- هي دي أخرتها يا سيد؟ يتحجز على السيرك الليعملناه بعرقنا ودمنا.

Ad

= آخرة إيه وأول إيه.... وبعدين ماكنش عرقك ولا دمك لوحدك... كنت أنا قبلكم كلكم.

- تقوم تضيعه بالسهولة دي... يهون عليك.

= أنت شوفتيهم خلاص باعوا السيرك... دا حجز عادي وأنا كلها يومين وهايجيلي فلوس... أفك الرهنية ويرجع كل شيء لأصله.

- منين؟ هايجيلك فلوس منين؟

= هاتيجي من مطرح ما تيجي... أنت مالك... أنت مش لك أني أفك الرهنية وخلاص.

- لا سيد... دي النهاية اللي أنت اخترتها لك ولنا.

كانت جميلة على استعداد للعيش مع بناتها، رغم المتاعب والشقاء، ورغم ما عانته وتعانيه من تقلب مزاج زوجها، وإصراره على لعب الورق، بل اللعب بمستقبل أولاده، خصوصاً البنات، وفوق ذلك كله، القبول بأن تكون الزوجة الأولى المظلومة، التي ترضى بالقليل من الحقوق، هي وبناتها. إلا أنها لم تكن على استعداد للانتظار حتى تشريدها هي وبناتها والإلقاء بهن في «الشوارع» بعد الحجز على السيرك بكل معداته وما يعينهن على الحياة، فكان لا بد من أن تتخذ القرار الأصعب في حياتها، عليها وعلى بناتها.

الهروب الكبير

قررت جميلة أن تهرب وبناتها من الفضائح، حتى لا تنتظر أن يخرجن من السيرك مطرودات، بعدما يتسلمه المالك الجديد، الذي وقَّع الحجز عليه فعلاً، فاتفقت معهن على أن يتركن طنطا والسفر إلى القاهرة، للبحث عن «لقمة العيش» لأجل استمرار الحياة، حتى لو لم يكن ذلك بترتيب مسبق.

خرجت جميلة وبناتها الأربع من طنطا فجراً، من دون أن يخبرن سيد عاكف، ليركبن «الوابور»، قطار السكك الحديد، المتجه إلى القاهرة، لا يعلمن إلى أين سيذهبن في القاهرة؟ أو من سيلجأن إليه من أجل العيش، أو الاحتماء به؟   

لم تكن القاهرة مدينة غريبة على جميلة وبناتها، فالأم ولدت  في حي «باب الخلق» وعاشت فيه طفولتها، كذلك بناتها الأربع، سبق وتعرفن إليها، بل وعلى الكثير من مدن وقرى مصر، بسبب كثرة الترحال بالسيرك، من مدينة إلى أخرى، وكثيراً ما سمعت جميلة عن «شارع محمد علي» أو «شارع الفن» كما يطلق عليه أهل مصر، فقررت أن يكون وجهتهن.

استقلت جميلة وبناتها الأربع، القطار المتجه إلى القاهرة فجراً، حيث هبطن إلى «ميدان المحطة» في الساعات الأولى من نهار يوم الاثنين في السادس والعشرين من مارس عام 1944، فيما كانت القاهرة آخذة في التقاط أنفاسها، بعد أن أنهكتها الحرب العالمية الثانية، طيلة الأعوام الأربعة الماضية.

شارع محمد علي

كانت جميلة دليل بناتها، كأنها ترافق فوجاً سياحياً، تشرح كل ما تقع عليه أعينهن. لم تسأل أياً من المارة، كحال كل من يهبط القاهرة قادماً من إحدى مدن الوجهين البحري والقبلي، فلم تتردد لحظة في أن يركبن «الترام» المتجه إلى حي «باب الخلق» مسقط رأسها، والذي سمي بهذا الاسم لأنه شهد في عصر المماليك أشهر دار لبيع الرقيق، أي بيع «الخلق» وكان يطلق على تجار العبيد البيض «الياسرجية». أما تجار السود فيطلق عليهم «الجلابين» ليكتسب الحي اسمه من هذه التجارة التي انتهت في عهد الخديو إسماعيل، بعدما شق شارع محمد علي الذي يصل بين القلعة وقصر الحكم الجديد «عابدين».

كانت جميلة والبنات الأربع يعرفن أنهن ذاهبات إلى شارع محمد علي، لكنها لم تسأل نفسها، كما لم يخطر على بال أي من بناتها، ولو حتى سؤال من أسئلة كثيرة راحت أصغرهن نعيمة تمطر بها والدتها:

* هو إحنا رايحين شارع محمد علي عند مين؟

= إيه.... والله يا بنتي ما أنا عارفة.

* أيوا يعني ها نعمل هناك إيه؟ هو إحنا لينا حد هناك؟

= لينا ربنا.

* أيوا يا ماما.... يعني إحنا هانشتغل في سيرك هناك؟

= شارع محمد علي مافهوش سيرك.

* أمال هانشتغل إيه؟

= مش عارفة.... مش عارفة يا نعيمة.... اسكتي بقى وارحميني من أسئلتك شوية.

تقدمت جميلة بخطوات بطيئة نحو شارع محمد علي، وكانت تتبعها بناتها، وعلى وجوههن قلق وتوتر من المصير المجهول الذي ينتظرهن، وفي الوقت نفسه كان يأخذهن الإعجاب والدهشة من هذا العالم الساحر الجديد عليهن. يمشين يتلفتن حولهن، يميناً ويساراً، يشاهدن عازفين يقفون أمام محلاتهم يعزفون على آلاتهم الموسيقية، ومطربون هنا وهناك، فاترينات تعرض الكثير من الآلات الموسيقية، متعهدون يجلسون على المقاهي يتفقون على إحياء أفراح وحفلات، وفي مكان لا تغفله العين، وقف أعضاء فرقة «حسب الله» بزيهم المميز، يمسكون بآلاتهم الموسيقية، ويعزفون، فيما عدد كبير من المارة، وقفوا يتابعون عزفهم في إعجاب، يعلنون للجميع: هنا شارع محمد علي».  

بدأت شهرة شارع محمد علي، كشارع للفن والفنانين، بعدما أقام فيه «الشاويش محمد حسب الله» محلاً لفرقته الموسيقية، فبعدما أحيل إلى التقاعد حيث كان ضمن «السواري» أو «سلاح الخيالة» الذين يخرجون في استعراض وهم يحملون الأعلام، أمام الخديو عباس حلمي الأول، فيما تعزف أمامهم فرقة الموسيقى العسكرية، يتقدمهم «الشاويش محمد حسب الله» عازفاً على آلة «الكلارنيت» لتكون ضمن التشريفة التي تتقدم الخديو عباس حلمي الأول، الذي تم اغتياله عام 1854، فأحيل بعده الشاويش حسب الله إلى التقاعد. غير أنه لم يستطع أن يستغنى عن آلته الموسيقية أو العزف عليها، فقرر إنشاء فرقة موسيقية من بعض العازفين الذين خرجوا معه إلى التقاعد، ممن يعزفون على الآلات النحاسية، وطعمها ببعض العازفين الشباب، ليصل عدد أفراد الفرقة إلى أحد عشر عازفاً، يعزفون على آلات النفخ والآلات النحاسية. وبعدما افتتح الخديو إسماعيل شارع محمد علي عام 1872، اختار الشاويش حسب الله أن يكون مقراً لفرقته الموسيقية، لقربه من الأوبرا الخديوية التي أنشأها الخديو إسماعيل أيضاً، فضلاً عن أنه على مقربة من منطقة الأزبكية التي ضمت المسارح الفنية ومقاهي وكازينوهات أهل الفن والمغنى. وعلى بعد خطوات من {شارع عماد الدين} الشهير بدور السينما والمسارح والملاهي الليلية.

مثلما ذاعت شهرة الفرقة بسرعة البرق، وذاع صيتها بين الفرق الموسيقية في مصر، انتشر بالسرعة نفسها عدد كبير من المحلات التي تضم فرقاً موسيقية أخرى إلى جانب فرقة حسب الله، وكان لا بد من أن يقام إلى جوارها محلات تقوم على خدمة هذه الفرقة، من بيع الآلات الموسيقية، على جميع مستوياتها، سواء النحاسيات، أو الآلات الإيقاعية مثل {النقرزان، السنطور، الفيولا، الباندير} فضلا عن الآلات الأخرى مثل {الصاجات والمزمار البلدي والأرغول والناي والأكرديون والإكسلفون والبزق والعود}. وإلى جانب هذه المحال، أنشئت المقاهي ليجلس عليها {أهل المغنى والطرب} لالتقاط الأنفاس، والتعاقد على الأفراح والحفلات، ليأخذ الشارع شهرة واسعة، كأحد أشهر شوارع الفن في مصر. حتى إنه شهد أول نواة لتأسيس معهد الموسيقى العربية حيث بدأت فكرة المعهد عام 1913 حينما كان يتردد على منزل مصطفى بك رضا جماعة من هواة الموسيقى الشرقية لتبادل المعلومات الفنية ليقرروا إنشاء ناد للموسيقى الشرقية، فقام باستئجار دار صغيرة في شارع محمد علي. وفي العام  1914عقدت فيه أول جمعية عمومية لأعضائه وتم انتخاب أول مجلس إدارة، ورغم انتقاله إلى مكان آخر في العام التالي، فإن محلات بيع الآلات الموسيقية، ومحلات ومقاهي الفنانين والمطربين والراقصات، زادت في الشارع، حتى استحق أن يطلق عليه {شارع الفن} بحق.

راحت جميلة هي وبناتها يسرن ببطء في الشارع، يتفقدن المحلات والمقاهي، وهن في حالة من الدهشة والانبهار مما يشاهدن، وزاد من دهشتهن ما يسمعنه كلما مررن بمحل أو مقهى:

= أهلا أهلا بالهوانم... فرح إن شاء الله.

- كله موجود... غوازي... آلاتية... وكمان مطربين دقة زمان مافيش كدا.

- اتفضلوا أهلا وسهلا... أفراح حفلات طهور... كله موجود.

واصلت جميلة والبنات الأربع سيرهن، حتى وقعت أعينهن على مقهى يبدو أنه عتيق في زاوية غير متسعة من شارع محمد علي، بالقرب من منطقة باب الخلق، له بابان من الخشب لا يبدو أنهما ينغلقان نهاراً أو ليلاً. يطل الأول على شارع محمد علي مباشرة، والثاني مفتوح على ناصية شارع جانبي، يحمل الأول لافتة مكتوباً عليها «مقهى حلاوتهم» يراها السائرون بوضوح بفضل «كلوبات الكيروسين» المتراصة على جدرانه التي يزينها بعض الصور، أهمها صورة كبيرة لملك البلاد «فاروق الأول» خلف مكتب «المعلمة حلاوتهم» صاحبة المقهى، وفي مواجهتها صورة أكبر لصاحبة المقهى بملابس عملها السابق كراقصة، قبل أن يمتلئ قوامها وتعتزل الرقص، وتصبح صاحبة فرقة من «الآلاتية» والعوالم، وفي الوقت نفسه صاحبة مقهى. وقبيل مغيب الشمس، يقصده أعضاء الفرقة من العوالم والموسيقيين، للاتفاق معها على «الشغل» الجديد، وعلى تجريب آلاتهم الموسيقية قبل الانصراف إلى «فرح» أو حفلة، في حين يبقى من بينهم مطرب وخمسة عازفون، أحدهم يعزف على آلة القانون، وثاني على العود، وثالث على «الطبلة»، ورابع على «الرق»، والخامس على  الأوكرديون»، فيغني المطرب لرواد المقهى، فيما تقدم راقصة «وصلة من الرقص الشرقي» وفي زاوية ضيقة في الداخل توجد «نصبة الشاي»، خلفها يقف رجل خمسيني يتولى إعداد المشاريب لرواد المقهى.

المحطة الأولى

كانت الأم وبناتها قد أرهقهن السير طوال اليوم، فقررن دون اتفاق، الجلوس داخل مقهى «حلاوتهم» بعدما ابتعن عدداً من «السندويتشات» لإسكات «عصافير بطونهن»، فاخترن طاولة في نهاية المقهى من الداخل، بحيث لا يلاحظ أي من رواده جلوسهن وهن يتناولن طعامهن، وإن لم يلحظن أن صاحبة المقهى «المعلمة حلاوتهم» ترمق دخولهن وجلوسهن وهن يلتهمن طعامهن بنهم شديد من شدة الجوع، وقبل أن ينتهين من طعامهن طلبن من عامل المقهى «أبريق من الشاي»، رحن يبتلعنه ساخناً.

لم تمض دقائق على وجودهن في المقهى، حتى دخل رجل في كامل هيئته، «بالبدلة والطربوش، وفي إحدى يديه منشة يهش بها الذباب» وخلفه مجموعة من الموسيقيين، يمسك كل منهم بآلته الموسيقية، وسرعان ما اتخذوا موقعهم في مكان مميز في صدر المقهى، جلسوا جميعاً، يتقدمهم الرجل ذو «المنشة»، وسرعان ما بدأت الفرقة في العزف، فيما راح المطرب «الأستاذ فرحات المتصيت» كما ناداه الحضور، الذين راحوا يهتفون باسمه، فيما هو يشير لهم بيده، مردداً عليهم كلمات التحية، التي كانت هي نفسها مطلع أغنية «الست نعيمة المصرية» التي سيغنيها:  

يا مية مسا

يا مية مسا يا مية مسا

على العيون الكويسة

الحلو ده ليه بيتعاجب

والعين بتغمز بالحاجب

شغل العيون منه واجب

والورد على خده اتنشا

يا مية مسا

شغلت بالي يا مدلع

وأنا بحبك متولع

أطلب وصالك تتمنع

ما تقول لي إيه بعد الخشا

يا مية مسا.... يا مية مسا

يا حلو قول لي إيه قصدك

ارمي لي نظرة من فضلك

والله إن جافتني أنت وأصلك

ده الحر طبعه الفرفشة

يا مية مسا.... يا مية مسا

يا حلو قول لي زعلان ليه

وفي المحبة تطلب إيه

بالوصل ده مش راضي ليه

تخلي روحي منعنشة

يا مية مسا

طوال غناء الأستاذ فرحات، لم يستقر جسد الصغيرة نعيمة على المقعد، وما إن أنهت طعامها حتى قامت من مقعدها، وراحت تتراقص على أنغام موسيقى أغنية «يا مية مسا»، وراحت والدتها وشقيقاتها يصفقن لها، وكلما برعت في إتقان الرقص على الأغنية، زاد تصفيق الحضور، فيما تجلس «المعلمة حلاوتهم» خلف مكتبها في أحد أركان المقهى، تراقب نعيمة بإعجاب شديد، ودهشة من أمر هذه الفتاة ومما يبدو على شقيقاتها ووالدتهن. غير أن ما زاد من إعجابها ودهشتها، اكتظاظ المقهى بالرواد، فرغم أن «الأستاذ فرحات» يقدم وصلاته الغنائية كل يوم في مثل هذا الموعد، وربما امتد جلوسه حتى الساعات الأولى من صباح كل يوم، فإن عدد رواد المقهى لم يصل إلى نصف هذا العدد.

خلال الدقائق التي رقصت فيها على أنغام «يا مية مسا» كانت حلاوتهم قد حسمت أمرها في ما يخص نعيمة وشقيقاتها ووالدتهم، فما إن انتهت الأغنية وعادت نعيمة إلى جوار شقيقاتها، حتى تركت «حلاوتهم» النرجيلة التي كانت تدخنها، وانتقلت إلى حيث يجلسن:

- يا مية مسا.... يا مية لطافة يا أهلا وسهلا.

= أهلا بيك يا معلمة. معلش ماتآخذيناش يعني لو كانت نعيمة....

- يا صلاة النبي يا صلاة النبي... هي السنيورة اسمها نعيمة.

= أيوا.

- القمرات دول.

= دول أخوتها سيدة وفاطمة ونبوية، وأنا أمهم.

- يا مية لطافة يا مية لطافة. لكن الأشكال الأفرنجي دي أول مرة أشوفها هنا. شكلكم غرب مش من هنا.

= أيوا.... إحنا من طنطا.

- شيء لله يا سيد يا بدوي.... ونازلين فين؟

= والله يا معلمة دا أول يوم لنا في مصر. ولسه مالناش مكان. قلنا ناكل لقمة الأول بعدين نقوم نشوف لوكاندة نبات فيها لحد....

- لوكاندة. ودى تيجي يا خبر.... مش عيب برضه أنتوا شكلكم ولاد ناس. أنتوا ضيوفي الليلة.... وبكره إن شاء الله يحلها الحلال.

شارع محمد علي

تتصف مدينة القاهرة على مدى تاريخها بضيق طرقها وتعرجها بسبب كثرة سكانها وصغر مساحتها. حتى إنه كان لا يعرف مسالكها إلا سكانها. وكان حكام مصر منذ عصر الدولة الأيوبية يتخذون من «قلعة صلاح الدين الأيوبي» مقراً رسمياً لحكم مصر. وعندما تولى «محمد علي» حكم مصر، بني فيها مسجداً كبيراً، واتخذ منها أيضاً مقراً للحكم. غير أن الطريق الذي يربط القلعة بأنحاء مصر، بل والعالم الخارجي، كان أحد طريقين، كلاهما أسوأ من الآخر، بسبب ضيقهما وكثرة تعرجهما.

وعندما تولى الخديو إسماعيل الحكم، عزم على ترك القلعة، وشرع في بناء «قصر» في وسط القاهرة، أطلق عليه اسم من قام ببنائه «عابدين». إلا أنه بسبب معاناته في الوصول من القصر إلى القلعة، أمر بشق طريق حديث يربط حي «القلعة» بحي «العتبة الخضراء» الذي يفضي إلى منطقة «باب الحديد»، التي شيدت بها «محطة قطارات سكك حديد مصر»، التي تستقبل الوافدين من محافظات ومدن وقرى مصر، من الوجهين البحري والقبلي، ليكون «شارع محمد علي».

ولما كان هذا الطريق الجديد يخترق مدينة القاهرة، فقد هُدِمت بيوت كثيرة اعترضت مساره. أما من ناحية العتبة الخضراء، فقد كان يوجد في مكان هذا الشارع {جبانة} اسمها {ترب المناصرة}، تم جمع عظامها ودفنت في حفرة كبيرة، وبني فوقها فيما بعد {مسجد العظام} بأول شارع عبد العزيز المجاور له.

أحضر الخديو إسماعيل المهندس الفرنسي {هوسمان} الذي خطط شارع {ريفولي} في باريس، ليخطط مثيله في مصر، والذي بدأ شق الشارع الجديد في 1870، بطول اثنين ونصف كيلو متر، وبعرض 20 متراً. سمى  الشارع منذ فُتح باسم شارع {محمد على}، وكانت شروط البناء في الشارع هي إنشاء بواكي (أو عقود) على جانبيه، كي يسير فيها المشاة، وقاية لهم من شمس الصيف وأمطار الشتاء، وتابع ذلك بشق شارع {كلوت بك} وافتتاح دار الأوبرا المصرية عام 1875، ثم أنشأ {السكة الحديد} وخطوط {الترام} لربط الشارع بأحياء العتبة والعباسية وشبرا، فأصبح خط {الترام} يتوسط الشارع ليمر بمنطقة باب الخلق، ومنها إلى العتبة الخضراء، ليصل إلى منطقة {باب الحديد} حيث محطة سكك حديد مصر، ملتقى قطارات الوجهين البحري والقبلي.

البقية في الحلقة المقبلة