المجد للشباب في {سينما الغد}

نشر في 20-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-11-2015 | 00:01
يتابع برنامج {سينما الغد}، أحد أبرز البرامج الموازية ضمن فعاليات {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي}، تحقيق مزيد من التألق سواء في ما يتعلق بنوعية الأفلام المشاركة في قسمي المسابقة (الأفلام القصيرة وأفلام الطلاب)، التي تؤشر إلى غد سينمائي مشرق لما تتميز به هذه الأفلام من رؤية فنية شديدة التميز كمضمون وتكنيك، أو من خلال تنظيم العروض وانضباط مواعيدها والأهم احترامها، إذ يمنع الدخول أثناء العرض حتى لو كان لمخرج العرض نفسه.
شارك في هذه الدورة 30 فيلماً بين روائي قصير ووثائقي قصير وتحريك وتجريبي، تمثل مدارس سينمائية مختلفة، غير أن أبرز الأفلام التي توقف أمامها الجمهور،  {أخ الرضاعة} (بولندي) سيناريو فاهرام مخيتاريان وإخراجه، الذي رصد، بنعومة وحساسية، علاقة طفل بحمل صغير ترضعه والدته التي فقدت طفلها أثناء ولادته، وكيف يتمرد في البداية على وجوده ثم لاحقا تتوطد بينهما العلاقة ليصبح بحق {أخ الرضاعة}، حتى الحمل الذي تجبره الظروف على العودة إلى أهله وعشيرته، يشعر بغربة وسطهم، مفتقداً عائلته الحقيقية التي عاش وسطها، ما يجعله شارداً وسطهم ويسهل افتراسه من الذئب.

{عودة أركين} (روسيا)، يطرح مأساة بطله بلغة سينمائية بسيطة لكنها بالغة الحساسية،  ذلك أن أركين العائد من حكم بالسجن 14  سنة جراء جريمة مشينة ارتكبها، وكانت سبباً في تبرؤ عائلته منه بل وقسوتهم في معاملته، يحاول التعايش مع الظروف  برضى وصبر، ويبرز  الفيلم الذي أخرجته ماريا جوسكوفا أن وسط الظلام  ثمة يد تمد العون والمساعدة، مشيراً إلى ضرورة التسامح أيا كان الفعل.

{عودة أركين} شارك في أكثر من مهرجانات عدة  من بينها: {مهرجان ترنتو الدولي}، {مهرجان كينوثافر السينمائي} في روسيا، ونال جائزة أفضل فيلم قصير في {مهرجان المحيط الهادئ}.

قضايا اجتماعية

من فنلدا شاهد الحضور فيلم {اسمع} الذي ترصد أحداثه العنف الممارس ضد المرأة ليس من قبل الرجل ولكن من خلال ابنها نفسه الذي تدفعه البيئة التي عاش في ظلها، والقهر الذي تسرب إلى مشاعره ليصبح هو الآخر جزءاً من منظومة القهر التي باتت أصيلة في شخصيته، فيشارك، من دون إرادته، في قهر أمه، المرأة الأجنبية التي هربت من زوجها مع ابنها إلى مركز الشرطة، طلباً للمساعدة في ضمان العيش بكرامة، وعدم العودة إلى زوجها الذي دأب على الاعتداء عليها وقهرها، وعليه تتم ترجمة شكواها بشكل خاطىء ولكن يتدخل ابنها ويتصل بوالده ويجبر والدته على العودة.

الفيلم (سيناريو حامي راميزان ورانجانو نيوني وإخراجه)  نكأ خلال 13 دقيقة (مدة عرضه) جراحاً تعاني منها المرأة عموماً والمرأة الشرقية خصوصاً، في ظل مجتمع ذكوري قاهر لها.

الفروق الاجتماعية في المجتمع البلجيكي رصدها، بحنكة ولغة سينمائية عالية، فيلم {صديق} للمخرج جان وراف روسينز، من خلال شاب مراهق لا يتوافق مع عائلته الارستقراطية بكل طقوسها الخانقة، وفي الوقت نفسه، يرفض سلوك أصدقائه الذين ينتمون إلى الطبقة الشعبية رغم انبهاره بهم في بداية الأمر.

{في أغسطس} (سويسري)، أحد أبرز الأفلام التي عرضت في هذه الدورة، يتمحور حول طفلة في السادسة من عمرها، تعيش أسوأ لحظات حياتها حينما يقرر والدها ترك المنزل والانفصال عن أمها، ورغم صغر سنها وصمت والديها فيما يتعلق بالانفصال،  إلا أنها تدرك حقيقة الأمر وتطلب من والدها أن تخرج معه في نزهة بالسيارة، وعبر 9 دقائق (مدة الفيلم)، نرى كيف يتعلق الأب بابنته، ومن جانبها تبادله المشاعر  نفسها،  رغم قلة الكلمات «العادية» التي تبادلاها، لكن عيونهما قالت ما لم ينطق به لسانهما.

من أميركا شاهد الحضور فيلم «ذرة حلوة» (شارك في مهرجان صانداس في أميركا)، تؤكد أحداثه أن المجرم، مهما حاول إحكام قبضته على جريمته،  سيكتشف حتماً  سره، والفيلم من إنتاج جوناثان نواك وإخراجه.

 لا شك في أن اعتذار المخرج البريطاني بي باندل عن رئاسة لجنة التحكيم في المسابقة واستبداله بالمخرج الشاب أحمد ماهر، لم يعق المسابقة عن أداء عملها، واستمرت العروض والندوات مع صناع الأفلام.

back to top