وسط استمرار أجواء الحرب في سيناء، ضرب الإرهاب مجدداً في قلب القاهرة مع استهداف سيارة مفخخة مبنى القنصلية الإيطالية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 9، بالتزامن مع إعلان قوات الأمن لخطة تأمين احتفالات عيد الفطر.

Ad

استيقظت القاهرة، أمس، على صوت انفجار هائل وقع أمام مقر القنصلية الإيطالية في قلب العاصمة المصرية في السادسة صباحاً، وأكد مصدر أمني رفيع المستوى أن المعاينة الأولية توصلت إلى أن الحادث وقع باستخدام سيارة مفخخة، تحمل لوحات "ملاكي السويس"، كانت موجودة في مكان الحادث.

الانفجار خلّف خسائر جسيمة في مبنى القنصلية والمباني المحيطة به، وأدى إلى تصدع مساكن على مسافات بعيدة، سواء في منطقة بولاق أبوالعلا الشعبية أو في شارع رمسيس أو في وسط القاهرة، ونشر صحافيون صوراً تشير إلى تصدع واجهات زجاجية في نقابة الصحافيين المصريين، القريبة من القنصلية، بينما أكد مصدر أمني إصابة شرطيين من جراء الانفجار، وكشف مصدر في هيئة الإسعاف مقتل مواطن وإصابة 10 آخرين، بسبب الانفجار.

اتصالات خارجية

إلى ذلك، وبينما تفقد رئيس الحكومة إبراهيم محلب موقع الانفجار، بصحبة اللواء وزير الداخلية مجدي عبدالغفار، مؤكداً مواصلة رجال الشرطة جهودهم لاقتلاع جذور الإرهاب، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيطالي باولو جينتليوني، الذي دان خلال الاتصال العمل الإرهابي أمام قنصلية بلاده، معرباً عن تضامنه الكامل مع مصر في حربها ضد الإرهاب.

المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي قال إن الوزير شكري قدم خلال الاتصال المعلومات المتوافرة حول الحادث الإرهابي، وأعرب عن إدانة مصر للحادث، مؤكداً أن بلاده لن تتوانى عن مواصلة وتكثيف جهودها مع مختلف دول العالم من بينها إيطاليا، لمحاربة الإرهاب، والعمل على اجتثاثه من جذوره ودحره.

 تقويض الدولة

نائب رئيس مباحث أمن الدولة الأسبق، فؤاد علام قال لـ"الجريدة" إن الهدف من تفجير مبنى القنصلية وجميع العمليات الإرهابية تقويض الدولة عبر القيام بعدد من العمليات الإرهابية، وأضاف: "الحادث يكشف أن الإرهابيين ليس لديهم خطة واضحة لتنفيذ عملياتهم، إنما يستغلون أية ثغرة أمنية متاحة، لتنفيذ عملياتهم، داخل أو خارج القاهرة، سواء أكانت تفجير سفارات أو أبراج كهرباء".

من جهته، قال زعيم تنظيم الجهاد سابقاً، نبيل نعيم، إن استهداف القنصلية هدفه إظهار السلطات المصرية بالعجز، خصوصا مع الاقتراب من الموعد المحدد لافتتاح قناة السويس الجديدة، 6 أغسطس المقبل، متوقعاً استمرار العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، بعد تنويه الإخوان في وقت سابق عن استهداف السفارات الأجنبية في القاهرة.

استهداف بنك

وفي موازاة ذلك، فجَّر ملثمان يستقلان سيارة قنبلة أمام أحد البنوك في المنطقة الصناعية في مدينة "6 أكتوبر" (غرب القاهرة)، مساء أمس الأول، وأطلق أحدهما أعيرة نارية من بندقية خرطوش، ما أسفر عن إصابة أمين شرطة وجندي، وتحطم أجزاء من واجهة البنك.

على صعيد آخر، ومع استمرار أجواء الحرب التي يشنها الجيش ضد الإرهاب في سيناء، استمرت معاناة أهالي المنطقة، بسبب انقطاع المياه والكهرباء، بينما قام مسؤولو فرع "الهلال الأحمر"، في محافطة شمال سيناء بتوصيل مساعدات غذائية إلى عدد من الأسر التي نزحت من  مدينتي "رفح" و"الشيخ زويد".

أخطر خلية

في السياق، أعلن مصدر أمني مسؤول، أمس ضبط واحدة من أخطر الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم "الإخوان". وأوضح المصدر أن عناصر الخلية تلقت تدريبات في سورية، وشاركت في العديد من العمليات الإرهابية، التي تستهدف عناصر الشرطة المدنية وأبراج المحمول ومحولات الكهرباء، وخططت لتنفيذ عمليات ضد منشآت حيوية.

المصدر أكد أن الأجهزة نجحت في الوصول إلى الهيكل التنظيمي للخلية بقيادة المدعو أحمد أمين غزالي أمين أحد الكوادر النشيطة للجماعة الإرهابية، والذي يتولى إدارة الخلية داخل مصر وتنفيذ الأوامر والتوجيهات الصادرة إليه من قيادات التنظيم بالخارج، وتبين احتفاظه بأسلحة وذخائر داخل مقر إقامته في مدينة حلوان، وتشكلت الخلية من ثلاث، الأولى لرصد وجمع المعلومات، والثانية لتصنيع المتفجرات، والثالثة لتنفيذ العمليات.

خطة العيد

في الأثناء، أعلن مصدر أمني رفيع المستوى وضع وزارة الداخلية خطة لتأمين احتفال المواطنين بعيد الفطر، مشدداً على أن أية محاولة لتعكير الاحتفالات ستواجه بكل حسم وحزم وفقا للقانون.

 وأضاف أن وزير الداخلية وجّه بتسليح جميع القوات المشتركة في عملية تأمين المنشآت الحيوية والشرطية بالأسلحة الثقيلة، والتعامل الفوري والحاسم مع أية محاولات للاعتداء عليها.

خطة التأمين تتضمن أيضاً تكثيف انتشار الدوريات الأمنية للمرور بشكل مستمر ومتواصل على أماكن التجمعات الجماهيرية خلال العيد، خصوصا الحدائق والمنتزهات العامة، ودور السينما.