ردود شعرية

لكل الذين يتشدقون ويزعمون بأفضلية إنسان على إنسان آخر:

الناسُ من جهةِ التمثال أكفاءُ

أبوهمُ آدمٌ والأمُ حواءُ

فإن يكن لهم من أصلهم شرفٌ

يُفاخرونَ بهِ فالطينُ والماءُ!!

والأغرب من كل هذا وذاك أن هؤلاء يقسمون الناس إلى أنساب رفيعة وأنساب وضيعة، وتنكروا للأكرم بالتقوى عند ربه:

لَعُمرُكَ ما الإنسانُ إلا بدينهِ   فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب

فقد رفع الإسلام سلمانَ فارسٍ  وقد وضع الشركُ الشريف أبا لهب

والطامة الكبرى أن الذين يتعصبون لهذه الدعوات العرقية الممجوجة يحتلون مواقع ذات أهمية في التكوين الاجتماعي!... بعضهم أدباء، وبعضهم رجال سياسة، وبعضهم شعراء، وبعضهم من المثقفين:

ليس البليةُ في أيامنا عجباً

بل السلامةُ فيها أعجب العجب

ليس اليتيم الذي قد مات والده

إن اليتيم يتيم العلم والأدب

وليس فيهم من يدرك -بكل أسف- أننا وصلنا إلى مرحلة متردية جعلت من عصرنا يمر بأحط فترة في تاريخنا القديم والحديث، بسببهم وبسبب زعمهم بأفضليتهم على من سواهم:

إذا اشتملت على اليأس القلوبُ

وضاق لما به الصدرُ الرحيبُ

واوطنتْ المكاره واستقرت

وأرست في أماكنها الخطوبُ

أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ

يمنْ به اللطيفُ المستجيبُ

وكل الحادثاتِ إذا تناهت

فموصولٌ بها فرجٌ قريبٌ

فكيف لنا ونحن أمام هذه النماذج من البشر أن نتطور، وأن نلحق بالركب الحضاري؟!

وليس أمامي لإنهاء هذا المقال غير أن أقول للوطن العربي:

   دواؤكَ فيكَ وما تشعر

وداؤك منك ولا تُبصرُ

  وتحسبُ أنك جرمٌ صغيرٌ

وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ

• ولو أردت الاسترسال في الشكوى لما نعانيه في وطننا العربي من الكوارث التي تجتازها أمتنا، لكان المجال يتسع للكثير والكثير... ولكن ماذا أقول وفي فمي ماء؟!