انتخاب أول ملكة جمال للعراق منذ أربعين عاماً
في منافسة هي الأولى من نوعها منذ عام 1972، فازت فتاة عراقية بلقب ملكة جمال العراق في هذا البلد الذي يعاني ظروفاً سياسية وأمنية قاسية وحرباً مع تنظيم داعش المتشدد.
وتصدرت شيماء عبدالرحمن البالغة من العمر 20 عاماً، وهي من مدينة كركوك، مسابقة ملكة جمال العراق التي غابت عنها ملابس السباحة والمشروبات الكحولية.وقالت شيماء عبدالرحمن لمراسل وكالة فرانس برس "أنا سعيدة برؤية العراق يتقدم إلى الأمام، بفضل الله".وأضافت متحدثة وسط حشد من المعجبين الذين يحاولون التقاط صور بهواتفهم النقالة إلى جانبها، أن "هذه الاحتفالية تعيد الابتسامة للعراقيين".وأشارت شيماء إلى أنها ستستغل الشهرة التي حققتها من أجل دعم التعليم خصوصاً للنازحين من مناطق النزاع مع مسلحي تنظيم داعش الذين سيطروا على مناطق واسعة من العراق منذ يونيو 2014.وقال همام العبيدي أحد المنظمين متحدثاً لفرانس برس أثناء خروج الحضور من قاعدة الفندق الذي أُقيمت فيه المسابقة "بعض الناس يعتقدون بأننا لا نحب الحياة".وشيماء هي من سكان مدينة كركوك المعروفة بتعدد الأعراق والقوميات، والتي توصف بالعراق المصغر.وركزت المتسابقات أثناء مرورهن على المنصة أمام الحكام على تقديم أنفسهن والحديث عن المشاريع التي يعتزمن تنفيذها.وارتدت المشاركات أحذية كعب عال، وفساتين سهرة بلا أكمام، ولكن تحت الركبة. وقالت الناشطة في حقوق الإنسان هناء ادورد "اعتقد أنها مسابقة رائعة، تجعلك تشعر بأن الأشياء يمكن أن تعود إلى طبيعتها".وقد أصاب العراق دمار شديد بعد سنوات طويلة من الحروب والنزاعات، آخرها الحرب مع تنظيم داعش، إلى جانب الفساد الذي ينخر جسم الدولة.وقال سنان كامل مصمم الأزياء وأحد منظمي المسابقة "هناك رجال يقاتلون على الخطوط الأمامية للدفاع عن العراقيين ودحر الإرهاب ونحن نحاول أن نقول لهم أن الحياة ستستمر، وأن نظهر للعالم أن هناك حياة في العراق، وبغداد لن تموت".وشاركت المتنافسات الثماني خلال الأسبوع الذي سبق الحفل، بمبادرات خيرية بينها زيارة مخيم للنازحين في بغداد.ويعود تاريخ آخر مسابقة لاختيار ملكة جمال العراق إلى عام 1972، في ظل ظروف اقتصادية وأمنية أفضل مما هي عليه اليوم.وفازت بها يومذاك وجدان برهان الدين سليمان، ثم سافرت لتمثيل بلدها في مسابقات وفعاليات أجريت في بلدان عدة، منها ايرلندا والهند وبورتوريكو.ويقول سنان كامل "نحن نتطلع إلى أن يصبح لدينا سفيرة للعراق".ويضيف "ما نأمل تحقيقه هو اسماع صوت العراق، وأن نظهر أنه لا يزال على قيد الحياة وأنه ما زال ينبض".وأقيم في مارس الماضي، أكبر عرض أزياء منذ عدة سنوات في بغداد، حضره حوالي 500 شخص، وشاركت فيه 15 عارضة قدمن ملابس لستة مصممين.