وسط إقبال جماهيري وصفته معظم الدوائر المتابعة لإيقاع الانتخابات البرلمانية المصرية في مرحلتها الأولى بـ"الضعيف"، طغى أداء "غير مهني" على وسائل الإعلام المصرية، سواء الرسمية أو الخاصة أو الناطقة بلسان جماعة "الإخوان"، المعادية للسلطة الحالية في البلاد.

Ad

وفي الوقت الذي يترقب المصريون إعلان نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات، اليوم، أدرك قطاع عريض من متابعي الإعلام المصري، أن نتيجة تقييم أدائه لن تتجاوز عبارة "لم ينجح أحد".

وعكس هذا الأداء الإعلامي المرتبك، ما دار على مدار اليومين الماضيين اللذين شهدا الجولة الأولى، إذ حثت وسائل الإعلام الحكومية المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، واستضافت خبراء أمنيين وعسكريين سابقين، حذروا من تبعات العزوف عن الانتخابات.

في حين قامت القنوات الخاصة بتوجيه الناخبين بشكل مباشر عبّر عدد من الإعلاميين للتصويت والنزول إلى لجان الاقتراع، وأطلقت قنوات فضائية مثل "صدى البلد" و"المحور" و"دريم"، دعوات لضرورة المشاركة، بينما أنتجت قناة "سي بي سي" أغنية خاصة لحث الشباب على المشاركة، وظهر الإعلامي جابر القرموطي على الشاشة مرتديا قميصا مدونا عليه عبارة "انزل".

في موازاة ذلك، وفي وقت وصفت غالبية الصحف الإقبال على الانتخابات بـ"الضعيف"، استخدمت جريدة "الجمهورية" المملوكة للدولة صورا من الاستحقاقات الانتخابية السابقة مع عنوان "الشعب يتحدى الإرهاب وينتخب النواب".

في المقابل، اعتبرت المواقع الموالية لـ "الإخوان" الإقبال الضعيف على الانتخاب، "فشلا لنظام الرئيس السيسي وسقوطا لشرعيته"، ووصفت الانتخابات بالتمثيلية التي ستؤدي إلى برلمان بلا معارضة.

إلى ذلك، قال أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة صفوت العالم، إن بعض المحطات التلفزيونية تناولت الانتخابات بنظرة أحادية ووجهت الناخبين بالتأثير عليهم لتجنب تيارات سياسية بعينها، مشيرا إلى أن تجاهل الفضائيات خلال الأسابيع الماضية لموضوع الانتخابات وعدم شرح النظام الانتخابي هو سبب عزوف الكثير من المواطنين عن المشاركة.

في حين قال الخبير في الحركات الإسلامية، ماهر فرغلي، إن جماعة "الإخوان" "شامتة" في الرئيس السيسي، من منطلق أن ضعف التصويت في الانتخابات من شأنه التشكيك في شرعية النظام الحالي أمام العالم، مضيفا لـ"الجريدة": "الجماعة لا تملك سوى إطلاق دعوات المقاطعة عبر صفحات فيسبوك وتويتر، بعدما فقدت قدرتها على الوجود في الشارع".