عند زيارة مقام وضريح العارف بالله الشيخ محمد عتمان ناجي تستقبلك عبارة "انزل بساحتهم تسعد فهم عرب... يحمون النزيل ولا يؤذى لهم جار"، ويقع مقام الشيخ ناجي الذي يتصل نسبه بالنبي (ص) فوق جبل "السلوا بحري" في نجع "المساعيد" التابع لمركز "كوم أمبو" بمحافظة أسوان (أقصى جنوب مصر) كما يضم جبل السلوا عددا من أضرحة الأولياء والعارفين.

Ad

آثر الشيخ ناجي حياة الزهد والابتعاد عن الناس والبحث عن الصفاء والعزلة وفي أحضان جبل السلوا اختار خلوته منذ أكثر من 200 سنة ليتعبد فيها بعيداً عن العالمين والتفرغ للعبادة وكان شيخا للطريقة النقشبندية وتجمع حوله الكثير من المريدين وأصبحت خلوته مقصد الباحثين عن قضاء حوائجهم ويحكى أنه كان قاضي قضاة الأولياء بالكوفة.

المبنى مازال على حالته بالطين اللبن منذ بنائه قبل مئتي سنة، لم يشهد سوى إصلاحات طفيفة من أتباع الطريقة النقشبندية الصوفية الذين يجتمعون يوميا بعد صلاة العشاء لقراءة الأوراد، ويلاصق خلوة الشيخ ناجي خلوة تلميذه العارف بالله الطيب أحمد كما يلاصق مقام الشيخ ناجي مقام زوجته ومقام ابن شقيقته السيد يحيى.

يقول حفيده السيد ناجي محمد ناجي إن الشيخ أبوناجي يقام له مولد في شهر أكتوبر من كل عام ويستمر المولد سبع ليال ويبدأ الاحتفال بتلاوة القرآن والأوراد الخاصة بالطريقة النقشبندية وفي اليوم التالي للمولد يتم الاحتفال بالخيول والتابوت والأعلام حيث يركب شيخ الطريقة الحصان نهارا وسط جمع غفير من أتباع الطريقة ويستقبله الأهالي بالتهليل والنساء بالزغاريد.

 يشير الشريف حسين بشير ناجي (موظف على المعاش) إلى أن الشيخ أبوناجي كان قاضي قضاة الأولياء في "الكوفة"، وهو تلميذ الشريف إسماعيل مؤسس الطريقة النقشبندية وخرج من جبل السلوا جمع من الأولياء منهم الشيخ أحمد الليثي والشيخ موسى أبومعوض والشيخ تقادم وإخوته أولاد الشريف إسماعيل وهؤلاء لهم كرامات يتحاكى بها الناس.