حظي النائب الأميركي الديمقراطي دونالد نوركروس، خلال دراسته ما إذا كان سيؤيد الاتفاق النووي مع إيران الذي يدعمه الرئيس الأميركي باراك أوباما، باهتمام قلما يلقاه صغار الأعضاء في مجلس النواب (الغرفة الأولى من الكونغرس).

Ad

والتقى نوركروس، وهو زعيم نقابي سابق مع أوباما وديمقراطيين آخرين في البيت الأبيض مرتين. واستمع الى إفادات قدمها وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الطاقة إرنست مونيز وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع.

وسافر إلى إسرائيل في رحلة مدفوعة التكاليف، حيث قضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معه ومع 21 عضوا ديمقراطيا آخر في الكونغرس ساعتين وهو يفند أخطاء في الاتفاق تعارضها إسرائيل.

ويوم الثلاثاء الماضي أعلن نوركروس أنه سيعارض الاتفاق لأنه لا يذهب إلى المدى المطلوب في منع إيران من تطوير سلاح نووي.

ولأن الحزب الديمقراطي حزب أقلية في الكونغرس توارى الاهتمام بنوركروس وزملائه في كابيتول هيل لكن على مدى شهر أصبحوا هدفا لحملة دعائية تتكلف ملايين الدولارات وهم يزنون واحدا من أهم قرارات السياسة الخارجية التي سيكون لها تبعات.

هذا الضغط الشديد يبدو أنه حدد نتيجة التصويت الذي سيجري على الاتفاق الشهر المقبل، وهو تصويت متقارب أكثر مما كان متوقعا بعد إقناع بعض الديمقراطيين بالاختلاف مع الرئيس الديمقراطي الجالس في البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يرفض الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون المعارضون للاتفاق هذه الصفقة الشهر القادم، لكن سيكون بوسع أوباما رغم ذلك إنقاذ الاتفاق إذا حرم المعارضين من تحقيق أغلبية الثلثين في الكونغرس، وهي لازمة لتخطي حق النقض (الفيتو) المتوقع أن يستخدمه الرئيس ضد رفض الاتفاق.

من جهته، عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما على أعضاء الكونغرس الأميركي الأسباب التي دفعته الى تأييد الاتفاق في رسالة نشرها البيت الأبيض في أحدث خطوة تقوم بها الإدارة لكسب التأييد لاتفاق مهم للإرث الذي سيخلفه الرئيس الأميركي بعد انتهاء فترة ولايته الثانية.

وفي رسالة بتاريخ 19 أغسطس للنائب الديمقراطي جيرولد نادلر كرر أوباما قناعاته التي يرددها طوال الأسابيع القليلة الماضية، أن الاتفاق مع إيران اتفاق جيد وأن واشنطن تعزز تعاونها الأمني مع إسرائيل وأن الولايات المتحدة ستحتفظ بقدرتها على معاقبة إيران على أي انشطة لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وكتب أوباما في رسالته: "إذا سعت إيران الى الحصول سريعا على سلاح نووي ستكون كل الخيارات متاحة أمام الولايات المتحدة بما في ذلك الخيار العسكري طوال مدة الاتفاق وما بعده".

ويحرص البيت الأبيض على كسب تأييد الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس للاتفاق حتى لا يضطر أوباما لاستخدام حق النقض (الفيتو) إذا رفضه الجمهوريون وبعض الديمقراطيين كما هو متوقع.

وفي سياق متصل، لايزال الجدل يتصاعد بشأن الوثيقة التي كشفت سماح الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران بتفتيش منشآتها بواسطة مفتشين إيرانيين، خصوصاً منها موقع بارشين.

(واشنطن- أ ف ب، رويترز)