في الحلقة الرابعة من الحوار مع حياة الفهد أم المسرح وسيدة الشاشة الخليجية وتاج الفن ونجمة الخليج الأولى، أضواء حول تجربتها في الدراما التلفزيونية وخوضها مغامرة الدراما الكوميدية.
كذلك تتحدث عن أبرز الجوائز التي حصدتها، وعن علاقتها المميزة بالفنان عبدالحسين عبدالرضا والفنانة سعاد عبدالله.ما رأيك في ظهور الممثلات بماكياج لا يناسب أدوارهن؟ لا بد من أن تعي الممثلة الدور الذي تقدمّه جيداً، وألا تعتبر نفسها عارضة أزياء أو مذيعة تلفزيونية، وأن تخضع لمتطلّبات العمل، لا سيما أن أدواراً معينة تفرض تشويهاً في الوجه مثلاً.كيف؟نرى وجه الممثلة، أثناء تجسيدها مشهداً حزيناً، ملطخاً بالماكياج بفعل البكاء ولا يعبّر عن المعنى الذي نريد إيصاله إلى المشاهد، لذلك أضع حداً لهذه المسألة في أعمالي وأسيطر على أداء الفنانات، توخّياً للموضوعية والمبررات الدرامية.قدمت أعمالاً مع الكاتبة فجر السعيد، لماذا تم الانفصال؟حصلت بعض الخلافات، وهذا وارد في أي مكان، لكن المحطة شغلتها وأبعدتها عن الكتابة، أعمالها جميلة، استمتعت معها في «جرح الزمن» و»ثمن عمري»، فهما يتمتعان بحرفية ومواضيع وجماليات، وفي المسرحية الكوميدية «قناص خيطان».كيف شاهد الجمهور العربي «خالتي قماشة»؟في ثمانينيات القرن المنصرم، لم تكن ثمة فضائيات، وكان تلفزيون الكويت في تلك الفترة لا يبيع أعماله بل يهديها. فعندما يعرض المسلسل في الأردن يلتقط إرسال المحطة المشاهدون في لبنان وسورية، والأمر نفسه لدى العرض في قناة إحدى الدول في المغرب العربي. وقد فوجئنا أثناء زيارتنا لتونس، آنذاك، أن كل الجلابيات عليها اسماء شخصيات المسلسل، وقد تعرف المشاهد العربي على عاداتنا وتقاليدنا وبيوتنا. الفن والرياضة هما من أوصل صورة الكويت الحقيقية في تلك الحقبة.هل تخوفت من التجربة الكوميدية التلفزيونية؟بالطبع، كانت مغامرة لكنها نجحت، لله الحمد، ووجدت قبولاً. قدمت في فترة متقاربة «خرج ولم يعد» (1980)، {خالتي قماشة} (1983) و{رقية وسبيكة} (1986)، قدمنا فيها الكوميديا الموجودة لدينا كثلاثي مكون مني وسعاد عبدالله وغانم الصالح، واعطتنا شهادة بأننا نستطيع أداء الكوميديا باقتدار.هل تتخيلين أثناء كتابة الكوميديا ممثلين معينين؟بالطبع أضع في مخيلتي من سيجسد تلك الشخصيات، مثال ذلك في مسلسلي: «سليمان الطيب» إذ أدى الأدوار هؤلاء الكبار محمد المنصور وسعاد عبدالله وخالد العبيد والراحلة مريم الغضبان، إضافة إلى طارق العلي، و{الشريب بزة» مع العملاقين خالد النفيسي وعلي المفيدي رحمهما الله.لماذ أسندت دوراً رئيساً للفنان القدير صلاح الملا؟لم يأخذ أدواراً رئيسياً، وعندما شاركته في مسرحية في أحد المهرجانات بقطر، لاحظت أنه يؤدي شخصية كوميدية هي الملا الكذاب، فبدأت أراقبه، واكتشفت فيه خفة روح وقدرات، حرام أن تضيع في الأدوار المكملة أو الثانية، فقدمته في «الفرية».من وجهة نظرك ما سبب نجاح «الفرية»؟شكل المسلسل علامة مميزة في تاريخ مسيرتي، لأن نجاحه كان مختلفا على الأصعدة كافة، ويعود ذلك إلى أنني كتبته بحب، ولم أتشبع من أحداثه في طفولتي، ولم أعشها كثيرا، لكن الصور ما زالت عالقة في وجداني، وكم تمنيت لو أني ولدت في العشرينيات، لأتشبع بعبق الماضي الجميل.هل لأن قصته واقعية؟وضع إصبعه على جروح كثيرة في المجتمع وهذا ما جعل نجاحه مختلفاً، سمعت كثيرا من القصص والحكايات، بعد عرضه، رغم أن القصة يفترض أنها حدثت في زمن بعيد، اليوم نسمع عن الجارة تأخذ زوج جارتها، واكثر من ذلك عن أناس في مقتبل العمر، ما يعني أنه كشف واقع أناس كثر كانت مشاكلهم موجودة مع أنفسهم، ولا يشعر بهم أحد.لماذا لم نرك في أعمال مصرية أو سورية؟ لم أسعَ للعمل خارج الكويت، فلم تكن ثمة فرصة لأنني أحب الانطواء، واذا سنحت لي تلك الفرصة كنت سأشترط التمثيل بلهجتي، من الصعب أن اتحدث اللهجة المصرية أو السورية، لست ضد أي ممثل يؤدي أدواراً بأي لهجة يحبها أو يقتضيها دور ما، لكن تبقى هذه وجهة نظري.هل كانت بدايتك صعبة قياساً بالضغوط التي كانت تعانيها المرأة؟طبعاً، في البدايات واجهت معارضة من الأهل وحاربني الجميع إلا والدتي، رحمها الله، بعدما لاحظت إصراري على خوض مجال التمثيل.بمن تأثرتِ؟في الواقع، لم أدرس الفن ومدرستي هي الممارسة الطويلة للعمل الفني، وتأثرت بممثلات قديرات عربيات لكني لم أقلد أحداً، لأن لكل فنان أسلوبه الخاص.لماذا اخترت عنواناً ليس كويتيا لمسلسل {الداية}؟{الداية} هي التي تقوم بالتوليد، لكن الشخصية الموجودة في المسلسل لديها معرفة بالتوليد إلى جانب أمور أخرى تجيدها مثل الطبخ وخدمة البيوت وتربية الأطفال والرضاعة وبعض طرق العلاج، فقد جعلتها ظروفها القاسية تتعلم هذه الأمور، والمرادف لهذه المفردة بالكويتية الولَّادة، وقد اخترت كلمة {الداية} لأنها معروفة ومتداولة عند الناس في المجتمعات العربية، وهي أرق ّعلى الأذن من {الولَّادة}.الإذاعة والفريق المميزماذا تعني لك المشاركة في الإذاعة؟تسعدني، خصوصاً المسلسلات التي تبث في الشهر الفضيل، أتمنى أن يعود على الجميع بالخير والمحبة والسلام والصحة والعافية.ما سرّ الفريق التمثيلي المتناغم والمتفاهم؟تربطنا عبدالحسين وسعاد وغانم وأنا كيمياء بلا استعداد.هل تمنيت أن يتكرر لقاؤكم الفرج وعبدالحسين وسعاد وأنت؟العام الماضي جمعتنا الدراما الإذاعية الرمضانية «سوّاها البخت» تأليف عبدالعزيز الحشاش وإخراج فيصل المسفر، ولا أخفيك أنني أتمنى تكرار هذا التجمع الرائع مع رفقاء الدرب لكن على صعيد التلفزيون أو المسرح.متى عاد الثنائي سعاد وحياة؟عام 2012، من خلال المسلسل الإذاعي الكوميدي {صدفة تلاقينا}، تأليف سمير القلاف وإخراج خالد المفيدي، كنا سعاد وأنا نخطط، منذ وقت طويل، لبطولة عمل يجمعنا سواء على المسرح أو التلفزيون أو الإذاعة، وفي العام التالي جمعنا عمل إذاعي آخر مع الفنانين الكبيرين سعد الفرج وجاسم النبهان بعنوان {مباركين عرس الاثنين} تأليف محمد ناصر وإخراج أحمد الشطي.جوائز و«الخرّاز»ما أهم جائزة بالنسبة إليك؟حب الجمهور، تكمن سعادتي الحقيقية في رؤية الناس متأثرين ومتفاعلين مع الشخصيات التي أجسّدها في أدواري.ما سبب رفضك للألقاب؟يكون الفنان بفنه وعطائه واسمه، ولو كان ضعيفاً لا يرفعه اللقب ولو كان ممتازاً لا يضيف إليه اللقب، اعتز باسمي من دون لقب، وأشكر زملائي الفنانين والصحافيين والجمهور على الالقاب التي أسعد بها، لكنني أرفض وضعها على كادر الأسماء.ما كانت ردة فعلك لدى إعلان فوزك بأفضل ممثلة وجوائز أخرى؟توقعت أنني سأحصل على جائزة أو اثنتين لدى منح جائزة الشهيد فهد الأحمد للدراما التلفزيونية، وأثناء إعلان النتائج في 2007، نسيت نفسي وكنت أركض على المسرح كالريشة، فلم أتوقع أن يحصد مسلسل {الفريية} سبع جوائز من أصل إحدى عشرة جائزة.ماذا فعلت بعد هذا الإنجاز؟في اليوم التالي، استوعبت الأمر ووجدت نفسي أمام امتحان صعب للغاية، وكنت شرعت بكتابة حلقات عدة من مسلسل «الخرّاز»، لكن بعد هذا الحصاد من الجوائز، اعدت صياغة ما كتبته لأنني شعرت بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي. لماذا تفوقت في «الخرّاز»؟لأنه عمل صعب بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وجاء بعد نجاح أعمالي السابقة على التوالي، إضافة إلى مسؤولية الحفاظ على المستوى الدرامي الذي أقدمه سواء في التأليف أو التمثيل أو الإخراج أو الانتاج، وكذلك تاريخي الفني وثقة الجمهور بما أقدمه في الدراما التلفزيونية.هل للموضوع المطروح دور في نجاحه؟بالطبع، يتحدث عن عقوق الأبناء في كل الأزمان، وإن ازداد العقوق في زماننا هذا، وبرز للأسف النكران والجحود، ووصل الأمر إلى مد الأيدي على الأهل وسيل من الألفاظ التي لا تليق بمكانتهم. تدور احداثه حول المرأة الخليجية والعربية التي تحب زوجها وتؤمن بكفاحه وتحاول أن تكون ستارا لأخطاء ابنائها لتحافظ على الأسرة، وإن كانت ستصل الى مرحلة يصعب عليها الاستمرار.
توابل
حياة الفهد: لم أدرس الفن ومدرستي هي الممارسة الطويلة له (4-5)
26-06-2015