«فتح» تتهم «حماس» بالانقلاب على خلفية «اتفاق بلير»
ينص على فك الحصار وحرية التنقل مقابل وقف الأنفاق والصواريخ
تكشفت في إسرائيل أمس تفاصيل بنود اتفاق توصلت إليه حكومة بنيامين نتنياهو مع حركة "حماس" في الساعات الماضية برعاية ممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير، يتضمن بنوداً أبرزها موافقة إسرائيل على إنشاء منفذ بحري تحت مراقبتها لتسهيل حركة أبناء القطاع، ورفع الحصار كلياً عن غزة، والسماح لآلاف العمال بالتنقل بينها وبين إسرائيل، مقابل توقف "حماس" عن حفر الأنفاق وإطلاق الصواريخ، وقبول تهدئة بين الجانبين تمتد 8 سنوات على الأقل.ونقلت صحيفة "الرسالة"، الموالية لـ"حماس"، عن مستشار رئيس الوزراء التركي ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي، قوله إن غزة تتجه نحو اتفاق شامل في قضية رفع الحصار وفتح المعابر والتوصل لاتفاق تهدئة مع الاحتلال، موضحاً أن الجهود الأخيرة في مباحثات التهدئة مع إسرائيل جرت خلال زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لأنقرة.
ونفى رئيس الحكومة المقال إسماعيل هنية أمس عزم غزة الانفصال وإقامة دولة مستقلة على أراضي القطاع، مشدداً على أن استراتيجية حركته تتمحور في تحرير كل فلسطين وإقامة الدولة عليها وعاصمتها القدس الشريف.ورأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الخاسرين الأساسيين من الاتفاق هما الرئيس محمود عباس وقيادة حركة "فتح"، معتبرة أن "تطويراً اقتصادياً للقطاع تحت قيادة حماس يعني الانفصال عن السلطة الفلسطينية". وأكد المتحدث باسم "فتح" أحمد عساف، أن اتفاق "حماس- بلير" خروج عن الإجماع الوطني والشرعية وتكريس للانقسام وفصل غزة عن بقية أراضي الدولة الفلسطينية، ويحقق الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي بقتل إقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، مشيراً إلى أن "حماس" تريد نيل الاعتراف الإسرائيلي بها على حساب المشروع الوطني.وقال القيادي الفتحاوي أسامة القواسمي، إن "حماس انقلبت على الشرعية بحجة المقاومة"، مذكراً برفضها دعوات القيادة للتهدئة وفتح معبر رفح وفقاً لاتفاق دولي موقع برعاية أوروبية، واتهمت حينها "الكل الوطني" بالخيانة والتفريط، واعتبرت تلك الدعوات استسلاماً وخذلاناً، لكنها اليوم وبعد ثلاث حروب مدمرة، تقبل بتهدئة طويلة الأمد وإيقافاً لأشكال المقاومة والتسلح فوق الأرض وتحتها، وكل ذلك مقابل ميناء ذليل بسيطرة إسرائيلية.بدورها، حذرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" من استغلال إسرائيل و"أطراف معادية" صعوبات وضع لتدفيع الشعب ثمن سياسي مقابل تخفيف الحصار.ووسط أنباء عن اعتزام وفد رفيع المستوى من قادة "حماس" التوجه إلى القاهرة لبحث تحسين العلاقات مع المخابرات، يلتقي قيادات الحركة في الخارج لعقد جلسة مكتب سياسي كاملة للتباحث في كافة القضايا، خصوصاً الهدنة مع إسرائيل.وفي حين حمّل هنية، خلال حفل تخريج مخيمات "من للقدس إلا أنت"، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير محمد علان المضرب عن الطعام منذ حوالي الشهرين، قتل شاب فلسطيني أمس برصاص قوات إسرائيلية إدعت أنه حاول طعن شرطي من حرس الحدود، في ثالث حادث من نوعه في ثلاثة أيام في الضفة الغربية المحتلة.