أبدى الرئيس المصري غضبه، أمس، من الأداء الحكومي المتواضع في مواجهة طقس سيئ صاحبته أمطار غزيرة أصابت مدينة الإسكندرية بالشلل، وأسفرت عن وفاة 7 أشخاص، قبل أن يتقدم محافظ المدينة باستقالته، وأبلغ السيسي أعضاء حكومة شريف إسماعيل باستياء رجل الشارع من تواضع الأداء الحكومي.

Ad

غداة استقالة محافظ الإسكندرية هاني المسيري، عقب وفاة 7 أشخاص، نتيجة موجة طقس سيء، ضربت المدينة الساحلية وكشفت تهالك البنية التحتية بها، ترأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء بكامل هيئته بحضور رئيس الحكومة شريف إسماعيل، في قصر الاتحادية الرئاسي "شمال القاهرة" أمس، لمناقشة الوضع الداخلي وكيفية معالجة تردي الخدمات، ما تسبب في تململ الرأي العام المصري.

مصدر حكومي رفيع المستوى قال لـ"الجريدة" إن الرئيس السيسي أبدى غضبه الشديد عبر الدعوة للقاء الوزراء بشكل عاجل، أمس، لينقل لهم حالة عدم الرضا من أداء الحكومة، التي حلفت اليمين 19 سبتمبر الماضي، واستند السيسي في تقييمه إلى التقارير التي ترصد حالة الشارع، وتقيس مدى رضا المواطنين عن أداء الحكومة، مطالباً بتقرير كامل عن الوضع يرفع إليه قبل بدء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، التي تنطلق 22 نوفمبر المقبل.

وكشف المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه- أن الرئيس السيسي كلف مساعده للمشروعات القومية رئيس الحكومة السابق، إبراهيم محلب، تولي ملف حل أزمة مدينة الإسكندرية، وأن الأخير سيعقد عدة اجتماعات خلال الساعات القليلة المقبلة بالقاهرة والإسكندرية، مستعيناً بكبرى شركات المقاولات والقوات المسلحة، لبدء خطة لإنقاذ البنية التحتية للتعرف على مشاكل المدينة الساحلية والعمل على حلها لمواجهة موسم الأمطار، لئلا يتكرر مشهد، أمس الأول، في المستقبل مجدداً.

المصدر قال إنه قبل اجتماع السيسي بأعضاء الحكومة، تم إبلاغ إسماعيل من القيادة السياسية، بطلب تقديم محافظ الإسكندرية هاني المسيري استقالته من منصبه، وتكليف نائبه بالقيام بأعمال المحافظ حتى يتم تعيين محافظ جديد، في حين طلب الرئيس إعداد تقرير كامل عن المحافظين، مشدداً على ضرورة تطهير المحليات والدفع بوجوه جديدة في رئاسة الأحياء، خلال الفترة المقبلة.

رئيس الحكومة أصدر أمراً بنقل رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية إلى موقع آخر، مع تكليف رئيس الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي فوراً بمتابعة الأعمال التنفيذية في مدينة الإسكندرية، بشأن تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، وقالت الحكومة عقب قبول استقالة محافظ الإسكندرية السابق، إن هاني المسيري أدى عمله بكل إخلاص، وقدم ما لديه من أفكار لخدمة أبناء المحافظة.

وبينما بدأت عمليات شفط المياه من شوارع المدينة الساحلية، أغلقت السيول طريق وسط شبه جزيرة سيناء، وتسبّبت في عزل 3 أحياء بمدينة نخل، وقتل مواطن جراء انقلاب سيارة نتيجة سوء الأحوال الجوية لليوم الثاني على التوالي أمس، في حين قال مصدر بالمحافظة إن مدن محافظة جنوب سيناء تتعرض لأمطار غزيرة تحولت إلى سيول في معظم المناطق، وأغلقت معظم الطرق الرئيسية التي تربط وسط شبه الجزيرة بشمالها.

وخشية من مصير الإسكندرية، أعلن معظم المحافظين الاستنفار تحسباً لبدء فصل الشتاء، واجتمع نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية السيد نصر، برؤساء الأحياء الجنوبية للعاصمة أمس، لبحث آخر الاستعدادات لمواجهة الأمطار، وطالب بحصر جميع "البالوعات بدون غطاء"، وتطهير مخرات السيول التي تقع في نطاق المعصرة وحلوان والتبين والمعادي (جنوب القاهرة).

جولة الإعادة

وفي حين تختتم جولة الإعادة في المرحلة الأولى في الانتخابات البرلمانية، وسط إقبال ضعيف اليوم (الثلاثاء)، يتوجه المصريون في 14 محافظة إلى صناديق التصويت للإدلاء بأصواتهم على مدار اليوم  وغداً ، وتقتصر جولة الإعادة في هذه المرحلة من الانتخابات، على مقاعد النظام الفردي، حيث تمكنت قائمة ائتلاف "في حب مصر"، من حصد جميع مقاعد القوائم في قطاعي "شمال ووسط وجنوب الصعيد"، و"غرب الدلتا"، وعددها 60 مقعداً.

وتجرى المنافسة على المقاعد المتبقية في الانتخاب بالنظام الفردي، والبالغ عددها 209 مقاعد داخل 99 دائرة انتخابية، إذ حسم التنافس على 4 مقاعد في الجولة الأولى التي جرت الأسبوع الماضي وسط عزوف من قبل الناخبين، في حين تم وقف العملية الانتخابية في 4 دوائر، تشغل نحو 13 مقعداً بواقع 4 مقاعد في الرمل بالإسكندرية و4 مقاعد في دمنهور و3 في بني سويف ومقعدين في الواسطى، بعد الأحكام القضائية الصادرة من محكمة القضاء الإداري بإلغاء نتائج الانتخابات فيها.

إلى ذلك، ألقت قوات الأمن في محافظة أسيوط، القبض على ثلاثة أشخاص ينتمون إلى التيار الإسلامي، أثناء توزيع منشورات أمام المساجد تتضمن عبارات "لا للتصويت القبطي ولا للانسياق وراء الكنيسة"، ما اعتبره البرلماني السابق، جمال أسعد رد فعل طبيعياً لما حدث في المرحلة الأولى.

وقال أسعد لـ"الجريدة": "في المرحلة الأولى كان التصويت طائفياً وتم الحشد من قبل الكنيسة، ما أدى إلى دخول 23 قبطياً مرحلة الإعادة في المحافظة، ومن الطبيعي أن يتكرر نفس المشهد في جولة الإعادة".

جولة خارجية

في الشأن الخارجي، وبينما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الدعوة إلى الرئيس السيسي، لحضور القمة الرابعة لدول العربية ودول أميركا الجنوبية المقرر عقدها في الرياض 10 و11 نوفمبر المقبل، يبدأ الرئيس المصري اليوم جولة آسيوية تشمل كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الهند، ومملكة البحرين.

المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، صرَّح بأن السيسي سيبدأ الجولة الخارجية بزيارة أبوظبي، في إطار متابعة التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، حيث ستُركز مباحثات السيسي في دولة الإمارات على سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الأصعدة، بما يعزز من مستوى التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، لاسيما في ضوء التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة.

وأضاف يوسف أن السيسي سيتوجه عقب ذلك إلى الهند للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الهند -إفريقيا، تقديراً للعلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين القاهرة ونيودلهي، مختتماً جولته بزيارة مملكة البحرين، حيث سيلتقي بالملك حمد بن عيسى آل خليفة، لتأكيد وقوف القاهرة بجوار المنامة ودعمها في جهود مكافحة الإرهاب.