Vatican Tapes... نسخة مزرية من Exorcist
الشيطان امرأة. قد تبدو هذه العبارة أشبه بما يردده المدافعون عن حقوق الرجال العابثين، إلا أنها في الواقع محور فيلم الرعب الديني Vatican Tapes، علماً أنه فيلم أخرق غير متقن البتة. ولا شك أنه بعيد كل البعد عن النوع الفرعي من أفلام الرعب التي تقوم على فكرة التلبس الشيطاني مثل Exorcist. فهو مجرد نسخة بالية غير متقنة من أعمال مماثلة.
تُدعى المرأة الشقراء الجميلة التي يسكنها الشيطان أنجيلا (أوليفيا دادلي). نتعرف إليها في مستهل هذا الفيلم عندما نراها على أشرطة فيديو مأخوذة من مستشفى للمرضى النفسيين. يتولى دراسة هذه الأشرطة الكاردينال برون (بيتر أندرسون) والكاهن إيماني (دجيمون هونسو)، رجلا دين ينتميان على الأرجح إلى تنظيم سري في الفاتيكان يُدعى {محاربو الله} يتولى حراسة أرشيف مواد طرد الشياطين. قبل إدخال أنجيلا إلى المصح العقلي، كانت تحتفل بعيد ميلاد صديقها بيت (جون باتريك أميدوري) وزيارة والدها المفاجئة الكولونيل روجر (دوغراي سكوت).تحدث عملية التلبس بعد حادث دموي خلال تقطيع قالب الحلوى. لكنك لا تعرف بوضوح ما سبب هذا التلبس (ما من كابتن هودي ليتحمل اللوم). المستشفى؟ أو ربما هجوم غراب على الحافلة؟ فتصبح فظة وخليعة يتملكها العطش، وتزداد أعمالها عنفاً وعشوائية. وسواء كانت تقوم بذلك هي بنفسها أو تدفع الآخرين إلى ارتكاب الفظائع، تخلف وراءها كماً من الجثث في المستشفى. نتيجة لذلك، يتخلى كاهن المستشفى الأب لوزانو (مايكل بينيا) عن العلاج النفسي (تؤدي كاثلين روبرتسون دور معالجتها النفسية الفاشلة) ويتصل بـ {محاربي الله}.
رواية قاتمة يعتمد Vatican Tapes على الأفلام المصورة المأخوذة من هواتف خلوية وكاميرات المراقبة والأرشيف، ليبني أسلوبه وتقنيته في سرد القصة. يُعتبر هذا الفيلم للمخرج مارك نيفيلدين، الذي شكل سابقاً مع بريان تايلور الثنائي الإخراجي نيفلدين وتايلور (كاتبا Crank)، رواية غير متكملة، قاتمة، وغير متقنة. يحفل هذا الفيلم بكثير من الصور المائلة أو المرتجفة، ويحاكي التعاطي السريع وغير المدروس مع الكاميرا سرعة انطلاق مطاردة حثيثة في عالم الأشباح.بما أن هذا الفيلم يستعير بنيته، نمط شخصياته، ومحاوره من فيلمي The ExorcistوThe Omen، لا مفر من مقارنته بأفلام كلاسيكية مماثلة، التي قصّر عن مضاهاتها. يفتقر هذا الفيلم إلى الرعب الحقيقي الذي نراه في أعمال مماثلة، فضلاً عن يأس الأهل والإحساس بضرورة اللجوء إلى الحل الأخير الذي يقود إلى إخراج الشيطان. وما يثير استياء المشاهد حقاً أن Vatican Tapes ليس مخيفاً حتى. صحيح أن أنجيلا تقوم أحياناً بأشياء مخيفة، إلا أن كل عمل عنف ينقل عبر كيلومترات، وما من شعور بالتشويق أو التوتر أو الإثارة.فيما يستغل Exorcist القلق الجماعي اللاواعي بشأن عملية الانتقال في مرحلة المراهقة التي يمر بها جسم الفتاة وانتهاك تلك البراءة، تضيع هذه الفكرة في هذه النسخة منه مع الاستعانة بامرأة بالغة. وهكذا يتحول إلى أمر أكثر اضطراباً وإزعاجاً مع محاولة رجلين مسنين طرد الشيطان من جسمها بكل الطرق المتاحة. ولا مفر من التساؤل عن السبب الذي يجعل الشيطان مهتماً بتلبس أجسام النساء الجميلات.لكن الواقع يُظهر أن المخرجين هم مَن يتمسكون بهذه البنية من دون محاولة التجديد أو إدخال أفكار مبتكرة إلى نوع الأفلام هذا.