روسيا تناور قبالة طرطوس... والنظام يستخدم طائراتها
الأسد لم يعرف نكهة العيد منذ 4 أعوام... وميركل تدعو إلى إشراكه في الحل
غداة استخدم الجيش السوري للمرة الأولى طائرات روسية من دون طيار، في إطار مرحلة جديدة من الحرب دقت لها الولايات المتحدة ناقوس الخطر، حرك الجيش الروسي، أمس، قطعاً بحرية باتجاه قاعدة طرطوس، تمهيداً لإجراء مناورات بحرية واسعة شرق البحر المتوسط تشمل أكثر من 40 تدريباً.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن إجراء مناورات عسكرية بحرية في سبتمبر وأكتوبر قبالة مرفأ طرطوس السوري وقبرص في القسم الشرقي من البحر المتوسط، مشيرة خصوصا إلى مشاركة ثلاث سفن حربية وسلاح المدفعية والدفاع الجوي.وأوضحت الوزارة في بيان، أن المناورات تشمل "إجراء أكثر من 40 تدريبا على الأقل"، موضحة أن "هذه المناورات الرويتينية تتوافق مع خطة تدريب الجيش السوري التي تمت الموافقة عليها في 2014" من دون أن يأتي على ذكر النزاع في سورية.ووفق وزارة الدفاع، فإن الطرادة قاذفة الصواريخ "موسكفا" التابعة للأسطول الروسي عبرت أمس مضيق البوسفور للمشاركة في هذه المناورات التي تشمل أيضا سفينة إنزال ومدمرة.جاء ذلك، في وقت جدد وزيرا الدفاع الفرنسي والبريطاني جان إيف لودريان ومايكل فالون، أمس، عن "القلق" إزاء تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية.الكرملين وإسرائيلفي السياق، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، التوصل إلى "اتفاقيات معينة" بين روسيا وإسرائيل بشأن تنسيق الأعمال العسكرية فوق سورية. وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي، لوكالة "رويترز"، إن فريقا إسرائيليا روسيا للتنسيق بهدف منع تبادل إطلاق النار جوا وبحرا بطريق الخطأ سيكون برئاسة نائبي قائدي الجيشين الإسرائيلي والروسي، وسيعقد أول اجتماعاته بحلول الخامس من أكتوبر.وأضاف الضابط، الذي طالب عدم ذكر اسمه، أن محادثات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين وما تلاها من لقاءات ثنائية ركزت على العمليات الجوية في سورية و"التنسيق المغناطيسي الكهربائي"، الذي يشير إلى موافقة كل طرف على عدم اعتراض الاتصالات اللاسلكية أو أنظمة التتبع بالرادار الخاصة بالطرف الآخر، وابتكار سبل تعرف كل منهما على قوات الآخر قبل أي مواجهة غير مقصودة في أتون الصراع.طائرات «درون»وفي وقت سابق، استخدم جيش الرئيس بشار الأسد لأول مرة أمس الأول طائرات من دون طيار (درون) تسلمها من روسيا، وفق مصدر أمني سوري أوضح، لوكالة فرانس برس، أنها استهدفت في عمليات ضد متشددين في شمال وشرق البلاد، من دون ذكر تفاصيل أخرى حول نوع هذه الطائرات أو المواقع المستهدفة، لكن المرصد السوري أوضح انها استخدمت في حلب. عملية سياسيةسياسيا، ومع بداية تغير مقاربة الغرب تجاه النظام، خصوصا في ظل أسوأ أزمة هجرة تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، دعت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل الى مشاركة الاسد في أي مفاوضات تهدف الى انهاء النزاع. وقالت ميركل، للصحافيين إثر قمة طارئة في بروكسل عقدها قادة الاتحاد الاوروبي للتباحث في أزمة اللاجئين أمس، "علينا ان نتحدث مع افرقاء كثيرين، وهذا يشمل الأسد وكذلك أيضا أطرافا آخرين"، مضيفة أنه يجب الحديث "ليس فقط مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، ولكن أيضا مع الشركاء الإقليميين المهمين، إيران ودول سنية مثل السعودية".في المقابل، رأت وزارة الخارجية الإيرانية أن دعوة نظيرتها الأميركية طهران وموسكو إلى القيام بدور لحل الأزمة مناقضة للحقائق، لأن واشنطن وحلفاءها عرقلوا التوصل للحل.عيد الأسدداخلياً، أدى الأسد، أمس، صلاة عيد الأضحى في جامع العادل بدمشق، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" اعترافه بأنه لم يعرف نكهة العيد منذ أكثر من 4 سنوات، مستدركا بقوله: "ولكن عندما نقول عيد مبارك، فلأننا نؤمن بأن بركة العيد، بركة الإيمان بالله، بالوطن، بالشعب، بأننا أصحاب حق"، ولذلك أقول لكل السوريين عيد مبارك وأضحى مبارك".ونشر موقع الأسد الرسمي على "تويتر" صورة بدا فيها واقفا يؤدي الصلاة، متوسطا رئيس الوزراء وائل الحلقي ومفتي سورية أحمد بدرالدين حسون.«المهاجرين» و«النصرة»على الأرض، أعلن "جيش المهاجرين والأنصار"، الذي يتألف في قسمه الأكبر من أكثر من 1500 جهادي شيشاني وأوزبكي وطاجيكستاني ومن جمهوريات أخرى في آسيا الوسطى، أمس الأول مبايعته "جبهة النصرة"، فرع تنظيم القاعدة في سورية، وذلك "رصا للصفوف" لقتال نظام الأسد وحليفته روسيا والائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.إلى ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف ديفيس أمس الأول معلومات يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، ومفادها أن معارضين سوريين قامت واشنطن بتدريبهم وتسليحهم، انضموا الى "النصرة". وقال: "إننا على اتصال" بالمعارضين السبعين الذين توجهوا الى سورية بعدما تلقوا تدريبات لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، "وليس هناك ما يشير الى حصول انشقاق".(دمشق، موسكو، برلين- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)