العائلات الكورية تفترق بعد لقاءات مثقلة بالانفعالات

نشر في 22-10-2015 | 14:41
آخر تحديث 22-10-2015 | 14:41
No Image Caption
ودّعت عائلات كورية شمالية وجنوبية فرقتها الحرب قبل ستين عاماً، الخميس بعضها البعض بعد انفصال سبب لها صدمة عميقة يعززها الشعور بأنها لن تلتقي بعد اليوم.

وفي اليوم الثالث والأخير من لقاء قصير جداً نظم في منتجع كومغانغ الجبلي الكوري الشمالي، التقت العائلات لساعتين الخميس.

وقد تكون هذه أصعب لحظة في هذا الحدث، وفي الجانبين، يدرك المسنون الذين تراوح أعمارهم بين ثمانين وتسعين عاماً أنه سيكون اللقاء الأخير على الأرجح.

وقالت لي سون-كيو (85 عاماً) لزوجها الكوري الشمالي الذي التقته للمرة الأولى منذ أن فرقتهما الحرب (1950-1953) عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها "انتبه لصحتك وأتمنى لك طول العمر"، وأضافت "سنلتقي في العالم الآخر".

وأمضى البعض اللحظات الأخيرة في عناق بينما حاول آخرون التماسك وهم يمسحون دموعهم على طاولات مرقمة في قاعة مخصصة للحفلات.

وقال ري هونغ-جونغ (88 عاماً) لحظة انفصاله عن ابنته الكورية الجنوبية "عيناي منتفختان لأنني بكيت طوال الليلة الماضية"، وأضاف "حتى صباح اليوم لم اتوقف عن البكاء".

وفي لقطات بثها التلفزيون تبدو كورية شمالية مسنة تحاول أن تخفف من قسوة هذه اللحظات الأخيرة بتحدي الجميع في منافستها في لعبة لي الذراع.

لكن الحافلات وصلت لنقل الكوريين الشماليين ما أدى إلى مشاهد تنم عن يأس.

وخضع هذا الحدث الثاني من نوعه منذ خمس سنوات لمراقبة مشددة، ولم تتمكن العائلات من الاجتماع سوى ست مرات لساعتين في كل منها.

وشارك في اللقاء حوالي 400 كوري جنوبي و140 كوريا شمالياً، وتبدو الساعات الـ 12 التي سنحت لهم بالغة القسوة بعد عقود من الانفصال.

وقال هان سون-كي (70 عاماً) الذي التقى عمته الكورية الشمالية "كان من الرائع أن نتمكن من التحدث والنوم في غرفة واحدة بدلاً من هذه اللقاءات القليلة"، وأضاف "كنت أتمنى تناول الطعام مع عائلتي الوحيدة بدلاً من قاعة كبيرة للجميع".

وجمعت المعلومات عن اللقاء من مجموعة لوسائل الإعلام الكورية الجنوبية رافقت المسافرين.

والمشاركون محظوظون جداً إذ أنه تم اختيارهم من لائحة انتظار تتضمن عشرات الآلاف من الأسماء.

وخلال الحرب بين الكوريتين التي تنقل فيها خط الجبهة بين جنوب شبه الجزيرة الكورية والحدود الجنوبية للصين، نزح ملايين الأشخاص.

والأغلبية الكبرى من الجيل الذي عاش هذا التقسيم توفوا بدون أن يتمكنوا من الاتصال مع الذين يعيشون في الشمال وبعضهم بدون أن يعرفوا ما إذا كانوا ما زالوا على قيد الحياة.

ويرتفع عدد الوفيات على مر السنين بينما يدرك الراغبون في لقاء أنه لن يتم اختيارهم أبداً، وهم يسجلون رسائل فيديو وقدموا عينات من حمضهم النووي على أمل استخدامها بعد موتهم.

وكان برنامج اجتماعات العائلات بدأ فعلياً بعد قمة تاريخية بين الشمال والجنوب في العام 2000.

وخلال 15 عاماً تغيرت المعطيات المتعلقة بأعمار المشاركين، فهذه المرة لم يكن هناك إلا خمس عائلات التقت زوجاً أو أحد الوالدين وأبناء، مقابل 23 في 2010.

وخلال عشاء مشترك مساء الأربعاء، طلب لي جيونغ-سوك (68 عاماً) من والده ري هونغ-جونغ ان يغني له أغنية ليتمكن من تذكر صوته، وأنشد الرجل المسن أغنية شعبية عن نهر في مسقط رأسه في كوريا الجنوبية، فأجهش كل الحضور بالبكاء.

وتنتهي هذه المرحلة الأولى من اللقاءات الخميس على أن تليها اجتماعات جديدة من السبت إلى الثلاثاء بين عائلات من الشطرين.

وكانت هذه الاجتماعات تقررت في نهاية أغسطس في اطار اتفاق سمح بوقف التصعيد الخطير في التوتر بين البلدين المتنافسين.

back to top