باعت "فولكس فاغن" حوالي 600 ألف سيارة في الولايات المتحدة العام الماضي أو حوالي 6 في المئة من إجمالي مبيعاتها العالمية البالغة 9.5 ملايين سيارة.

Ad

هزت فضيحة الانبعاثات التي ضربت "فولكس فاغن" قطاع الأعمال والمؤسسة السياسية في ألمانيا، ويحذر محللون من أن الأزمة في عملاق صناعة السيارات قد تتطور لتصبح أكبر تهديد لأكبر اقتصاد في أوروبا.

و"فولكس فاغن" هي أكبر شركة لصناعة السيارات في ألمانيا، وأحد أكبر أرباب العمل في البلاد، حيث توظف 270 ألفا، إضافة إلى عدد أكبر يعملون لدى الموردين.

ودفع الرئيس التنفيذي للشركة، مارتن فينتركورن، ثمن فضيحة الغش في اختبارات الانبعاثات لسياراتها التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة عندما استقال أمس الأول، ويعكف خبراء اقتصاديون الان على تقييم تأثيرها على الاقتصاد الألماني.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين ببنك آي إن جي، كارستن برزيسكي، لـ"رويترز"، إن "فولكس فاغن أصبحت فجأة عامل خطر لتراجع الاقتصاد الالماني اكبر من أزمة الديون اليونانية"، مضيفا أنه "إذا هوت مبيعات فولكس فاغن في اميركا الشمالية في الاشهر المقبلة فإن هذا لن يكون له فقط تأثير على الشركة بل ايضا على الاقتصاد الألماني ككل".

وباعت "فولكس فاغن" حوالي 600 ألف سيارة في الولايات المتحدة العام الماضي او حوالي 6 في المئة من اجمالي مبيعاتها العالمية البالغة 9.5 ملايين سيارة. وقالت وكالة حماية البيئة الاميركية ان الشركة قد تواجه غرامات تصل قيمتها الى 18 مليار دولار او اكثر من كل ارباحها التشغيلية للعام الماضي.

ورغم أن مثل هذه الغرامات أقل من السيولة النقدية الحالية لدى "فولكس فاغن" التي تبلغ 21 مليار يورو (24 مليار دولار)، فإن الفضيحة اثارت مخاوف من تخفيضات كبيرة في الوظائف، والخشية الاوسع للحكومة الالمانية هي ان شركات اخرى لصناعة السيارات مثل دايملر وبي إم دبليو قد تتضرر من تداعيات كارثة "فولكس فاغن"، لكن محللين قالوا ان التأثيرات الاوسع ستكون محدودة.

وذكرت الحكومة الألمانية ان صناعة السيارات ستبقى "ركيزة مهمة" للاقتصاد على الرغم من الازمة الحالية التي تحيط بـ"فولكس فاغن". وقال متحدثة باسم وزارة الاقتصاد "انها صناعة عالية الابتكار وناجحة جدا لألمانيا".

تهديد

ان هذا الاعتماد في حد ذاته على قطاع السيارات قد يصبح تهديدا لاقتصاد من المتوقع ان ينمو بنسبة 1.8 في المئة هذا العام. وتتخذ ألمانيا اجراءات بالفعل للتصدي لتداعيات تباطؤ الاقتصاد الصيني.

وقال مارتن جورنيغ، الخبير بشؤون صناعة السيارات لدى مركز (دي آي دبليو) الذي مقره برلين لـ"رويترز": "اذا هبطت مبيعات السيارات فإن هذا قد يلحق ايضا ضررا بالموردين ومعهم الاقتصاد برمته".

وفي 2014 بلغ عدد العاملين بقطاع السيارات الالماني 775 ألفا أو حوالي 2 في المئة من اجمالي قوة العمل، وإضافة إلى هذا فإن السيارات ومكوناتها هي اكثر الصادرات الالمانية نجاحا. وباع القطاع بضائع قيمتها اكثر من 200 مليار يورو (225 مليار دولار) الى زبائن بالخارج في 2014 شكلت حوالي خمس اجمالي الصادرات الألمانية.

وقال رئيس معهد (آي دبليو) للبحوث الاقتصادية في ألمانيا، مايكل هيوتر، إن "ذلك هو السبب في ان هذه الفضيحة ليست هينة. الاقتصاد الالماني تعرض لضربة في الصميم"، لكن توجد اصوات اخرى تقول انه يجب عدم المبالغة في تأثير فضيحة فولكس فاغن على الاقتصاد.

وذكر يورج كرايمر كبير الخبراء الاقتصاديين في كوميرتس بنك لـ"رويترز": "لن يكون هناك ركود بسبب شركة واحدة فقط".

تهدئة الرأي العام

وحاول اتحاد التجارة الالماني ايضا تهدئة الرأي العام بالقول إنه لا توجد علامات على ان الزبائن في الخارج بدأوا يتشككون في جودة ومصداقية الشركات الالمانية، وقال اندريه شوارتز مدير الاتحاد لرويترز: "لا يوجد ارتياب عام في البضائع التي تحمل شارة (صنع في المانيا)"، لكنه اعترف بأنه يوجد قدر من القلق بين الشركات الالمانية من أن فضيحة فولكس فاغن قد يكون لها "تأثير الدومينو" على أنشطتها وتقوض شعار "صنع في المانيا" الذي يلقى احتراما.

ويرى مراقبون أيضا بعض المفارقة في الفضيحة، فبينما تحدى الاقتصاد الالماني ازمة ديون منطقة اليورو وتحدى حتى الان التباطؤ الاقتصادي في الصين، فإنه قد يواجه الان اكبر عامل خطر للتراجع في فترة طويلة من احدى شركاته، وقال برزيسكي إن "المفارقة في كل هذا هو ان التهديد قد يأتي الآن من الداخل لا من الخارج".

اتحاد السيارات الألماني: الأزمة يجب ألا تلقي شكوكاً على الديزل

حذر رئيس اتحاد صناعة السيارات في ألمانيا من التشكيك في تكنولوجيا الديزل بأكملها بسبب أزمة فولكس فاغن.

وقال ماتياس فيسمان: "ينبغي ألا يقع المرء في خطأ استخدام هذه الحالة التي جرى فيها التلاعب ببرامج للكمبيوتر لإظهار نتائج أفضل في الاختبارات للتشكيك في تكنولوجيا الديزل برمتها".

وأضاف قائلا: "الديزل الذي تستخدمه صناعة السيارات الألمانية في‭ ‬أشكال كثيرة هو حافز رئيس لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حول العالم. لذلك نحتاج الى تفرقة واضحة هنا".

"دعوتي هنا ألا يكون هناك تشكك عام تجاه صناعة السيارات الألمانية".

(رويترز)

ماكرون: لا دلائل على ارتكاب شركات سيارات أخرى مخالفات

قال وزير الاقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه لا توجد أي دلائل حتى الآن على أن شركات أخرى لصناعة السيارات استخدمت البرمجيات نفسها التي استخدمتها فولكس فاغن الألمانية لإخفاء المستوى الحقيقي لانبعاثات العوادم من محركات الديزل.

وقال ماكرون أثناء زيارة للندن "في الوقت الحالي يبدو أن الأمر مقتصر على فولكسفاغن إلى أبعد الحدود".

(رويترز)

«فولكس فاغن» تنوي إعلان أسماء المسؤولين عن فضيحة الانبعاثات

قال مصدران مطلعان لـ "رويترز" إن شركة فولكس فاغن لصناعة السيارات ستبدأ اليوم في إعلان أسماء الأشخاص المسؤولين عن التلاعب في اختبارات الانبعاثات.

وذكر المصدران أن المجلس الإشرافي للشركة لن يعلن فقط عمن سيخلف الرئيس التنفيذي مارتن فينتركورن في منصبه خلال اجتماع يعقد اليوم، لكنه سيبدأ أيضا في الكشف عن أسماء المسؤولين عن التلاعب في اختبارات الانبعاثات. واستقال فينتركورن الأربعاء تحت ضغوط من أجل التغيير في الشركة الألمانية التي تترنح إثر إقرارها بأنها ضللت الجهات التنظيمية الأميركية عن كمية التلوث المنبعث من سياراتها التي تعمل بالديزل.

(رويترز)