الحوثيون مستمرون بالمواجهة بعد سنة من سيطرتهم على صنعاء

نشر في 20-09-2015 | 14:25
آخر تحديث 20-09-2015 | 14:25
No Image Caption
لا يزال المتمردون الحوثيون مستمرين في مواجهة الآلة العسكرية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، وذلك بعد سنة من سيطرتهم على العاصمة اليمنية وستة أشهر من نزاع يدفع فيه المدنيون ثمناً باهظاً.

وفي 21 سبتمبر، سيطر الحوثيون على مقر الحكومة في صنعاء مستفيدين من دعم أو تواطؤ من قسم كبير من الجيش اليمني الذي ظل موالياً للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأتت السيطرة على صنعاء بعد حملة توسعية انطلق فيها الحوثيون الذي ينتمون إلى المذهب الزيدي من معاقلهم في صعدة بشمال البلاد، وسيطروا فيها على معاقل خصومهم التقليديين في شمال صنعاء.

وبعد مرور سنة، ما زال الحوثيون يمسكون بزمام الأمور في العاصمة بالرغم من الغارات اليومية التي يشنها طيران التحالف وخسارتهم في جنوب البلاد لاسيما طردهم من عدن، ثاني أكبر مدن البلاد.

وقالت مؤسسة فرسيك ميبلكروفت للأبحاث التي مقرها بريطانيا في تقرير خاص أن "انهيار الميليشيا الشيعية ليس حتمياً أو مرجحاً على المدى المتوسط".

كما أشار التقرير إلى أن امكانية التوصل إلى اتفاق مصالحة تعيقها "الهوة الكبيرة" بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً التي اضطرت للانتقال إلى الرياض، وتقوم حالياً بالعودة تدريجياً إلى عدن.

وبسيطرتهم على صنعاء، أطلق الحوثيون رصاصة الرحمة على العملية السياسية الانتقالية التي ولدت خلال احتجاجات الربيع العربي وكانت تهدف إلى اعتماد نظام سياسي اتحادي جديد يأخذ بعين الاعتبار مطالب الجنوبيين المطالبين بالحكم الذاتي أو الانفصال.

وفي الظاهر، كان يشكل الحوثيون جزءاً من هذه العملية السياسية، لكن خصومهم يؤكدون على أن المتمردين المدعومين من ايران، على الأقل سياسياً، كان يعملون سراً للسيطرة على اليمن برمته وقد قاموا بـ "انقلاب" بكل معني الكلمة في صنعاء.

وبرر الحوثيون تحركهم الميداني الذي أطلقوا عليهم اسم "ثورة"، بمحاربة الفساد ومواجهة تمدد تنظيم القاعدة الذي استفاد من ضعف السلطة المركزية في البلاد لبسط نفوذه على مناطق واسعة من البلاد.

وأقام الحوثيون تحالفاً مع عدوهم السابق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي، وبالرغم من تخليه عن السلطة بموجب اتفاق لانتقال السلطة بعد 33 عاماً في سدة الحكم، ظل يتمتع بنفوذ كبير في الجيش والأمن ويطمح بالحفاظ على سلطته في البلاد.

وبعد صنعاء، سرعان ما تمدد الحوثيون باتجاه الجنوب ووصلوا إلى عدن التي كان الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد وانتقل إليها من صنعاء.

ومع وصول المتمردين إلى عدن، أطلق تحالف يضم عشر تقريباً بقيادة السعودية، في 26 مارس عملية عسكرية ضد الحوثيين ودعماً لشرعية هادي الذي انتقل إلى الرياض.

والعملية التي كانت جوية في بدايتها، تحولت إلى برية مع مشاركة آلاف الجنود، لاسيما من دول الخليج، في المعارك ضد المتمردين دعماً لقوات هادي على الأرض، وتم طرد الحوثيين من عدن ومعظم الجنوب.

وقال استاذ الشؤون الإسلامية في جامعة تولوز الفرنسية ماتيو غيدير "بعد سنة من النزاع المفتوح، يمكن القول بأن الجميع خاسرون: معسكر الحوثيين المتحالف مع صالح لمس حدوده، والتحالف اضطر إلى الانخراط أكثر على الأرض، ومتطرفو الدولة الإسلامية تفوقوا على القاعدة، وأما الناس، فقد باتوا رهائن بين عدة أطراف وبين النيران المتقاطعة".

والسكان المدنيون هم أبرز ضحايا هذا النزاع الذي حصد 30 قتيلاً و185 جريحاً يومياً كمعدل وسطي منذ انطلاقه في مارس، فيما تعتبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن الوضع الإنساني في اليمن "كارثي".

وتستمر في الأثناء حملة عسكرية برية للقوات اليمنية الموالية لهادي والمدعومة من التحالف، للتقدم في محافظة مأرب الاستراتيجية في وسط البلاد، وذلك بهدف استعادة السيطرة في النهاية على صنعاء.

ويشارك في الحملة حوالي خمسة آلاف جندي من التحالف بحسبما أفاد مصدر من التحالف لوكالة فرانس برس.

أما في الجنوب، وبالرغم من طرد الحوثيين، يبقى الوضع متوتراً جداً لاسيما بسبب نشاط تنظيم القاعدة وبسبب توترات متزايدة في المعسكر السني، لاسيما بين الحكومة والتجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل الإخوان المسلمون في اليمن.

وقال غيدير "ليس أمام دول التحالف في النهاية غير أن تعتمد سياسة براغماتية مع حزب الإصلاح" الذي يمثل تقاطعاً بين تيارات قبلية ودينية إسلامية، بما في ذلك سلفية.

back to top