الغانم: خطة وشيكة لزيادة المياه المعالجة لمزارع العبدلي والوفرة إلى 500 ألف م3 يومياً

ذكر لـ الجريدة• أن منسوب المياه في محطات الصرف بلغ 100% مع سقوط الأمطار

نشر في 14-11-2015
آخر تحديث 14-11-2015 | 00:01
كشف الوكيل المساعد لقطاع الهندسة الصحية في وزارة الأشغال العامة المهندس وليد الغانم عن سعي الوزارة إلى توفير 500 ألف متر مكعب من المياه المعالجة يوميا لمزارع العبدلي والوفرة، من خلال العديد من المشاريع التي يقيمها القطاع في الشبكات والمعالجة.
وقال الغانم، في حوار مع "الجريدة"، إن القطاع لديه مشاريع حيوية مستمرة، سواء في تطوير شبكة الصرف أو التوسع في المحطات، مؤكدا أن شبكة الصرف الصحي في البلاد من أفضل الشبكات عالميا، وفي ما يلي التفاصيل:
* بداية، كيف يتعامل القطاع الصحي مع موسم الأمطار؟

- مع أول أيام سقوط الأمطار، زادت الكميات التي وصلت إلى محطات الصرف الصحي على المعدل الطبيعي، وتم التعامل معها من قبل فرق الإشراف والتشغيل والصيانة، والكل كان على أهبة الاستعداد، والمحطات عملت على سعتها القصوى، وكانت تحت السيطرة.

الوصلات الخاصة

* ما علاقة الصرف الصحي بالأمطار؟

- هذه النقطة مهمة، لكون الوصلات الخاصة بتصريف الأمطار في البيوت مع الأسف يتم إيصالها بشبكات الصرف الصحي، ما يؤدي إلى زيادة منسوب مياه الصرف الصحي.

ونحن نريد أن نفرق بين مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، فالأخيرة لها مجاريها الخاصة، بخلاف مجاري الأولى، ومياه الصرف الصحي تنتقل من خلال محطات نقل إلى محطات معالجة، ومن ثم تتم معالجتها والاستفادة منها، أما الوصلات المخالفة فتضيف إلى مياه الصرف الصحي مياه الأمطار.

* كيف يمكن علاج هذه المشكلة؟

- الأمر يحتاج إلى توعية، وسنجدد حملات التوعية بالنسبة للمواطنين، فقد يكون المواطن يجهل مخالفة تلك الوصلات، ويتم إنشاؤها عن طريق المقاولين المنفذين، لكننا سنولي هذه القضية أهمية خاصة، ومدير إدارة البيئة في القطاع يأخذ هذا الأمر على محمل الجد لتوعية المواطنين بأهمية عدم إيصال هذه الوصلات المخالفة، وانعكاساتها على المجتمع والمناطق السكنية.

إحصائيات المياه

* هل توجد إحصائيات عن المياه التي وصلت إلى المحطات مع سقوط الأمطار؟

- هناك قراءات بالفعل، حيث وصلت كميات المياه التي دخلت المحطات إلى مناسيب قصوى، لكن طريقة التشغيل وتعامل الشباب معها عالج المسألة في وقتها.

وبينت تقاريرنا السابقة وصول منسوب المياه في محطات الصرف الصحي إلى 100 في المئة، بسبب الوصلات المخالفة في المنازل التي يتم إيصالها إلى مجارير تصريف المجاري، ورغم أنه لا يتم إيصال التيار الكهربائي إلى المنازل إلا بعد التأكد من أن المنزل لم يوصل وصلات تصريف الأمطار مع المجاري، لكن هناك مخالفات.

ولا نريد أن نلقي اللوم على أحد، لكننا في النهاية نريد أن نوعي المواطنين بأن هذه الوصلات ستسبب ضررا للمواطن نفسه، قبل أن يضر الآخرين، لأنه إذا "انسد الصرف الصحي" لدى المواطن فستكون هناك مياه ملوثة في المنزل، إضافة إلى التأثير على الشبكة.

نحن نريد أن نفرق بين شبكات صرف الأمطار وشبكات الصرف الصحي، فيجب أن نفصل بين الشبكتين حماية للبيئة والفرد، وهذا هو هدفنا الأخير الذي نسعى إلى الوصول إليه، ولا يوجد تقصير في هذا الأمر سواء في محطات الضخ أو في محطات المعالجة.

المناطق الجديدة

* هناك مناطق جديدة انفجرت فيها بعض بالوعات الصرف الصحي رغم أن الشبكة جديدة فما الأسباب؟

- المناطق الجديدة لديها مشكلتان، الأولى مشكلة الوصلات المخالفة التي تحدثنا عنها، والثانية أنها شبكة جديدة وقد تكون بها أخشاب وأوساخ بقيت خلال عملية الإنشاء، فهذه الشبكات رغم أنها جديدة وتم تنظيفها فقد يوجد بها بعض الأوساخ تؤدي إلى عدم تصريف المياه بشكل كامل.

هناك مجهود كبير يقوم به شباب الوزارة، ولدينا بعض المحطات الخاصة بتصريف مياه الأمطار ويعمل بها الشباب على مدار الساعة، فلدينا فزعة في وزارة الأشغال العامة بقيادة وكيل الوزارة المهندسة عواطف الغنيم لمتابعة سقوط الأمطار، وعدم تجمع المياه في الأماكن المختلفة وعلى الطرقات في المحافظات.

وقد يحدث تجمع الأمطار لبعض الوقت نتيجة كميات الأمطار الكبيرة التي تسقط، إلا أن شبكات الكويت سواء الخاصة بالصرف الصحي أو الخاصة بتصريف الأمطار على أحدث مستوى في العالم.

مشاريع التطوير

* ما الجديد في مشاريع تطوير شبكة الصرف الصحي في البلاد؟

- نحن نسير وفق مراحل عمل في ما يخص مشاريع تجديد الشبكة في الكويت، وتم إنجاز 15 مرحلة تشمل تجديد الشبكات، وإنشاء شبكات جديدة للمناطق، وهناك مشاريع توسعة في المحطات، وجار العمل على مشروع تجديد شبكة الرقة وهدية، وهذا المشروع سيعطي قيمة إضافية لمشاريع الصرف الصحي في المنطقة، بالإضافة إلى أن لدينا مناقصات في طور الترسية وتوقيع العقد، وتشمل مناطق صباح الناصر وغرناطة والأندلس، وتجديد شبكة العديد من المناطق التابعة للعاصمة مثل اليرموك والسرة وقرطبة، وهذه المشاريع تسير وفق مراحلها، وتحقق لنا هدفا رئيسيا هو تطوير وتحسين أداء شبكات الصرف الصحي.

* ماذا عن مشاكل المياه المعالجة إلى منطقة الوفرة والمعانة المستمرة من عدم وصولها إلى المزارعين؟

- هدف القطاع الرئيسي إيصال المياه المعالجة إلى المزارعين، والاستفادة من تلك المياه استفادة كاملة، ولدينا في خطتنا التطويرية القادمة إضافة خط مياه جديد سيزيد من كميات المعالجة إلى منطقة الوفرة، وسيكون هناك كميات كبيرة من مياه الري ستصل إلى تلك المناطق الزراعية، ونحن في طور توقيع العقد لمشروع الخطط الجديد.

وهناك توسعة في المحطة عند المستثمر، وهدفنا أن نرفع سعة المياه إلى 250 ألف متر مكعب في اليوم إلى الوفرة، ونفس الكمية إلى العبدلي، وهناك مشروع قادم كذلك خاص بتوسعة شبكة الوفرة "التوزيع"، بما يتناسب مع ازدياد عدد المزارع بشكل كبير، ولدينا مشروع قادم في الخطة لتوسعة شبكات التوزيع في تلك المناطق، وفي المستقبل القريب لن يشعر المزارع بانقطاع المياه عنه.   ونوجه نداء إلى المزارعين بعملية الترشيد، فالترشيد في كل شيء أمر مطلوب، الآن ما يجري في المزارع مع الأسف ري بالقنوات المفتوحة، والمزارع ليس بحاجة إلى هذا الهدر، فمن المفترض أن ينشئ المزارع نظاما للري من خلال خزانات، ويستخدم الري بالتنقيط، ويزرع ويستفيد ويجعل غيره يستفيد، فمياه الري بالغمر مهما وفرنا من مياه فسيكون في مقابل هذه الطرق الخاصة بالري كميات قليلة.

ولدينا تنسيق مع الهيئة العامة للزراعة، وسنوفر المياه المعالجة، وهي تعتبر مورداً استراتيجياً للمياه، لكوننا لا يوجد لدينا مياه أمطار أو أنهار، ولذلك نؤكد للمزارعين أننا معهم قلباً وقالباً، لكن لابد من الترشيد فهو أمر مطلوب، فهذه المسألة تحتاج إلى التوعية، ونحن داعمون لهم، ونمد يد التعاون مع كل الجهات سواء الكهرباء أو البيئة، والبلدية، وهناك خطة استراتيجية سيتم من خلالها تطوير وتحسين إيصال المياه إلى المزارع في المستقبل القريب، وبعد انتهاء الخط الجديد لإيصال المياه سيكون هناك نقلة نوعية في مسألة إيصال المياه إلى تلك المزارع.

مشاريع التوسعة في المحطات

* ماذا عن المشاريع الخاصة بالتوسعة داخل محطات المعالجة؟

- لدينا مشروع خاص بالتوسعة في محطة الصليبية، وهو مشروع قائم، وسيزيد من المياه الرباعية المستخدمة في المزارع، والأمر لا يقتصر على الصليبية فقط، فمحطاتنا جميعها بها خطط توسعة بناء على المخطط الهيكلي للقطاع، ولدينا برنامج توسعة في محطة كبد وهو في طور الدراسة، ومحطة أم الهيمان سيكون بها مشروع كبير "BOT"، وهو كذلك في طور الدراسة والطرح، وهناك تنسيق مع هيئة الشراكة ليتم طرح المشروع.

ومن الطبيعي أن يتم تطوير المحطات، وكل 5 سنوات تتم إعادة النظر في وضع المحطات ووضع الشبكة، ووفق التوسعات السكانية والعمرانية يتم التوسع في مشاريعنا سواء الخاصة بتوسيع الشبكة، أو الخاصة بالمحطات، إضافة إلى إيصال المياه المعالجة، وهناك تنسيق كامل مع البلدية والإسكان في هذا الأمر، ولدينا حاليا تنسيق كامل معهم في ما يخص مدينة المطلاع بحيث تتوافر كل الخدمات للمواطن قبل أن يسكن إلى المدينة.

فنحن جهة تقوم بإنشاء البنية التحتية، وهذا هو واجبنا، وسنؤديه بالتنسيق مع هذه الجهات، ونعمل وفق خطة، ومخطط هيكلي نعمل من خلاله إلى 30 عاما مستقبلا، وهذه الخطة من ضمنها مشاريع التوسعة والتجديد ومشاريع الإنشاء، بالإضافة إلى مشاريع الدعم الخاصة بالإسكان، فندعمهم في مشاريع المعالجة، بالإضافة إلى مشاريع الضخ، وهي مشاريع دعم إلى الجهات الأخرى، وهذه المشاريع ستنقل مشاريع البنية التحتية إلى مستوى يتماشى مع النمو الإسكاني في البلاد.

* هل هناك رسالة تحب توجيهها للمواطنين من خلال هذا اللقاء؟

- نؤكد أن دورنا خدمة الوطن والمواطنين في توفير شبكات صرف صحي تعمل على نقل مياه الصرف ومعالجتها، ونريد أن نزيد من توعية الناس في ما يخص إيصال وصلات مياه الأمطار بشبكة الصرف الصحي، وما تسببه من أضرار، ودائما ندعوهم جميعاً إلى المحافظة على الشبكة لكي تعمل بشكل جيد، ولا تحدث مشكلة أثناء بعض الظواهر الطبيعية، ونحن والوزارة لن نقصر فيه، فهذه بلدنا وسنخدمه بكل ما لدينا من قوة، والأمور في تطور مستمر، ودورنا أن نقيم الأداء إلى أن نصل إلى الهدف الذي نطمح إليه.

مواصلة تنظيف مجاري تصريف الأمطار

ناشدت وزارة الأشغال العامة المواطنين والمقيمين المحافظة على مجاري تصريف مياه الأمطار وعدم استغلال فتحاتها في إلقاء القمامة فيها؛ مما يترتب عليه إغلاق فتحات التصريف عند هطول الأمطار.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" إن الوزارة تواصل حالياً أعمال تنظيف المجاري في كل المحافظات، والتأكد من خلوها من الأوساخ العالقة بها لسهولة تصريف مياه الأمطار عند هطولها.

وأضافت أن فرق الطوارئ التابعة للوزارة موجودة في مواقعها تحسباً لأي طارئ قد يقع مع استقبال كل شكاوى المواطنين الخاصة بتجمع المياه على الطرقات أو في المناطق المختلفة.

إنجاز 93% من مبنى المحفوظات القضائية

شارفت وزارة الأشغال العامة على إنجاز مشروع مبنى إيداع محفوظات الملفات القضائية؛ بإنجازها نحو 93 في المئة من أعمال المشروع.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" إن المشروع يشمل مباني بمكاتبها ومخازنها ومواقف السيارات ويتوزع على مساحة نحو 10 آلاف متر مربع في منطقة العارضية الصناعية.

وأضافت المصادر أن المشروع أحد المشاريع المهمة التي تشرف عليها وزارة الأشغال العامة وتتبع وزارة العدل وسوف يساهم في النهوض بمباني السلطة القضائية.

اقتباس نظام المدن الذكية في كوريا الجنوبية  

أكد الغانم أن رحلته مع فريق من وزارة الأشغال العامة، برئاسة وكيل الوزارة المهندسة عواطف الغنيم إلى كوريا، كانت وفق الاجتماع الخامس لمذكرة التفاهم بين دولة الكويت وجمهورية كوريا الجنوبية.

وأضاف: تم خلال اللقاء مناقشة العديد من البنود أهمها كان في مجال المشاريع الخاصة بالطرق، ومشاريع شبكات الصرف الصحي، وتخلل الزيارة جولة للمشاريع القائمة في كوريا.

وتابع: تعرفنا على التكنولوجيا التي يستخدمونها في إدارة مشاريعهم، وهي متقدمة في الإدارة وفي التعامل مع محطات العمل، لافتا إلى انه من أهم الإدارات التي لاحظناها إدارة الطرق والمرور، واستخدام "النظام الذكي" في إدارة وسائل النقل، وأيضا إدارة المحطات الخاصة بشبكات الصرف الصحي.

وأوضح أن الكوريين لديهم نظام راق في إدارة المحطات، علما بأن مراحلنا في محطات المعالجة تفوق عدد مراحل الكوريين، لكونهم يحولون المياه إلى النهر، ونحن نضيف مراحل معالجة حتى تتم الاستفادة منها في الزراعة والمشاريع الاستراتيجية.

وقال: "نسعى إلى الاستفادة من هذه الجولة من خلال  التعاون المتبادل بين الدولتين، والاستفادة من الخبرة الكورية في مجالات الصرف الصحي، والتعامل مع المخلفات التي تنتج من هذه المعالجة، مثل الحمأة والمياه الملوثة"، لافتا إلى أن الوفد شاهد قدرة الشركات الكورية المشتركة ما بين القطاعين الحكومي والقطاع في إقامة المشاريع الكبرى، وكيف تدير المرافق والمحطات الموجودة، ونحن مستمرون في هذا التعاون بين الكويت وكوريا.

وأضاف: اللافت للنظر خلال تلك الزيارة "المدن الذكية الكورية"، ومرافق تلك المدن التي بنيت على أحدث التقنيات، وسننقل هذه الخبرات إلى الكويت، مشيرا إلى أن الكويت لديها خطط موضوعة لإنشاء مدن ذكية في المستقبل القريب، مثل مدينة الحرير، وفي نطاق القطاع الصحي سنستفيد من تبادل الخبرات مع الكوريين، وفي التدريب، وإدارة المرافق، والتقنيات الحديثة الموجودة لديهم في معالجة مياه الصرف الصحي ونقلها.

back to top