البابا تواضروس يزور القدس فجأة
الكنيسة: موقفنا لم يتغير من التطبيع... والزيارة للصلاة على المطران إبراهام
في خطوة مفاجئة، وصل بابا الأقباط تواضروس الثاني إلى فلسطين، على رأس وفد كنسي رفيع يضم 8 من كبار القساوسة، للمشاركة في صلاة القداس على الأنبا إبراهام مطران القدس والشرق الأدنى (دول الخليج) الذي توفي أمس الأول.زيارة البابا هي الأولى لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية، منذ عشرات السنين، حيث تعود آخر زيارة في عهد البابا كيرلس السادس، عام 1967، وهي الزيارة التي جاءت بعد احتلال إسرائيل للأراضي العربية، وقبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
مشاركة تواضروس، أثارت جدلا واسعا وانقساما في الأوساط المسيحية والمصرية، بين من اعتبرها تطبيعا مع العدو الإسرائيلي، بينما رآها آخرون شكلا من أشكال النضال، يسهم في ترسيخ هوية المدينة المقدسة، ما أكده رئيس السلطة الفلسطينية عند لقائه البابا تواضروس، مطلع نوفمبر الجاري في المقر البابوي وسط القاهرة، حيث دعا البابا لزيارة القدس، وقال وقتها: "زيارتكم للقدس زيارة للسجين وليس السجان"، كما فجرت الزيارة جملة من الأسئلة، بينها: هل تفتح زيارة البابا لكنيسة بيت لحم الباب أمام الأقباط للحج كل عام؟ وذكرت الكنيسة المصرية في بيان لها نقله المتحدث باسمها بولس حليم، أن الزيارة هي للصلاة على الأنبا إبراهام مطران القدس والكرسي الأورشليمي، وقالت: "رغم موقفنا الثابت من عدم الذهاب للقدس دون حل للقضية الفلسطينية، إلا أن مطران القدس المتوفى يأتي في المركز الثاني بعد البابا في ترتيب أساقفة المجمع المقدس".وأعرب المفكر القبطي جمال أسعد عن دهشته من الزيارة، واعتبرها استثنائية، وقال لـ"الجريدة": "المعروف تاريخيا أنه عند وفاة مطران القدس يؤتى بجثمانه إلى مصر للصلاة عليه في الدير الذي ترهبن به، ثم يدفن في الأراضي المصرية، وقرار البابا شنودة الثالث بعدم السفر إلى القدس سياسي"، كما اعتبر منسق "رابطة حماة الإيمان"، مينا أسعد، الزيارة طارئة ولظروف خاصة، ولا يعني ذلك فتح الباب أمام الأقباط للسفر إلى القدس".وأوضح رئيس منظمة "الاتحاد المصري لحقوق الانسان"، نجيب جبرائيل، أن البابا سافر إلى القدس عن طريق الأردن، ولم يأخذ تأشيرة دخول إسرائيلية، وسفره ضرورة كنسية، فالأنبا إبرام هو الرجل الثاني بعد البابا تواضروس، بينما انتقد المفكر القومي أمين إسكندر، الزيارة، وقال لـ"الجريدة": "تستهدف القضاء على قصة طويلة من نضال مشترك لكل المصريين ضد التطبيع مع إسرائيل"، وقال إن قرار عدم السفر للقدس لم يكن قرار البابا شنودة، ولكنه قرار المجمع المقدس عام 1980.يذكر أن البابا شنودة الثالث كان رفض السفر إلى القدس، طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي، بناء على قرار "المجمع المقدس" عام 1980، حيث دخل في صدام مع الدولة في سبعينيات القرن الماضي، إبان فترة حكم الرئيس الأسبق أنور السادات، ما دفع المصريين إلى اعتباره "بابا العرب".