يرتبط المواطن المصري بعلاقة عشق من نوع خاص مع مختلف أنواع اللحوم الحمراء، رغم أن عدداً كبيراً من الفقراء قد لا يأكلها كثيراً بسبب ارتفاع ثمنها، لكن ارتفاع أسعار الأخيرة أطاح بالبقية الباقية من أحلام المصريين، الذين لم يجدوا أفضل من تنظيم صفوفهم منذ عدة أيام لتدشين حملة مقاطعة محلات الجزارة، علها تعود بأسعار اللحوم إلى متناول يد المواطن المصري.

Ad

الحملة انطلقت تحت شعار «بلاها (بدون) لحمة» من محافظات الصعيد، الأكثر فقراً في مصر، بحسب تقارير حكومية ودولية، ولاقت تجاوباً من أهالي محافظات الجنوب، الذين رفضوا الزيادات المبالغ بها، حيث ارتفعت في مدينة أسوان (نحو 1000 كلم من القاهرة)، من نحو 60 جنيهاً لكيلوغرام اللحم إلى 90 جنيهاً «حوالي 11 دولاراً»، إلى أن انتقلت أصداء الحملة إلى القاهرة ومحافظات الدلتا الأسبوع الجاري، ما يكشف الزخم الشعبي الرافض لزيادة الأسعار، خصوصاً في ظل المخاوف من زيادة جديدة في الأسعار، مع اقتراب عيد الأضحى، «المقرر له أواخر سبتمبر المقبل»، والذي يشهد عادة الزيادة الثانية في أسعار اللحوم، بعد زيادة شهر رمضان، من كل عام.

مؤسس حملة «بلاها لحمة»، محمد جاد، قال إن أسعار اللحوم زادت أكثر من مرة بشكل غير مبرر، لذلك كان الحل هو المقاطعة، كاشفاً عن أن الحملة التي انطلقت من أسوان لاقت التجاوب في مختلف المحافظات المصرية، ما يكشف أن الأزمة واحدة في جميع أنحاء البلاد، مشدداً على أن الحملة تركز مطالبها على خفض سريع للأسعار مع وضع ضوابط من قبل وزارة التموين للسيطرة على أي زيادة في الأسعار مستقبلاً.

الأسبوع الماضي وحده شهد إطلاق عدة حملات في عدد من المحافظات، تبناها بعض النشطاء، وتصب كلها باتجاه مقاطعة شراء اللحوم، مثل حملة «لن نموت بدون لحمة» التي انطلقت في محافظة سوهاج، ومنها إلى أسيوط وقنا، في حين دشن نشطاء في الإسكندرية الساحلية حملة «بلاها جزارين»، احتجاجاً على ارتفاع أسعار اللحوم وتناقص القيمة الشرائية للرواتب.

أحمد ماهر، أحد مواطني حي إمبابة الشعبي شمال الجيزة، قال لـ«الجريدة»: «أسعار اللحمة في تزايد مستمر دون أي رقابة من وزارة التموين، سعر كيلو اللحم وصل إلى 120 جنيهاً «نحو 15 دولاراً» وراتبي 1200 جنيه، «150 دولار»، فهل من المعقول أن أنفق أكثر من ربعه على شراء كيلوغرامين من اللحمة طوال الشهر، لي ولأسرتي المكونة من زوجة وثلاثة أطفال».