من أحاديث رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، التي تبين فضل الرفق الحديث التالي، قوله صلوات الله وسلامه عليه: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شأنه». رواه مسلم.

Ad

والشيء بالشيء يذكر، تحضرني قصة جميلة قرأتها في كتاب اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي تبين معنى الرفق، وإليكم القصة:

قال محمد: كانت عندنا سلحفاة، وكنت أحب أن أتابعها وهي تمشي، وذات يوم حاولت أن أجعلها تسير، فامتنعت وتجمعت داخل غلافها، فقد كانت الليلة شاتية باردة.

أمسكت بعصا وأخذت أضربها لتتحرك، ولكنها لم تتأثر، تملكني الغيظ، كيف لا تنزل عند رأيي، وأنا الذي يقدم لها الطعام والشراب، ويوفر لها الإقامة في المنزل؟!

شاهد أبي غيظي وحيرتي، فسألني عن السبب، فأبديت أسفي لعدم استجابتها لرغبتي، ولما شاهد العصا في يدي قال: «هاتها يا ولدي» ورمى بها بعيداً، ثم طلب إليّ أن أوقد المدفأة ففعلت، ثم جلسنا نستدفئ، وإذا بالسلحفاة تقترب منا لتنال الدفء.

وعند ذلك قال لي أبي: «الناس كهذه السلحفاة، إن أردت أن يستجيبوا لما تريد فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك».

من خلال القصة التي ذكرتها نستخلص العبرة التالية: إذا أردت أن يستجيب لك الناس، وخاصة أهلك وأولادك، فعليك التحلي بالرفق، لأنه لا يكون في شيء إلا زانه كما بين ذلك رسولنا الكريم، أما أسلوب الشدة والغلظة والقسوة فلا ينفع ولا يأتي بخير لصاحبه، بل ينفر الناس منك، فعليك بالرفق إذا أردت السعادة وراحة البال.