لاتزال القوات والفصائل المناوئة للمتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح تتراجع في وسط البلاد وجنوبها، بينما بدأ الرئيس هادي سلسلة لقاءات وزيارات إقليمية تهدف إلى وضع خطة لتحرير العاصمة صنعاء.

Ad

واصل «الجيش الوطني» اليمني، مدعوما بمقاتلي «المقاومة الشعبية» الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، وبقوات «التحالف العربي» التي تقودها السعودية، إحراز تقدم ميداني متسارع في جبهات القتال بمحافظات الوسط اليمني وما تبقى من مناطق جنوبية يوجد فيها مسلحو الحركة الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي صالح.

تعز وإب والبيضاء

وتدور معارك عنيفة في مدينة تعز، بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للحوثيين إلى المدينة بالتزامن مع إعلان «المقاومة الشعبية» نفاد الذخائر لدى مقاتليها بشكل حاد، وعدم إمدادها من قوات التحالف بالذخائر والأسلحة المتوسطة كما تقول منذ عدة أيام.

وأدى هذا إلى تراجع مقاتليها في بعض الجبهات، إلا أنها ذكرت أنها تصدت لحملة عسكرية كبيرة حركها الحوثيون وقوات الحرس الجمهوري من جهة جبل صبر، وقالت إنها قتلت 84 مسلحا منهم، وأسرت 27 آخرين، ونقلت 17 آخرين من جرحى الحوثيين لتلقي العلاج في مستشفيات مدينة تعز.

وفي إب، قال وزير الداخلية، اللواء عبده الحذيفي، إن هناك اتفاقا بتسليم محافظة إب لـ»المقاومة»، وذلك بعد أن شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بعد تمكن مسلحي «المقاومة الشعبية» من السيطرة على مدخلين حيويين لها ونصب نقاط تفتيش فيهما.

كما دارت معارك ضارية في بلدة الرضمة بمحافظة إب، بينما قصفت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية مواقع يتحصن فيها الزعيم القبلي عبدالحميد الشاهري، القائد في حزب «المؤتمر الشعبي»، وأحد أتباع صالح.

وفي محافظة البيضاء جنوب شرقي البلاد، أعلن المقاتلون الموالون للحكومة تطهير بلدات ذي ناعم والزاهر وقيفه من المسلحين الحوثيين، وأكدوا أن من تبقى من قوات عسكرية في لواء المجد الذي كان يمد الحوثيين بالأسلحة والتعزيزات العسكرية أعلن انضمامه للقوات الموالية للحكومة.

بيع أسلحة

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن شهود عيان أن بعضا من مسلحي الحركة الحوثية وقوات الحرس الجمهوري شوهدوا وهم يبيعون أسلحتهم الشخصية في بعض جبهات القتال بمحافظتي إب وشبوه، وبدأوا بالعودة باتجاه العاصمة صنعاء.

ووفق التقارير الإخبارية اليمنية عبر مواقع مناوئة للحوثيين، فإن القوات الموالية للرئيس هادي سيطرت على منطقة «عتمة» التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء، والتي لا تبعد عن العاصمة أكثر من مائة كيلومتر.

في المقابل، تحدثت تقارير إعلامية بثتها قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين وقناة «اليمن اليوم» المملوكة لصالح عن تصدي من وصفتهم بـ»مقاتلي اللجان الشعبية وقوات الجيش» لهجمات من سمتهم بـ»مرتزقة السعودية وميليشيات هادي والدواعش» في جبهات القتال في أبين والضالع ولحج وإب والبيضاء ومأرب وشبوة. وقالت إن عددا كبيرا من المهاجمين قتلوا وأصيبوا، بينما أسر العشرات منهم، وفق القناتين.

هادي

الى ذلك، بدأ الرئيس هادي زيارة الى الإمارات تستمر يومين لبحث تطور الأوضاع في اليمن مع المسؤولين الإماراتيين. وأفادت مصادر بأن هادي سيبحث في أبوظبي خطة تحرير العاصمة صنعاء، وذلك غداة ترؤسه اجتماعا مهما مع مستشاريه وقيادات عسكرية كبيرة خصص لبحث تفاصيل «السهم الذهبي ـ صنعاء».

وكان هادي قد جدد في وقت سابق تشديده على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن، خاصة القرار 2216. وقال، خلال لقائه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الرياض، أمس الأول، إن أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية.

غارة أميركية

في غضون ذلك، أكد مسؤول محلي أن خمسة عناصر من تنظيم «القاعدة» بينهم قيادي قتلوا في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في وسط مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن شهود عيان قولهم إن مدينة المكلا التي سيطر عليها «القاعدة» قبل أشهر تشهد توترا كبيرا، مضيفين أن التنظيم رفع من انتشاره في المدينة وأقام نقاط تفتيش.

صالح يبيع

على صعيد آخر، تحدثت تقارير يمنية عن بدء الرئيس اليمني المخلوع علي صالح ببيع أراض يملكها حزب «المؤتمر الشعبي»، اقتُطعت من أراضي الدولة لحسابه الخاص في محافظة الحديدة، وفق مواقع يمنية. وأشارت التقارير إلى أن عملية البيع تتم عبر وكلاء وسماسرة في الحزب، الذي يرأسه صالح منذ نحو 35 عاما.

تصحيح الأوضاع

وفي الرياض، أعلن المدير العام للجوازات السعودية، اللواء سليمان اليحيى، أنه لن يتم تمديد فترة تصحيح أوضاع اليمنيين المقيمين في السعودية بطريقة غير نظامية، موضحا أن المتبقي على نهاية المهلة 4 أيام.

(صنعاء، عدن، الرياض، أبوظبي ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، مأرب برس، يمن برس)