رغم ضعف المسلمين، فإن الإقبال على الإسلام يتزايد يوما بعد يوم في الغرب والشرق، بمؤشرات واضحة، وأرقام عالية، وهذه الظاهرة تؤكد أن الدين الإسلامي دين طيار أي ينشر نفسه بنفسه، وأصبح الدخول إليه ظاهرة تؤكد سر استمراره ووجوده.

Ad

هذا ما رصده كتاب "لماذا أسلم هؤلاء؟" الصادر في القاهرة حديثاً لمؤلفه الكاتب الصحافي المصري أحمد حامد، والذي تناول فيه بشكل واقعي تجربة واعترافات مجموعة من الأشخاص الذي التقاهم وجها لوجه، خلال رحلته الصحافية طوال أكثر من 40 عاما، حيث عرض الكاتب تجربة كل شخص في فصل واحد.

يستهل المؤلف كتابه بروايته حول قصة السيدة "بنيرانا شائيل" التي كانت تعمل ضابطا في جهاز الموساد الإسرائيلي المخابراتي، والتي كانت تدين بالديانة اليهودية، حيث تقول إن الإسلام دين له سحر خاص، فهو جاذب بطبيعته، وعندما كنت أقضي إجازتى في القاهرة، وأثناء سيري في شوارعها استمعت لآذان الفجر، ورأيت الناس وهم يذهبون الى المسجد وهم في سكون وطمأنينة، وتتبعت صلاتهم في المسجد ورأيتهم يقفون صفاً واحداً، لا فرق بين غني وفقير، الكل أمام خالقهم الذي يعبدونه سواء، عكس ما نرى في الديانات الأخرى التي تقسم أتباعهم إلى طوائف فالغني في المقدمة والفقير في آخر الصفوف، ما أثار بداخلي التساؤلات، ما سر هذا الدين، وما هي إلا لحظات ووجدتني أندفع إلى المسجد، لأتقابل مع إمامه، وظللت أسأله عن ماهية هذا الدين وما هي دعوته، وكيف أن المسلمين تخلوا عن دينهم فضعفوا، وتراجعوا، فقررت إعلان شهادتي بدخولي الإسلام، فوجدت راحتي التي كنت أبحث عنها طوال حياتي.

ويعرض المؤلف قصة أخرى، لشخص إنكليزي يدعى "ألفريد فرانتز" من أسرة إنكليزية عريقة وذات ثراء. يقول ألفريد: "لم يكن يوما الدين شاغلا لي، فهو مجرد طقوس فلكلورية يمارسها الناس فقط، وعندما دخلت الجامعة التي تضم فقط أبناء الطبقات الغنية وأبناء الأمراء والملوك في العالم، وجدت كل زملائي جل همهم البحث عن الملذات والتفكير في الدنيا فقط، ومع ذلك لفت نظري زميل اختلف عن هؤلاء جميعا، اقتربت منه، فعرفت أنه عربي مسلم اسمه قابوس بن سعيد بن تيمور، سلطان عمان حاليا، الذي كان يرفض شرب الخمور، ومشاركة زملائه اللهو والسهر، وأنه ذو أخلاق كريمة تلفت الجميع من حوله، ويقرأ في كتاب عرفت فيما بعد أنه القرآن الكريم".

ويقول ألفريد: "وجدت زميلي العربي على غير ما كنت أسمع عن العرب والمسلمين، وتعمقت علاقتي به كثيرا فسألته يوما عن سر هذه الأخلاق والعادات، هل لأنه ابن أحد الأمراء، فرد قائلاً: بل لأنها أخلاق الإسلام، فبدأت أبحث عن الإسلام وذهبت إلى أحد المراكز الإسلامية في لندن، وعلى يد رجل دين إسلامي أزهري مصري الجنسية، بدأت أسأل عن أشياء كانت بداخلي، ووجدت لها إجابات شافية، فأعلنت إسلامي بسبب سلوكيات زميلي المسلم في الجامعة".

ويؤكد مؤلف الكتاب أن العالم أرمسترونغ اعترف له شخصياً بأن "الله سبحانه وتعالى أراد لي أن أصبح مسلما، عندما رأيت رجلا مسلما أميركياً يصلي لله في تبتل وخشوع، ويرجوه العفو والستر"، فقرر أن يكون واحداً من أبناء الدين الإسلامي.