البرامج الساخرة في مواسمها الجديدة... تطاردها الانتقادات

نشر في 03-11-2015
آخر تحديث 03-11-2015 | 00:01
تواجه المواسم الجديدة من البرامج الساخرة انتقادات حادة، ودعاوى لإيقاف عرض بعضها ومحاكمة صناعه، بحجة استخدام ألفاظ إيحائية تخدش الحياء العام، وغيرها من الاتهامات.
أول هذه البرامج {أبلة فاهيتا - لايف من الدوبلكس} (يعرض على قناة cbc)، ويتضمن فقرات جديدة تقدمها دمية {أبلة فاهيتا}، بالإضافة إلى إتاحة مساحة أكبر لشخصيتي {كركورة وبودي}، ابني فاهيتا.

 في الموسم الأول استضافت {أبلة فاهيتا}، مجموعة من النجوم هم: رجاء الجداوي، إدوارد، بوسي شلبي، نيللي كريم، أحمد فهمي وأمينة،  ودخل البرنامج في مشادة بسبب حلقته الأولى التي هاجم فيها نادي الزمالك.

{فاهيتا}، دمية مصنوعة من القماش والقطن كانت بدايتها عبر موقع {يوتيوب} في عام 2010، وسرعان ما شغلت الرأي العام بعد تغريدات  ظهرت تحت هذا المسمى على {تويتر}، واعتبر البعض أن  ثمة من اتخذ هذا الاسم على مواقع التواصل كي يرسل شفرات كودية لجهات داخلية وخارجية، ووصل الأمر إلى المقاضاة والمحاكمات بعد إعلانها الشهير لإحدى شركات المحمول.

منذ انطلاق فكرتها الأولى وحتى بدء عرض الموسم الجديد، تطارد الأزمات {فاهيتا}، آخرها  دعوى قضائية تقدم بها أحد المحامين المصريين، طالب فيها بوقف عرض البرنامج لمخالفته القيم والأخلاق، ولتضمنه إيحاءات جنسية  ضد تقاليد المجتمع.

  أشار المحامي في دعواه إلى أن {البرنامج تقدمه دمية صناعية تتبارى وتتباهى في التحدث بإسفاف وبألفاظ تخالف القيم والأخلاق وبإيحاءات جنسية فجة، وتتطاول، بطريقة لا أخلاقية، على شخصيات لها اسمها وتاريخها، بجرأة ووقاحة}، أضاف: {كل ما يعرض من خلال الحلقات يخالف تقاليد المجتمع}،  مختتماً دعواه بطلب وقف عرض البرنامج.

الفرنجة

بعد توقف فترة عقب انتهاء الموسم الأول،  عاد «الفرنجة» (يقدمه الثلاثي السينمائي الشهير شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمي على قناة «النهار» الفضائية) في حلقات جديدة، صُوّرت في المجر ودول أوروبية من بينها: إسبانيا، ألمانيا، هولندا وإيطاليا، وتظهر الفرق بين حياة المواطنين هناك وحياة المصريين وسلوكياتهم داخل وطنهم، ما يجعلهم في عداد العالم الثالث. في نهاية الحلقة يستضيف الثلاثي  مواطناً مصرياً أو عربياً نجح في أحد هذه البلدان ليقدم نموذجاً جيداً  لمشاهديه يحتذى به.

أسعد الله مساءكم

في «أسعد الله مساءكم» (يعرض على قناة «إم بي سي مصر»  في حلقات أسبوعية)، ينتقد مقدمه  الإعلامي أكرم حسني الشهير بـ «أبو حفيظة» كل ما يدور في الشارع المصري والعربي بطريقة ساخرة، فضلا استضافته في نهاية كل حلقة فناناً أو مذيعاً، ومحاورته من خلال شخصية أبو حفيظة، مع تقديم أغنية شهيرة يحرّفها على طريقته ينتقد فيها سلوكيات خاطئة للمواطنين.

استخفاف وتجاوزات

يؤكد الخبير الإعلامي الدكتور محمود علم الدين أن ثمة برامج كوميدية باهتة ولا تحمل أي مضمون ساخر،  بل تستخفّ بعقول المشاهدين مع وجود ألفاظ خارجة عن حدود الأدب، ويظن البعض أنها تمتلك مساحة حرية كافية، مشيراً إلى أن إعداد البرامج الكوميدية وتقديمها يحتاج مجهوداً وموهبة كوميدية حقيقية.

يضيف أن البرامج الساخرة ترتبط بلحظة تاريخية تكون مساحة السخرية موجودة فيها، وتسمح للمبدعين بالعمل، لكن عندما يدخل البرنامج في مناطق شائكة ويهاجم شخصية شعبية يحبها المواطنون، ينبذه الجمهور ويرفضه، ما يدفع البرامج في غالبيتها  إلى السخرية من المواطنين ومن قضايا اجتماعية عامة وعادات خاطئة، من دون التركيز على شخصية بعينها مثلما كان يحدث في السابق مع بعض البرامج الساخرة الشهيرة.

بدوره يوضح الخبير الإعلامي الدكتور حسن علي، رئيس «جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء»: «ثمة تجاوزات تحدث في بعض هذه  البرامج لا يمكن قبولها، وتتخللها ألفاظ مسيئة لا يجوز  أن يسمعها أطفالنا»، موضحاً أن الفضائيات تهرب إلى هذه النوعية من البرامج لتبتعد عن السياسة ومشاكلها مع الحكومة والأنظمة الحاكمة.

يضيف: «أصبح الجمهور يفضل هذه النوعية من البرامج بسبب الكوميديا التي توفرها لهم، بغض النظر عن المضمون الإعلامي الذي تقدمه، وباتت صناعة تهدف إلى الربح وتجد قدراً من الاهتمام والمشاهدة والمتابعة من الجمهور المتلقي، لذلك تلجأ إليها القنوات الفضائية في غالبيتها}.

تجنب السياسة

يؤكد الإعلامي أكرم حسني الشهير بأبو حفيظة، أنه يتعمد ألا يتطرق كثيراً إلى السياسة في برامجه، لأن الناس تشبعوا منها ولا يرغب أحد في مشاهدة برنامج سياسي كامل،  مشيراً إلى أنه يهتم بمناقشة قضايا اجتماعية بشكل ساخر، على غرار أزمة المواصلات ولقمة العيش والتعليم، لافتاً إلى أنه  كوّن شخصية أبو حفيظة في مخيلته بعدما جمع أكثر من شخصية في ذاكرته، وساعده في ذلك أنه ضابط شرطة سابق، يتعامل يومياً مع نماذج بشرية مختلفة.

back to top