كلنا فخورون يا ضرار

نشر في 25-07-2015
آخر تحديث 25-07-2015 | 00:01
 يوسف عوض العازمي حينما أكتب عن الإمارات ومواقفها يتعب القلم ويتوه الفكر، هذه الدولة التي كانت خير عضد لأخواتها في دول مجلس التعاون الخليجي بدءاً من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية إلى الكويت وقطر والبحرين وعمان، يعجز القلم عن أقل القليل في مدحها ومدح مواقف هذه الدول ذات المواقف الحقيقية والمساندة الواضحة لنا في الكويت خصوصا، وفي القضايا المصيرية التي تواجه دولنا الخليجية.

كلماتي اليوم عن الإمارات هو لكل خليجي، فما يخصها يخصنا بالتأكيد والعكس صحيح، ففي عاصفة الحزم المباركة تضافرت جهود أهل الخليج لمساندة الشرعية في اليمن الشقيق، وكانت العاصفة عاصفة "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

وإذا تصافى الرجال فأبشر بالخير والنصر وكل طيب، وبالفعل تحققت أهداف استراتيجية كبيرة، أهمها وقف بعض الدول عند حدها وتعريفها بحجمها تماما، وأنها لا تعدو أن تكون نمراً من ورق، وأننا في مجلس التعاون متى ما عقدنا العزم فسنكون على مستوى الحدث، ولن تؤثر فينا عمليات رخيصة وجبانة سواء في الدمام، أو في مسجد الصادق بالكويت، فهي لا تمثل سوى هرطقات ضعاف العقول، وبالأساس لم تثن دولنا عن خط سيرها الوطني الخير.  في هذه العاصفة وبعدها إعادة الأمل وعملية تحرير عدن المسماة "السهم الذهبي" كانت المملكة العربية السعودية تقدم الشهيد تلو الآخر دون منة وشكوى؛ لأنها الكبيرة وهذا قدر الكبار، وفي أي موقف قوي يصب في المصلحة العامة ستجد المملكة الشقيقة في مقدمة الركب، فهذا عهدنا فيها ولا يزال.

لكن الحديث اليوم سيكون عن الحصان الأسود في تحرير عدن، عن قوات الإمارات الحبيبة التي أقدمت على تنفيذ دورها في "السهم الذهبي" بكل ثقة وشجاعة وبعزيمة الرجال، وكانت الأدلة لا تخطئها العين ولا يتعداها إلا أعمى القلب، وعمى القلوب أشد من عمى البصيرة.

استشهاد البطل سالم بن سهيل، وبعده البطل عبدالعزيز الكعبي، وصولا للبطل سيف يوسف الفلاسي حفزني لكتابة المقال، بالإضافة لما نشره الكاتب الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي في صحيفة "البيان" الإماراتية عن استشهاد ابن عمه سيف الفلاسي، فكانت كلماته تعبر عن الفخر والعزة، وتغليب المصلحة العامة والامتثال للسياسة العليا للدولة، التي يحمل رايتها ثقات مجربون، بدءاً بالشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة ونائبه محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد، وهنا تتجسد اللحمة الوطنية المطلوبة، على قاعدة أن الجميع صف واحد ويد واحدة، معبرين بكل صراحة عن الشعار الإماراتي البيت متوحد، وسيستمر متوحدا ما دام ضرار وأمثاله يقدمون مثل هذه المواقف الرجولية.

ضرار لم يكتب شاكيا أو حزينا، بل كان على ثقة بالله، ومستمسكا بالمصلحة العامة، وكان فخورا باستشهاد قريبه البطل، وهذا هو المطلوب، والتأكيد عليه ضروري لأننا في دول مجلس التعاون بحاجة لمثل هذه الروح الوثابة الواثقة المعتزة بماضيها، والمؤكدة لقيم الوطنية في حاضرها والواثقة بالمستقبل.

أهل الخليج ككل قدموا تضحيات رائعة سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، بدءاً من شهداء الحد الحنوبي بالسعودية، وحادثة القطيف والقديح، وصولا إلى حادثة مسجد الإمام الصادق في الكويت، إلى شهداء الإمارات وهم يقدمون أروع المثل في الذود عن المصالح العليا، فهنيئا لنا بدول محلس التعاون، ورحم الله شهداءنا، وتقبلهم الله في نعيم جناته، قال تعالى "إن ينصركم الله فلا غالب لكم".

back to top