منظور آخر: مرحى بالذكورة!

نشر في 14-07-2016
آخر تحديث 14-07-2016 | 00:10
لم تكن شعبيته لدى الرجال تعنيه كثيرا، فهو الذي يطالب بحقوق المرأة ولم يتوانَ يوما عن هذا المطلب، وهو الذي يخرج لجميع المظاهرات التي تخصها، وهو الذي يمتلك الشجاعة للحديث عن الظلم الذي تتعرض له المرأة وعن عدم توليها مراكز قيادية، وهو الذي رزق مؤخرا بابنته الثالثة فاكتأب، ولم يستطع حتى أن يهنئ زوجته.
 أروى الوقيان هو الموجود دوما في جميع المحافل المعنية بالنساء، المعروف بأنه يطالب بحقوقهن، الأكثر شعبية بين النساء، ولربما الأقل شعبية لدى الرجال.

لم تكن شعبيته لدى الرجال تعنيه كثيرا على أي حال، هو الذي يطالب بحقوق المرأة ولم يتوانَ يوما عن هذا المطلب، هو الذي يخرج لجميع المظاهرات التي تخصها، هو الذي يمتلك الشجاعة للحديث عن الظلم الذي تتعرض له المرأة وعن عدم توليها مراكز قيادية.

وهو الذي طالب بحقوقها في التصويت يوما وخرج بالمظاهرات لأجلها يوما ما، هو الذي أصر على أن تُنصّب المرأة الكويتية كقاض، ووكيل نيابة، هو المكافح من أجل المرأة لا محالة.

هو الذي ذكرنا يوما بأن المرأة هي كل المجتمع، وحرص على التصويت لها "حسب ما زعم إعلاميا"، هو الذي كان دوما يؤكد أهمية دورها كضلع أساسي في صنع القرارات.

هو الموجود دوما معها في الصور، والأحداث، والندوات، والمحاضرات، والمظاهرات، وفي المسرات والمضرات.

حين يقرر باحث أن يقوم بأي بحث عن حقوق المرأة فإنه يكون المكون الأساسي لأي بحث، وحين يقرر أي إعلامي مقابلة نصير المرأة يكون هو أول اسم يذكر.

هو بدون شك الاسم الرابح في أي قضية تخص المرأة!

وهو الذي رزق مؤخرا بابنته الثالثة فاكتأب، ولم يستطع حتى أن يهنئ زوجته، هو نفسه الذي منع بناته من ارتياد الجامعات المختلطة، وهو أيضا من أجبرهن على العمل لاحقا في بيئة نسوية فقط، لم يكترث لابنته البكر مريم حين باحت له بأنها تحلم بأن تكمل دراستها وتصبح طبيبة، ألقى بأمنيتها في سلة المهملات، وأجبرها أن تصبح مدرسة تربية بدنية في إحدى المدارس، وفي اليوم نفسه الذي حرمها من تحقيق حلمها كان ينادي بقوة في إحدى مقابلاته التلفزيونية بضرورة أن يكون للمرأة الحق في الاختيار، هو الشخص نفسه ولكن بمعايير مزدوجة! مرحى بالذكورة! مرحى بالازدواجية المحببة!

قفلة:

رغم كل ما حققته المرأة الكويتية فإن الأقلية منهن تقلدن مراكز قيادية، وتولين مهام صعبة، ورغم أنها أثبتت للعالم أجمع مدى قوتها فإن الحكومة ما زالت تتعامل معها بحذر شديد أقرب إلى خجل نتمنى زواله قريبا!

back to top