أثمرت زيارة ولي ولي العهد السعودي لمصر، التي أجرى خلالها مباحثات مع رئيسها تدشين «إعلان القاهرة» الذي ينقل مستوى التعاون بين البلدين إلى مستوى رفيع، في وقت تواصلت استعدادات القاهرة لاستقبال الوفود المشاركة في حفل افتتاح قناة السويس.

Ad

تكللت المباحثات التي أجراها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان، واختتمت أمس الأول، بإصدار "إعلان القاهرة"، الذي تضمن تأكيد البلدين على متانة العلاقات الثنائية، والحرص على تطويرها في كل المجالات مع وضع الآليات التنفيذية اللازمة لتحقيق ذلك.

ونص الإعلان الذي جاء في 6 نقاط، على "تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة"، وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل، و"تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والعمل على جعلهما محوراً رئيسياً في حركة التجارة العالمية"، و"تكثيف الاستثمارات المتبادلة السعودية والمصرية بهدف تدشين مشروعات مشتركة".

كما نص الإعلان على "تكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة"، فضلا عن "تعيين الحدود البحرية بين البلدين".

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بمقر الرئاسة المصرية، إن صدور "إعلان القاهرة" سيعزز التعاون والتكامل بين مصر والسعودية في مختلف المستويات، باعتبارهما جناحي الأمة العربية والإسلامية، بينما أكد الجبير أن "هناك رغبة بين البلدين وتوجهات لتعزيز وتكثيف العلاقات الثنائية والاستراتيجية والتاريخية".

وفيما اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، معصوم مرزوق لـ"الجريدة"، أن إعلان القاهرة بدد الشائعات حول توتر العلاقات بين مصر والسعودية، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، د. أكرم بدر الدين، لـ"الجريدة" إن المحور المصري السعودي حجر الزاوية في المنظومة الأمنية للمنطقة العربية كلها.

قناة السويس

دخلت الاستعدادات المصرية لافتتاح قناة السويس الجديدة مرحلتها النهائية أمس قبل أربعة أيام من الاحتفال العالمي الذي يشهد تدشين الرئيس عبدالفتاح السيسي لأعمال الملاحة في القناة الجديدة، الذي يتوقع أن يزيد دخلها من 5.5 إلى نحو 13.5 مليار دولار سنويا بحلول عام 2023.

ووجهت القاهرة الدعوة الى عدد من رؤساء وملوك وأمراء مختلف دول العالم للمشاركة في الاحتفال، الخميس المقبلز

وعلمت "الجريدة" أن من أبرز المدعوين على الصعيد العربي، كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأمير البلاد سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، ورئيس الوزراء الإماراتي حاكم دبي محمد بن راشد، كما دعت القاهرة عددا من زعماء الدول الكبرى أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

ويقول المسؤولون المصريون إن المشروع الذي بدأ العمل فيه تحت إشراف الجيش منذ نحو 11 شهرا وبلغت تكلفته 8 مليارات جنيه، تضمن "إنشاء قناة جديدة موازية لقناة السويس القديمة بطول 72 كيلومترا تسمح بمرور السفن في الاتجاهين".

مميش

من جهته، اكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، في تصريحات خاصة لـ"الجريدة"، أن أعمال الحفر وتجهيز الممر المائي انتهت، وأن الاستعدادات لافتتاحه واستقبال الوفود الدولية المشاركة في الاحتفال تجري على قدم وساق، من خلال منظومة تأمين محكمة. وأضاف: "يتم التأمين باستخدام نظام مراقبة إلكتروني يعمل على مدار الساعة، إضافة الى توفير قوات من الجيش لتأمين المجرى بشكل كامل".

وأشار مميش إلى أن هناك أكثر من مليون فرصة عمل في انتظار المصريين عقب افتتاح القناة الجديدة عبر عدة مشاريع اقتصادية سيتم بدء العمل فيها في الفترة المقبلة، لافتا إلى أن المشروعات في "إقليم القنال" ستبدأ بتوسعة وتطوير موانئ بورسعيد والإسماعيلية، لاستيعاب زيادة عمليات التبادل التجاري المتوقعة، خاصة أن افتتاح القناة الجديدة ستكون "خطوة أولى في عملية تنمية ضخمة لتحويل الإقليم إلى أكبر منطقة تبادل تجاري في العالم".

تفاصيل الاحتفال    

إلى ذلك، علمت "الجريدة" أن الاحتفال سيستوحي بعض تفاصيله من الاحتفال العالمي الذي نظمه الخديوي إسماعيل إبان افتتاح القناة الرئيسية التي يبلغ طولها 193 كيلومترا وتربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر في عام 1869، ما سيتم محاكاته لإعادة إحياء المشهد التاريخي بروح عصرية، خصوصا دخول السيسي المجرى الملاحي الجديد مستقلا اليخت الملكي "المحروسة"، الذي استخدمه إسماعيل في افتتاح القناة القديمة.

«رافال» و«فريم»

من جانب آخر، وصلت الفرقاطة الفرنسية "فريم" إلى ميناء الإسكندرية، أمس، ضمن صفقة بين القاهرة وباريس تم توقيعها في فبراير الماضي، وتتضمن شراء مصر 24 مقاتلة "رافال"، وستشارك مقاتلات "رافال" و"فريم" في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة .

تصفية 25

في غضون ذلك، قتلت قوات الجيش المصري 25 من العناصر "التكفيرية" في سيناء أمس الأول، وقال مصدر عسكري لـ"الجريدة" إن مروحيات الأباتشي وجهت عدة ضربات استباقية لتلك العناصر بمنطقة جنوب الشيخ زويد، بعد رصد تحركات تفيد تخطيطهم لتنفيذ هجمات انتحارية خلال الأيام المقبلة.

القاهرة وواشنطن

على صعيد آخر، وفيما حلقت 8 مقاتلات "اف 16" بلوك 52، في سماء القاهرة أمس، عقب تسلم القاهرة لها من الولايات المتحدة، تنطلق أعمال الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي، بمقر وزارة الخارجية المصرية غدا، بعد انقطاع دام نحو 16 عاما. ومن المنتظر أن يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتدشين الحوار مع نظيره المصري سامح شكري.