• بداية من هي قائمة «في حب مصر»؟
أجاب عضو القائمة، وزير الإعلام السابق أسامة هيكل: نحن لسنا حزبا، بل مجموعة مستقلة تكونت نتيجة الظروف التي مرت بها مصر على مدار السنوات الخمس الماضية، ووجدنا أن الظروف دفعتنا للدخول في هذا المجال من أجل الدولة المدنية الدستورية، فتشكلت المجموعة بداية منذ أن وقع الرئيس السابق عدلي منصور قانون الانتخابات، وبدأنا بعدها نشكل القائمة من الشخصيات المرموقة التي لها الكثير من العمل العام، ولديها خبرة وحنكة سياسية، ولم يخطر ببالنا أن ندخل الانتخابات أو نشكل حزبا، بل عملنا كعمود خيمة نبني حوله مجموعة من الشخصيات تعمل على حالة وعي عام من داخل البرلمان، وخصوصا أن هذا البرلمان بحكم سلطاته الدستورية فاعل جدا في الحياة المصرية على عكس البرلمانات السابقة.أيضا نحن لا نريد تسرب القوة الدينية التي أضاعت البلد خلال السنوات الخمس الماضية، فهدفنا هو الدولة المصرية المدنية، وبالتالي يصب كل ذلك في مصلحة المجتمع العربي كله، لأن الدولة المصرية أصبحت هي الحائط المنيع لتحصين الدول الأخرى التي لم تصب بحالة من التقسيم والحروب الأهلية، لذا جئنا إلى الكويت بسبب قصر الدعاية، وخاصة أن أعلى نسبة تصويت دائما تسجل في الكويت، وهنا لابد أن أتقدم بشكر خاص للحكومة الكويتية التي وافقت على طلبنا والسماح لنا بالحضور، وأشكر خصوصا وزير الإعلام وزير الدولة للشباب الشيخ سلمان الحمود الذي تربطنا به علاقات متميزة، وهو أيضا من الشخصيات المحبة لمصر، وأيضا الشكر الخاص لبعض الشخصيات المصرية الموجودة هنا في الكويت. والحقيقة أن الكويت نثمن لها مواقفها المتميزة تجاه مصر دائما وأبدا.مشاركة الشباب• ما تعليقكم على قلة الإقبال على المرحلة الأولى؟ وما توقعاتكم لهذه المرحلة؟يجيب أسامة هيكل، المرحلة الأولى بدأت في الأطراف في الصعيد وغرب الدلتا، وربما كان الإحساس العام آنذاك بأن هناك معركة، والحقيقة هذا غير موجود، فجاءت النسبة 26 في المئة، وهي ليست ضئيلة، فالنسب العالمية معروفة لدرجة أنه في أميركا النسب تصل في انتخابات الكونغرس إلى 35 أو إلى 40 في المئة، وبالتالي لا ننزعج من هذا الرقم، وخاصة أنه كان هناك تعجل وقيل إن نسبة المشاركة قليلة، مما أعطى هذا الانطباع، وهذا غير صحيح، لأنه كانت هناك استفادة من زيادة عدد اللجان، مما أدى إلى ارتياح في الإقبال، بحيث كانت اللجنة الواحدة في السابق تستقبل 3000 ناخب، في حين زادت اللجان فأصبحت اللجنة تستقبل 1500 ناخب هذا جانب.والجانب الآخر، الذي أنا غير راض عنه تماما هو أن الشباب لا يريد المشاركة بحجة أنه لا يعرف برامج المرشحين، في حين أن كل برامج المرشحين موجودة على النت، وبالتالي لن يبذل مجهودا كبيرا في معرفة البرامج، وهذه الفئات العمرية أقل من 35 سنة، وبالتالي هي بحاجة إلى مخاطبتها، وخصوصا أن هذه الانتخابات تمس مستقبل الدولة المصرية والشباب المصري، لذا يجب أن ينزل ويشارك، لكن أن يبقى منعزلا في عالمه الافتراضي على «النت» بعيدا عن العالم الحقيقي الموجود فهذه مشكلة كبيرة، لذا أتمنى أن ينزل في هذه المرحلة ويشارك بنسبة إقبال أكبر.التكثيف الإعلامي ونحن في هذه المرحلة لجأنا كقائمة إلى محورين أساسيين، أولا التكثيف الإعلامي ومنها وجودنا هذا في الكويت، والمحور الثاني كثفنا المؤتمرات الانتخابية داخل مصر، بحيث أصبح هناك شكل للدعاية مكثف جدا لخلق حالة من الوعي عند الناس. وأعتقد أن هذه الانتخابات سوف يترتب عليها بالضرورة أن الأحزاب ستعدل موقفها بدلا من أننا نرى أكثر من 100 حزب، وهي غير معروفة وغير مؤثرة في الواقع السياسي، ستنضم في ما بينها وتكون على الأقل أربعة أو خمسة أحزاب.والانتخابات هذه المرة ستفرز من يتفق عليه، لأنه لا يوجد من يقول إن هذه الانتخابات مزورة ولا يقول إن بها تلاعبا، فما تكشف عنه نتيجة الانتخابات هو الفعلي لما يريده الناس، ونسبة النزاهة في هذه الانتخابات غير مسبوقة.• هل سيحول البرلمان القادم النظام السياسي إلى برلماني أم رئاسي، وخاصة أن صلاحيات هذا البرلمان أكبر وفقا للدستور المصري الجديد؟النظام الحالي هو رئاسي برلماني، وفكرة تعديل الدستور فكرة قائمة، ولكن لابد من الممارسة الفعلية له أولا حتى يمكن عمل قراءة عملية له ومن ثم معرفة عملية تعديل له، وأنا أرى أن الممارسة الفعلية تحتاج من عام إلى عامين، وخاصة أن 96 في المئة من الشعب المصري وافق عليه، وبالتالي لا يمكن ضرب هذه الموافقة عرض الحائط دون الممارسة الفعلية والتي تبدأ بعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، وباvلتالي بعد منتصف ديسمبر المقبل، سنبدأ العمل بالدستور الجديد.رئيس البرلمان• هل أنتم مع تعيين رئيس البرلمان أم انتخابه؟يجيب سامح سيف اليزل، رئيس الجمهورية من حقه دستوريا تعيين 5 في المئة من نواب البرلمان وعددهم 27 نائبا، وقيل إنه سيعين رئيس البرلمان من خلالهم، وهذا البرلمان لا أحد يعرف من سيكسب ومن سيكون رئيسا للبرلمان، في السابق كان الحزب الوطني باعتباره حزب الأغلبية الموجود كان يجتمع قبل الجلسة الأولى للبرلمان بعد الانتخابات، ويأتي رئيس الحزب وهو رئيس الجمهورية ويختار فلان رئيسا للبرلمان، وكان دائما يختار فتحي سرور الذي جلس 21 عاما رئيسا للبرلمان المصري، لكن هذه المرة تختلف تماما عما كان معمولا به في السابق، بحيث لو عين رئيس الجمهورية رئيسا للبرلمان من الـ27 نائبا الذي يختارهم، فهناك 590 لهم وجهة نظر أخرى، وخصوصا أن التصويت داخل البرلمان أصبح إلكترونيا، وأيضا هناك بصمات، وسيعرف تماما نسبة التصويت، وبالتالي لا يمكن التلاعب في ذلك، وكل ما يكتب الآن عن توقعات لأسماء يتم تداولها منها الرئيس السابق عدلي منصور أو عمرو موسى أو المستشار أحمد الزند ما هي إلا تكهنات وغير صحيحة، فلا أحد يعرف من سيكون رئيسا للبرلمان.• هل نتوقع أن تترأسه سيدة؟لا يوجد شيء يمنع ذلك، ولكن المواصفات هي التي تنجح، والسؤال ما هي مواصفات رئيس البرلمان؟ فنحن محتاجون إلى شخصية سياسية أم شخصية قانونية؟، أقول إنه إذا توافرت الشخصية القانونية التي لديها بديهة سياسية فهي الأصلح لرئاسة البرلمان، وإذا لم تتوافر هذه الشخصية ولدينا شخصية سياسية وأخرى قانونية، والأصل في رئاسة البرلمان سياسي لأنه يستطيع أن يأتي بمستشارين قانونيين حوله ويسألهم إنما القانوني في اللقطة التي تحدث فوق فلو لم يتعامل بالخبرة السياسية لا يعرف أن يأتي بمستشار سياسي كي يسأله، وبالتالي يجد «الدنيا ولعت»، لذا لا يوجد نص مكتوب على أن رئيس البرلمان يجب أن يكون قانونيا، فتحي سرور كان جامعا بين القانون والسياسة، ورفعت المحجوب أيضا، بينما أنور السادات كان رئيسا للبرلمان وليس قانونيا وفي مرحلة صعبة، وسيد مرعي كان رئيسا للبرلمان ولم يكن قانونيا، إنما جرى العرف لأن فتحي سرور بقي رئيسا للبرلمان 21 عاما وهو قانوني ورفعت المحجوب أيضا خمس سنوات وقبلهما صوفي أبوطالب، وتقديري الشخصي هو أن نعود إلى الأصل وكما كان في السابق أن يكون سياسيا وليس قانونيا، وإذا كان قانونيا وسياسيا في شخص واحد فهذا جيد.الائتلاف الوطني• للواء سامح سيف اليزل تصريح بأن «في حب مصر» سيتغير إلى «الائتلاف الوطني المصري» ككتلة، فهل سيدخل بها قوائم أخرى؟نعم صحيح، نحن عملنا من خلال القائمة على أنها وسيلة للدخول للبرلمان، وما يحدث الآن سينتهي عند الوصول إلى البرلمان، ولا يوجد الآن أي حزب يستطيع أن يحصل على الغالبية، فهي أغلبها ضعيفة وغير معروفة، وجميع البرلمانات في العالم عندما يحدث هذا تلجأ في الغالب إلى تكوين كتل أو ائتلافات، ونحن فكرنا بأن نجهز من الآن ائتلافا حتى تكون كتلة جاهزة للتحرك داخل البرلمان عندما ينعقد.• هل تحدثتم مع كتل أخرى؟نحن لم نتحدث مع قوائم، بل تحدثنا مع أشخاص من «الفردي»، سواء فازوا في المرحلة الأولى أو سيخوضون المرحلة الثانية وحصل توافق جيد جدا، ونعمل على أن نكون الغالبية، وإن شاء الله سنصل إلى الثلثين، ولدي الآن 10 أحزاب داخل القائمة، وهناك قبول جيد لدخول القائمة وبشكل حماسي.• المستشارة تهاني الجبالي من الائتلاف الجمهوري تقول إن «في حب مصر» ستتفكك بعد دخولها البرلمان، ما قولكم؟هذا صحيح، وستتفكك لأن هذه الفترة القائمة موجودة فقط من أجل الدخول للبرلمان، وهي لم تذكر أو تكمل، فقط قالت «لا تقربوا الصلاة» وصمتت، بأن هناك ائتلافا آخر يتشكل الآن بشكل أقوى وأكبر ويستعد لدخول البرلمان، ويجب أن نذكر أن بعض الأفراد بعد دخول البرلمان سينضم إلى أحزاب أخرى.وأتمنى أن يكون لدينا ثلاثة أو أربعة أحزاب فاعلة وكبيرة كبقية دول العالم أفضل، وهذا الأمل بأن يخرج من هذا البرلمان هذه الأحزاب، وسيظهر ذلك خلال السنوات الخمس القادمة.أحزاب أسريةويكمل أسامة هيكل قائلا إن هذا لن يحدث بسهولة اليوم، لأن في الفترة السابقة لم يكن يسمح بتكوين الأحزاب، وبعد الثورة سمح الدستور بتكوين الأحزاب بالإخطار، ويترتب على ذلك في الحالة المصرية بحيث أصبح هناك وجود لأحزاب أسرية، وهذه فوضى، خصوصا أننا لا نجد اختلافا في البرامج، وأيضا لا توجد في مصر اليوم معارضة، لأن جميع القوى السياسية تؤيد إقرار الدولة بشكل عام وتسير خلف الرئيس، لذا نتمنى من البرلمان المقبل أن يفرز ثلاثة أو أربعة أحزاب قوية، بينما الوضع الآن لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل ويكون مضرا للحياة السياسية المصرية.ففي الإسكندرية مثلا، نزل نادر بكار المتحدث حزب النور السلفي كان في القائمة هو وزوجته وحماه وسقطوا في الانتخابات. لذا الأحزاب الدينية وجودها غلط وخطأ كبير، فهي استغلال وتجارة باسم الدين، وبالتالي يجب أن نضع الأمور في موقعها ونصابها الصحيح.انتخابات المرحلة الثانية اليومينطلق اليوم ماراثون الانتخابات النيابية للمصريين في الخارج، ضمن المرحلة الثانية، وستفتح اللجان الانتخابية في السفارات بحوالي 139 دولة أبوابها اعتباراً من التاسعة صباحاً، لاستقبال أبناء الوطن من المصريين المغتربين الذين يحرصون على المشاركة في وضع آخر حجر في البناء الديمقراطي في مصر والخطوة الثالثة والأخيرة في خارطة المستقبل التي حددتها ثورة «30 يونيو». واستكملت جميع السفارات في الخارج جاهزياتها لاستقبال الناخبين كما تسلمت كل السفارات جميع الأوراق الخاصة بالعملية الانتخابية من جانب وزارة الخارجية واللجنة العليا للانتخابات، غير أنه لن تجرى انتخابات في أربع دول فقط على مستوى العالم هي اليمن وسورية وليبيا وإفريقيا الوسطى نظراً إلى الأوضاع الأمنية فيها.وتجرى الانتخابات داخلياً بمحافظات القاهرة والقليوبية والمنوفية والدقهلية والغربية والشرقية ودمياط والإسماعيلية وبورسعيد والسويس وشمال سيناء وكفر الشيخ وجنوب سيناء.وأكدت اللجنة العليا وجود غرفة عمليات تم انشاؤها، وغرفة مماثلة في وزارة الخارجية، لمتابعة العملية الانتخايية يى الخارج على أن يوجد عدد من أعضاء وزارة الخارجية في الغرفة التي خصصتها اللجنة العليا لمتابعة الانتخابات في الخارج، بما في ذلك من الناحية الفنية بما يخص الأجهزة التي تم إرسالها للسفارات والتي تخلق نوعاً من التواصل المباشر مع اللجنة العليا للانتخابات.ويبلغ عدد الناخبين في المرحلة الثانية حوالي 28.2 مليون ناخب في 13 محافظة، وهو عدد أكبر بنحو مليون ناخب عن عدد الناخبين في المرحلة الأولى التي بلغ فيها عدد الناخبين المقيدين حوالي 27.4 مليوناً.هيكل: نعيش حالة فوضى إعلاميةقال هيكل، عند سؤاله عن الإعلام المصري اليوم، وكيف يراه: «نعيش اليوم في مصر الفوضى الإعلامية والصحافية».وأضاف أن قانون تنظيم الإعلام سيظهر إلى النور، وسينظم العملية، إضافة إلى وجود ميثاق الشرف الإعلامي، الذي بدوره يجعل كل إعلامي مسؤولاً عما يريد قوله وطرحه أمام الدولة المصرية.وأشار إلى أن حالة الفوضى التي يعيشها الإعلام المصري اليوم هي نتاج لما مرت به الدولة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية من فوضى سياسية وتغيرات داخلية وخارجية في محيطه الإقليمي.وأوضح أن الإعلام المصري، الخاص والعام، ساهم بشكل أو بآخر بدوره كرقيب على الحكومة في غياب وجود البرلمان، وهذه ميزة تحسب له، لكنه أكد أنه غير راض عن الأداء ويأمل خيراً بعد إقرار قانون تنظيم الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ضمن العملية البرلمانية التي يعلق عليها الكثير.سيف اليزل: الإرهاب أداة لتقسيم الدول العربيةأكد سيف اليزل أن ما يدور في محيطنا اليوم يمثل مخططاً واضح المعالم وضع بعناية، وهو ليس وليد اللحظة ولا عشوائياً.وقال سيف اليزل إن ما يحدث اليوم في المنطقة هو بداية لتقسيم وتقزيم للدول العربية، بمعنى اتفاقية «سايكس - بيكو» القديمة يعاد تفعيلها الآن بشكل يتناسب مع الأوضاع السياسية الحالية داخل الدول ومع الأوضاع السياسية في المنطقة، وتتناسب مع تصور الإرهاب في العالم.وأوضح أن اتفاقية «سايكس - بيكو» عندما تم تنفيذها كان ذلك داخل الاجتماعات والمؤتمرات والعلاقات السياسية، وهذا لا يمكن أن يتم تنفيذه الآن من خلال فكرة التقسيم الجديد؛ لذا لابد من استحداث وسيلة أو أدوات جديدة تنفذ هذه الخطة، وهذه الأداة هي الإرهاب.وتابع: «ليس على سبيل الصدفة أن تسقط الطائرة الروسية في شرم الشيخ، وبعدها بسبعة أيام يحدث ما يحدث في فرنسا؛ فهناك ربط واضح، ومصر اليوم مستهدفة تماماً لأن لها علاقات جيدة جداً مع روسيا، وهذا لا يريح الكثير، وتلك العلاقات تطورت استراتيجياً بحيث مصر تستورد السلاح من روسيا وأيضاً على مراحل متعددة، وفرنسا أيضاً تم التوقيع معها على استيراد حاملة طائرات، وعلى مستوى العالم هناك ست دول فقط لديها حاملة طائرات، كذلك شراء طائرات الرافال الفرنسية، وهذه للمرة الأولى في تاريخ مصر العسكري وعلى مستوى المنطقة تشتري طائرات تزوّد بالوقود في الجو».ولفت إلى أن مصر أعلنت أن أمنها القومي جزء من الأمن القومي العربي، وقال الرئيس «مسافة السكة» وهذا أيضاً لا يريح البعض، فالهدف الرئيسي من تقسيم الأمة العربية كإقليم، هو عدم خروج كيان جديد يماثل الاتحاد الأوربي ويماثل قوة الولايات المتحدة الأميركية بحيث تكون العملة العربية هي العملة الثالثة التي تنافس الدولار واليورو، والدول العربية لديها الخيرات البترول والأموال والخبرات.
أخبار الأولى
«في حب مصر»... في ضيافة الكويت
21-11-2015