هنا تركيا، حيث الصحافة الحرة، بقلمها اللاذع ومايكروفونها الحارق. هنا تركيا، حيث يضرب الصحافيون المعارضون سياسات رئيس الدولة ورئيس الوزراء والحزب الحاكم، بكل ما أوتوا من قوة، وينامون قريري الأعين.

Ad

 هنا تركيا، حيث أثبت الحزب الحاكم، على مدى سنين، بالفعل لا بالقول، أن البرامج الانتخابية ليست أحلام يقظة، ولا هي للضحك على الذقون، ولا إبر مخدرة، بل برامج قابلة للتنفيذ، إن صدقت النوايا وتوفر العزم.

هنا تركيا، حيث كذّب الحزبُ الحاكم، الذي ينطلق من منطلقات دينية، المقولة، أو الشائعة، التي أطلقها عليه ليبراليو السلطات الديكتاتورية: "التيارات الدينية ستصعد إلى الحكم عبر سلم الانتخابات، وما إن تصل حتى تركل السلم برجلها، وتستحوذ على كل شيء"، فشاهد العالم كله كيف فشل الحزب في تحقيق الأغلبية، قبل أن يستعيدها، إثر تنفيذه لرغبة المواطنين، أصحاب القرار.

هنا تركيا، حيث الديمقراطية الحقيقية، لا ديمقراطية العربان. هنا تركيا، حيث تهتز الأرض تحت أقدام نواب البرلمان. هنا تركيا، حيث لا يستطيع كائن مَن كان إسقاط جنسيات المعارضين أو سحبها. هنا تركيا، حيث لا يجرؤ رئيس الوزراء على منح أتباعه مزارع الدولة وأراضيها ومقدراتها، لشراء ولاءاتهم.

هنا تركيا، حيث يشعر المواطن بأهميته في اختيار حكومته ونوابه، بإرادته الحرة، وقناعاته، لا بالتزوير ولا بالإجبار ولا بالرشوة ولا بالكذب والخداع. هنا تركيا، حيث المشاريع المربوطة بمواقيت، والبرامج المعلنة، التي تُنجز قبل مواعيدها. هنا تركيا، حيث محاسبة الفاسدين وسجنهم وإبعادهم عن القرار. هنا تركيا، حيث لا يجتمع حول القيادات إلا خيرة أبناء الشعب.

هنا تركيا، حيث ينظر الشعب بإعجاب، مغلف بالحب، إلى سلطته. هنا تركيا، حيث يثق الشعب بسلطته. هنا تركيا، حيث تحرص السلطة على المحافظة على كرامة المواطن. هنا تركيا، حيث يفاخر الشعب بنوابه في البرلمان. هنا تركيا، حيث يمكن للشعب أن يقلب الموازين متى أراد. هنا تركيا، حيث كتب الشعب جملة شامخة "هنا الإسلام الحقيقي"، ووضع خطاً عريضاً تحتها. هنا تركيا، حيث التطور والثراء من دون نفط... هنا تركيا المجد.