أفغانستان: قتلى ومفقودين في "قصف أميركي على مايبدو" لمستشفى لأطباء بلا حدود في قندوز

نشر في 03-10-2015 | 12:27
آخر تحديث 03-10-2015 | 12:27
No Image Caption
أصيب مركز العلاج التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في مدينة قندوز الأفغانية التي استعادها الجيش من حركة طالبان "بأضرار جسيمة" في قصف ليلي أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد طاقمه وقد يكون ناجماً عن ضربة أميركية.

ويمكن أن ترتفع حصيلة ضحايا هذا القصف إذ أن ثلاثين من أفراد طاقم المستشفى مفقودون، وعند وقوع القصف كان في المستشفى القريب من وسط المدينة 105 مرضى وطاقم من ثمانين شخصاً من الأفغان والأجانب.

وشهدت هذه المدينة الكبيرة في شمال أفغانستان معارك طاحنة بين مقاتلي طالبان وقوات الأمن الأفغانية خلال الأسبوع الجاري.

 

وتثير الضربات الجوية لتحالف دول حلف شمال الأطلسي جدلاً حاداً في أفغانستان خصوصاً بشأن جدوى هذه الغارات و"الأضرار الجانبية" التي تسببها، وفي يوليو الماضي قُتِلَ عشرة جنود أفغان خطأ في غارة أصابت حاجزاً كانوا يتمركزون عليه في ولاية لوغار شرق البلاد.

وقال الكولونيل براين تريبوس الناطق باسم عملية الحلف في أفغانستان أن الضربة التي أصابت مستشفى أطباء بلا حدود جرت منتصف ليل الجمعة السبت وكانت تستهدف "أشخاصاً يهددون قوات التحالف".

وأضاف أن هذه الضربة "قد تكون سببت أضراراً جانبية في مركز طبي قريب"، موضحاً بأن "تحقيقاً فتح في الحادث"، وكان الحلف ذكر في بيان أن "القوات الأميركية شنت غارة جوية على مدينة قندوز عند الساعة 2,15 بالتوقيت المحلي ضد أفراد يهددون (قوة الحلف)"، موضحاً أنها "قد تكون" أصابت المستشفى.

وأضاف أن "الغارة قد تكون أدت إلى أضرار جانبية لمنشأة طبية"، مؤكداً على أن "تحقيقاً يجري في الحادث".

وقدم المركز الطبي لأطباء بلا حدود مساعدة أساسية للسكان في قندوز منذ الأثنين عند استيلاء حركة طالبان على المدينة والهجوم المضاد الذي شنته القوات الأفغانية لاستردادها، وقد قُتِلَ ستون شخصاً وجرح أكثر من 400 آخرين في هذه المعارك.

وهو المستشفى الوحيد في المنطقة الواقعة شمال أفغانستان القادر على معالجة المصابين بجروح خطيرة، وقال مدير العمليات في هذه المنظمة غير الحكومية الطبيب بارت بانسنز أن "أطباء بلا حدود عالجت 394 جريحاً منذ الأثنين وهذا الهجوم صدمنا".

وقال أحد سكان قندوز إنه حاول بدون جدوى الاتصال بستة من أصدقائه جميعهم أطباء وممرضون في مستشفى المنظمة، وأضاف "ليس لدي أي أخبار منهم وقد يكونوا قتلوا".

لكن هذه الضربات كانت حاسمة في الدعم الذي قدمه الحلف إلى الجيش الأفغاني في هجومه المضاد لاستعادة قندوز من طالبان.

وتمكن المتمردون خلال ساعات فقط من الاستيلاء على المدينة الأثنين محققين بذلك أول انتصار لهم منذ سقوط حكمهم في 2001، وقد ألحقوا بذلك بالرئيس أشرف غني هزيمة كبيرة.

ولم تتمكن قوات الأمن الأفغانية من مقاومتهم طويلاً في ما يدل على الصعوبات الهائلة التي تواجهها لاحتواء المقاتلين الإسلاميين الناشطين في معاقلهم في الجنوب والشرق والآن في الشمال.

وإلى جانب قندوز، تشهد ولايات بدخشان وبغلان وتخار هجوماً يزداد شراسة لطالبان التي تريد الاستيلاء على مدن، وفي بدخشان، سيطر مقاتلو الحركة لفترة وجيزة الجمعة على اقليم بهاراك القريب من العاصمة فيض اباد، قبل أن يتم طردهم.

ولم يعد الحلف ينشر سوى 13 ألف جندي في أفغانستان تقتصر مهمتهم على تقديم المشورة والتدريب، لكن جنوداً ألمان وأميركيين وبريطانيين وقوات خاصة أرسلت إلى قندوز بعد هزيمة القوات الأفغانية.

ولا تشكل استعادة قندوز انتصاراً لكابول على الأمد الطويل في مواجهة طالبان التي أظهر مقاتلوها في الأيام الأخيرة قدرتهم في هذه المنطقة الواقعة في شمال أفغانستان حيث يقاتلون الحكومة على عدة جبهات.

وستبقى سيطرة المتمردين على مدينة قندوز نكسة بالغة الخطورة للرئيس أشرف غني الذي يتولى الحكم منذ سنة بالضبط، وللقوات المسلحة التي باتت وحدها في الخطوط الأمامية منذ انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الاطلسي في ديسمبر الماضي.

back to top