هجوم بالأسلحة على قاعدة جوية هندية بالقرب من الحدود الباكستانية

نشر في 02-01-2016 | 13:15
آخر تحديث 02-01-2016 | 13:15
هاجمت مجموعة مسلحين يشتبه بأنهم إسلاميون في وقت مبكر السبت قاعدة جوية هندية رئيسية بالقرب من الحدود مع باكستان وفق ما أعلنت قوات الأمن الهندية التي تحدثت عن مقتل اثنين من المسلحين في أخطر هجوم من هذا النوع في السنوات الأخيرة بينما ما زال إطلاق النار مستمراً بعد ثماني ساعات على بدء الهجوم.

وقال مسؤولون أمنيون أن أربعة مسلحين على الأقل يُعتقد أنهم ينتمون إلى جماعة جيش محمد التي تتخذ من باكستان قاعدة لها، يرتدون بزات عسكرية تسللوا إلى قاعدة بتنخوت الجوية في ولاية البنجاب شمال الهند.

وترتدي هذه القاعدة أهمية استراتيجية لأنها تضم عشرات الطائرات المقاتلة وتبعد حوالي خمسين كيلومتراً فقط عن الحدود الباكستانية.

وكان تبادل إطلاق النار ما زال يسمع عند الساعة 5,45 بتوقيت غرينتش بينما تقوم الشرطة بعمليات بحث دقيقة للعثور على مهاجمين، كما ذكرت شبكات التلفزيون.

وصرّح وزير الداخلية الهندي راجنات سينغ للتلفزيون "نريد السلام لكن إذا شن الإرهابيون هجمات على الأرض الهندية فسترد بالطريقة المناسبة".

ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوع على الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى باكستان وكانت الأولى لرئيس حكومة هندي منذ أحد عشر عاماً، وقد يؤدي هذا الهجوم إلى توقف عملية السلام بين البلدين النوويين المتنافسين.

وصرح اتش اس ديلون المسؤول الكبير في إدارة الشرطة العامة في البنجاب لوكالة فرانس برس أن العملية كانت لا تزال مستمرة عند الساعة 4,15 بتوقيت غرينتش.

وأضاف "نقوم بالبحث في المنطقة، قُتِلَ اثنان من المهاجمين في تبادل إطلاق النار الأول لكن لا يمكننا أن نؤكد مقتل آخرين"، بينما ذكرت وسائل إعلام معلومات تتحدث تحدثت عن مقتل أربعة مسلحين.

وتابع أن "خمسة أو ستة من العاملين في القاعدة جرحوا ونقلوا إلى المستشفى".

ونشرا القوات الخاص للحرس الأمني الوطني في مواجهة المهاجمين.

وأكد مسؤول أمني كبير آخر كان في الموقع وطلب عدم كشف هويته أن قوات الأمن نجحت في منع المهاجمين من الحاق أضرار كبيرة بالقاعدة التي تضم عدداً من الطائرات الحربية.

وقال أن المهاجمين "مدججون بالسلاح والهجوم يهدف إلى إحداث أكبر قدر من الخسائر في عتاد القاعدة، لكننا تمكنا حتى الآن" من الحؤول دون وقوع خسائر كبيرة، وأضاف "نعتقد أنهم إرهابيون ينتمون إلى جيش محمد".

وتقاتل جماعة جيش محمد المحظورة في باكستان، ضد حكم الهند لمنطقة كشمير المقسومة والواقعة في الهيمالايا وتشهد تمرداً انفصالياً أودى بحياة مئة ألف شخص.

وكانت نيودلهي حملت هذه الجماعة مسؤولية هجوم في ديسمبر 2001 أسفر عن سقوط أحد عشر قتيلاً وأدى إلى تعزيز المواقع العسكرية على الحدود وكاد يسبب نزاعاً مسلحاً بين الهند وباكستان.

وعقد كبار المسؤولين الأمنيين بمن فيهم مستشار الأمن القومي اجيت دوفال اجتماعاً في نيودلهي لمناقشة تداعيات هجوم السبت، كما ذكرت وسائل الإعلام الهندية.

حالة تأهب

وكانت السلطات أعلنت حالة التأهب الجمعة في ولاية البنجاب بعدما سرق خمسة مسلحين بلباس عسكري سيارة يقودها مسؤول كبير في الشرطة، وعُثِرَ لاحقاً عليها متروكة على طريق بتنخوت-جامو التي تربط بين منطقة كشمير المضطربة المجاورة وسهول الهند.

ولم يعرف ما إذا كان هذا الحادث مرتبطاً بهجوم السبت.

وفي يوليو، أطلق ثلاثة رجال يرتدون بزات الجيش النار على حافلة ثم هاجموا مركزاً للشرطة في اقليم غورداسبور المجاور في ولاية البنجاب، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى بينهم أربعة شرطيين، ونسبت الهند هذا الهجوم إلى متمردي عسكر طيبة المتمركزين في باكستان.

ومنذ استقلالهما عن الهند العام 1947، تتنازع الهند وباكستان السيطرة على اقليم كشمير وخاضتا حربين في هذا السياق.

وتتهم الهند على الدوام الجيش الباكستاني بتأمين تغطية نارية للمتمردين الذين يتسللون عبر الحدود ثم يخططون لهجمات في الشطر الهندي من كشمير حيث يستهدفون غالباً الشرطة المحلية.

لكن ولاية البنجاب التي تقيم فيها غالبية من السيخ ظلت إلى الآن في شبه منأى من أعمال العنف.

وعلقت نيودلهي أي محادثات مع باكستان بعد الهجوم الذي شنه إسلاميون مسلحون على مدينة بومباي في نوفمبر 2008 وخلف 166 قتيلاً، وأظهر التحقيق لاحقاً إنه تم التخطيط للعملية في باكستان.

لكن التوتر في العلاقات بين البلدين تراجع الأسبوع الفائت حين قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة مفاجئة لباكستان التقى خلالها نظيره نواز شريف.

وقرر البلدان البدء بحوار لمعالجة المشاكل العالقة، ومن المقرر أن تستضيف اسلام اباد في يناير لقاءات ثنائية عالية المستوى.

back to top