حالة طوارئ في مالي بعد الهجوم على فندق راديسون في باماكو

نشر في 21-11-2015 | 12:55
آخر تحديث 21-11-2015 | 12:55
No Image Caption
دخلت حالة الطوارئ حيز التنفيذ اليوم السبت في مالي غداة عملية احتجاز رهائن أسفرت عن سقوط أكثر من عشرين قتيلاً وتبنته جماعة المرابطون التي يقودها الجزائري مختار بلمختار بالتعاون مع تنظيم القاعدة.

وجاءت هذه العملية التي انتهت بتدخل مشترك من القوات المالية والأجنبية وخصوصاً الفرنسية، بعد أسبوع على الاعتداءات التي أودت بحياة 130 شخصاً وأدت إلى جرح 350 آخرين في باريس وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي خطاب إلى الأمة بثه التلفزيون الحكومي ليل الجمعة السبت، تحدث الرئيس المالي ابراهيم أبوبكر كيتا عن سقوط 21 قتيلاً وسبعة جرحى، مؤكداً على أن "الإرهاب لن يمر".

وكان مصدر عسكري مالي ذكر أن 27 شخصا قتلوا من حوالي 170 من نزلاء وموظفي فندق راديسون بلو الذين كانوا موجودين فيه عند وقوع الهجوم، وأضاف أن "ثلاثة إرهابيين على الأقل قتلوا أو قاموا بتفجير أنفسهم".

وأكد مصدر أمني مالي السبت على أنه يجري "البحث بجد" عن ثلاثة أشخاص على الأقل يشتبه بأنهم متورطون في الهجوم، وقال هذا المصدر الذي يشارك في التحقيق "نبحث بجد عن ثلاثة مشتبه بهم قد يكونون متورطين في هجوم الجمعة على فندق راديسون".

وأعلنت الحكومة المالية في بيان حالة الطوارئ لعشرة أيام اعتباراً من منتصف ليل الجمعة السبت، وذلك بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الدولة الذي عاد على عجل من قمة لدول منطقة الساحل في تشاد بسبب الهجوم.

وقال البيان الرسمي أن "حالة الطوارئ التي فرضت ستسمح بتعزيز الوسائل القانونية للسلطات الإدارية والمختصة من أجل البحث عن إرهابيين قد يكونون فارين أو شركاء محتملين لهم، وتقديمهم إلى القضاء".

وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام اعتباراً من الأثنين في مالي.

وبين القتلى روس وثلاثة صينيين وأميركي وموظف بلجيكي كبير موفد إلى مالي، كما أعلنت دولهم.

وصرّح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان مساء الجمعة أن القوات الفرنسية الخاصة القادمة من واغادوغو في بوركينا فاسو المجاورة شاركت في العمليات "لمساعدة القوات المالية".

هجوم ارهابي مقيت

وأرسلت فرنسا التي تتدخل عسكرياً في مالي منذ يناير 2013 نحو أربعين من أعضاء مجموعة التدخل التابعة للدرك الوطني أيضاً، كما تدخل أفراد من بعثة الأمم المتحدة في مالي وقوات أميركية.

وتبنت جماعة المرابطون الإسلامية المتطرفة التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار الاعتداء في تسجيل صوتي بثت قناة الجزيرة مقطعاً منه.

وقالت جماعة المرابطين في التسجيل الذي أعد قبل انتهاء العملية على ما يبدو أنها نفذت "بالتنسيق مع إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" الهجوم على فندق راديسون.

وطالبت بإطلاق سراح "مجاهدين في سجون مالي" ووقف "العدوان على أهالينا في شمال مالي"، كشرط للإفراج عن رهائن احتجزتهم.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة هذا "الهجوم الإرهابي المقيت"، مؤكداً أنه جاء "بينما يسجل تقدم مهم في عملية السلام" بين الحكومة وحركة التمرد السابق التي يهيمن عليها طوارق الشمال الذين وقعوا اتفاق سلام في مايو- يونيو الماضيين.

كما دانت تنسيقية حركات ازواد والمجموعات المسلحة الموالية للحكومة الهجوم.

وبدأ الهجوم على فندق راديسون بلو الجمعة حوالي الساعة السابعة بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش، ودخل المهاجمون الفندق بالتزامن مع سيارة تحمل لوحة دبلوماسية.

وصرّح المغني الغيني الشهير سيكوبا بامبينو دياباتي لوكالة فرانس برس أن المسلحين كانوا "يتخاطبون باللغة الانكليزية"، وقال دياباتي في اتصال هاتفي أجرته فرانس برس من كوناكري "سمعت الرصاصة الأولى عند الساعة 6,10 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش)، أعتقدت أولاً أنه أمر طبيعي، لكن إطلاق النار استمر ولم أكن أعرف ماذا يحدث في الخارج".

ويزور المغني الذي يتمتع بشهرة كبيرة في مالي، هذا البلد باستمرار، وأوضح أنه لم ير المهاجمين الذين قالت مصادر مالية أن عددهم هو ثلاثة على الأقل بينما أكد مصدر فرنسي أنهم أربعة على الأقل، لكنه سمعهم يتخاطبون بالانكليزية بشكل واضح.

وقال "لم أرَ المهاجمين، لكنني كنت أسمع أصوات أقدامهم من غرفتي، كانوا يطلقون النار داخل الفندق، في الممرات وكنت أسمع ما يقولونه، كانوا يتناقشون باللغة الانكليزية، كانوا بالقرب من غرفتي والجميع بقوا في غرفهم"، إلا أنه لم يتمكن من تمييز لهجاتهم.

وكان أجانب من 15 جنسية بين نزلاء الفندق بينهم نحو عشرين هندياً و15 فرنسياً، بمن فيهم 12 من أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة الطيران الفرنسية اير فرانس - نجوا جميعاً.

وكان شمال مالي في مارس- أبريل 2012 سقط في قبضة جماعات جهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتفرقت الجماعات الجهادية وطرد معظمها من هذه المنطقة على إثر تدخل عسكري دولي بمبادرة فرنسا بدأ في يناير 2013 وما زال مستمراً حتى الآن.

لكن لا تزال مناطق بأكملها خارجة عن سيطرة القوات المالية والأجنبية بالرغم من توقيع اتفاق سلام في مايو - يونيو بين الحكومة والمتمردين.

back to top