوع ضعف أداء الإعلام الخليجي في مواجهة التحديات والمخاطر الحالية للإرهاب بالرغم من الدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه دول المجلس، ومع ذلك لم تستطع مجاراة الفكر الإرهابي بالحجة والدليل.
لقد انتقل تهديد المتطرفين ومريدي تنظيم دولة الخلافة في العراق والشام إلى دولنا، وما تفجيرات المساجد وقتل العسكريين إلا جزء من هذا التهديد، حيث تخطى هذا الفكر حدود مرحلة التعاطف النظري حتى وصلت جاهزية أتباعه إلى تنفيذ العمليات الانتحارية عندنا تحت عنوان كبير «جهاد الداخل»، وإن الخلافة الإسلامية لن تعود إلا بتطهير كل من يخالف دولتهم المزعومة.للأسف لم أرَ أي تحرك جاد من قنواتنا الرسمية في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية إلا من خلال عبارات مكررة يستخدمها ضيوفهم من مشايخ دين ومحللين سياسيين لا تخرج عن جملتين مللنا سماعهما «الفكر الضال» و»خوارج العصر»، دون الدخول في تفاصيل تبين ماهية هذا الفكر الضال رغم كل الشواهد والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية من قطع للرؤوس، والأخذ بالظن، وتكفير المسلمين، واستباحة دماء الآمنين، وانتهاك المحرمات.لقد بدأ هذا الفكر المتطرف مع جماعة طالبان التي حرمت كل شيء إلا تجارة المخدرات وامتلاك الغلمان والجواري، وما «داعش» والنصرة إلا امتداد لها، حيث كان من المفترض التصدي لهم منذ ذلك الزمن، لكن للأسف ما زال بعضنا يترحم على بن لادن والملا عمر باعتبارهما من المجاهدين.أسئلة وتحليلات كثيرة تدور حول من صنع «داعش»؟ وكيف استطاع هذا التنظيم التمدد في أكثر من دولة وفتحه لأكثر من جبهة، ومع ذلك ما زال قوياً ويتحرك كيفما شاء بين عقول الشباب، وما زال يجند المزيد، وهذه المرة يستخدمهم في عمق أوطاننا لزعزعة الأمن والاستقرار دون أن يلتفت إعلامنا إلى خطورة هذا التنظيم؟ لقد استطاع «داعش» (دولة الضلالة في العراق والشام) أن يتمدد بين الوطن العربي بعد أن استغل سذاجة الأغنياء وحاجة الفقراء التي يعيشها بعض شبابنا وبعد أن غسلوا عقولهم بفكرة دولة الخلافة.الخلاصة؛ القضاء على هذا الفكر لن يكون بيد رجل الأمن لوحده ما لم تكن هناك جهود مخلصة ونوعية يتبناها المخلصون من القائمين على الإعلام بعد غسل أيدينا سبع مرات من وعاظ الدينار وأصحاب التوتر.ودمتم سالمين.
مقالات
إعلامنا والفكر المنحرف
07-08-2015